وأبرز الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، محسن الجزولي خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال المنتدى المغربي-الأمريكي أن المغرب يعد من أكثر الوجهات الاستثمارية جاذبية على المستويين الإفريقي والدولي، وأن المملكة المغربية تشهد تطورا كبيرا وباتت قوة اقتصادية إقليمية تتميز بخصائص الحداثة والتنوع، فضلا عن بنيات تحتية ذات مستوى عالمي.
وأكد أن المغرب ولج حاليا مرحلة جديدة من التنمية، من خلال التركيز بقوة على جذب الاستثمارات الخاصة، مجددا التأكيد على التزام الحكومة بدعم المستثمرين الأمريكيين والاستمرار من خلال كل أوجه التعاون الثنائي في تعزيز العلاقات الاقتصادية القوية بين البلدين.
وعبر الوزير عن قناعته بأن « منظومة المقاولات الناشئة في المغرب ستعرف مستقبلا العديد من قصص النجاح »، مشددا على أهمية العمل المشترك بين كل الأطراف المعنية من أجل وضع منظومة المقاولات الناشئة في المكانة التي تستحقها.
وقال إن الشركات الأمريكية تضطلع بدور مهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المغرب، مؤكدا أن المستثمرين الأمريكيين في مجال الرأسمال المخاطر يمكنهم المساهمة بشكل كبير وفعال في هذا الطموح المهم.
ومن جهة آخرى، أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب، بونيت تالوار، أن المغرب بلد يشهد تطورا مطردا في عدد من القطاعات ويتموقع أكثر فأكثر كرائد في مجال التكنولوجيا بإفريقيا.
وذكر، في هذا السياق، بأن الشركات الناشئة المغربية جمعت، خلال سنة 2022، 119 مليون دولار لدى المستثمرين في مجال الرأسمال المُخاطر، وهو ما يعكس قدرتها على جذب رؤوس الأموال لتطوير حلول مبتكرة في مواجهة التحديات المحلية والإقليمية، مضيفا أن المقاولين المغاربة يجذبون المزيد والمزيد من رؤوس الأموال، وهذا النجاح نتيجة للسياسات الاستشرافية للحكومة المغربية ».
وسجل الدبلوماسي الأمريكي أن الدعم الحكومي اضطلع بدور حاسم في هذا الصدد، لا سيما من خلال مختلف السياسات وهياكل التمويل والإصلاحات التنظيمية، وهو التزام يجسد الاعتراف بأهمية الشركات الناشئة في النمو الاقتصادي وخلق فرص الشغل.
ولفت إلى أن الشركات المغربية الناشئة العاملة في مجال التكنولوجيا تحقق التميز في مجالات عديدة، بما في ذلك الفلاحة والبيئة والصحة والمالية وكذا التكنولوجيا العميقة، وتمهد الطريق للعديد من القطاعات العمودية، مما يدل على إمكانات هائلة للتقدم التكنولوجي.
من جهتها، أوضحت منسقة مبادرة « ازدهار إفريقيا »، بريتيش روبنسون، أن هذا اللقاء يروم تحفيز الاستثمار في القطاع الخاص، وجلب المزيد من الاستثمارات إلى المغرب، ودعم الشركات الناشئة ومنظومة ريادة الأعمال المغربية المزدهرة.
وأعربت عن سعادتها لمساهمة هذه المبادرة الأمريكية، التي تروم الرفع من حجم التجارة والاستثمار بين الولايات المتحدة وإفريقيا، في النمو الاقتصادي الذي يشهده المغرب، منوهة بالإمكانات الهامة التي تزخر بها البلاد، والتي تحفز دينامية الاستثمار والتقدم.
يشار إلى أن هذا المنتدى، الذي تنظمه سفارة الولايات المتحدة بالمغرب بتعاون مع المبادرة الحكومية الأمريكية (Prosper Africa)، الذي يجمع 25 شركة ناشئة من أكثر الشركات الناشئة الواعدة بالمملكة، يعد الأول من نوعه بين البلدين، الذي يعنى بالرأسمال المُخاطر.