بالصور والفيديو: مشروع «الطريق السيار المائي».. ورش ملكي رائد لنقل المياه من حوض سبو إلى حوض أبي رقراق‎

الطريق السيار المائي من حوض سبو إلى حوض أبي رقراق‎

في 11/01/2025 على الساعة 21:00

فيديوتلبية للاحتياجات المتزايدة من الماء على مستوى المنطقة الساحلية بين الرباط والدار البيضاء، التي تعاني من عجز مائي استثنائي، تم تنفيذ مشروع ملكي هو الأول من نوعه للربط المائي، بين حوضي « سبو » و »أبي رقراق »، وذلك في إطار تدبير مندمج للمياه وتعزيز التضامن المائي بين الأحواض، من خلال نقل الموارد المائية من تلك التي بها فائض إلى تلك التي تعرف خصاصا منه.

ويهدف هذا المشروع الضخم الممتد على مسافة 67 كلم، إلى تحويل فائض مياه حوض سبو التي كانت تهدر في المحيط الأطلسي (والتي قدرت سنة 2023 بنحو 340 مليون متر مكعب)، عبر سد المنع إلى سد سيدي محمد بن عبد الله لحوض أبي رقراق، لضمان تدفق قوي ومنتظم للمياه القادمة، من أجل تأمين تزويد نحو 12 مليون نسمة في محور الرباط-الدار البيضاء بالماء الصالح للشرب، وكذلك تخفيف الضغط على سد المسيرة، الذي يزود العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء باحتياجها من المياه.

بدأ إنجاز المشروع الذي أطلق عليه « الطريق السيار المائي » في دجنبر 2022، وتم الشروع في تشغيله تدريجيا ابتداء من 28 غشت 2023 لإجراء التجارب اللازمة على المعدات وتحويل المياه بتدفق أولي لا يتعدى 3 أمتار مكعبة في الثانية، إذ تعهدت وزارة التجهيز والماء سابقا بتحويل حجم سنوي من فائض مياه حوض سبو يتراوح بين 350 و400 مليون متر مكعب، إلا أن المشروع مكن لحدود اللحظة بعد زيادة تدريجية في تدفق المياه، وصلت ل 15 مترا مكعبا في الثانية، من تحويل حجم سنوي قدر بأكثر من 560 مليون متر مكعب حتى الآن، وهو ما تم تحقيقه اليوم بعد مرور سنة من إنجاز هذا المشروع الرائد.

وفي هذا الصدد، أشارت عائشة آيت أعل، رئيسة مصلحة تتبع و تقييم و تخطيط موارد المياه بمندوبية وكالة الحوض المائي لسبو بالقنيطرة، في تصريحها لـle360، أن الطريق السيار المائي الرابط بين حوض سبو وأبي رقراق، يأتي انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية الواردة بالخطاب الملكي لـ14 أكتوبر 2022، حول الربط المائي البيني للأحواض المائية، بإنجاز مشاريع مائية استعجالية وغير مسبوقة، ستساهم بشكل فعال في تلبية الطلب المتزايد على المياه بمحور الرباط الدار البيضاء، إذ تطلب إنجاز هذا المشروع الضخم حوالي 9 أشهر، و ساهم في ضمان توفير الماء الشروب بهذه المنطقة الحيوية، و تفادي الانقطاعات في التزويد، خاصة بعد استمرار موجة الجفاف للسنة السادسة على التوالي بحوض أبي رقراق والشاوية، وتراجع الموارد المائية الجوفية والسطحية.

وللمحافظة على جودة المياه بطريقة مستمرة، أضافت المتحدثة أن وكالة الحوض المائي لسبو، تقوم بمتابعة يومية لجودة المياه من خلال القيام بتحاليل مخبرية على سد المنع وبست نقاط مختلفة على طول واد سبو، من أجل مراقبة جودة المياه التي يتم تحويلها، فضلا عن العمل على إعداد نموذج هيدروليكي للتتبع والمراقبة، والقيام بدراسات تفصيلية لجرد النقط السوداء بالحوض، للخروج بعدة توصيات ستكون في اتفاقية ازالة التلوث من واد سبو الشطر الثاني.

ومن جهته، أفاد أنور عطار، رئيس مصلحة بمديرية الاعداد المؤقت لمشروع الربط المائي بين حوضي سبو وأبي رقراق -الشطر الاستعجالي-، أن هذا المشروع الذي تقدر كلفته الإجمالية بحوالي 6 مليار درهم، يتكون من منشأة لأخذ الماء على مستوى سد المنع بإقليم القنيطرة، و67 كلم من القنوات الفولاذية بقطر 3200 ملم، ومحطتين للضخ بصبيب 15 متر مكعب في الثانية، تحتوي كل محطة على ست مضخات تشتغل بتقنيات جد متطورة على مدار اليوم، بالإضافة لحوض لإيصال الماء لحقينة سد سيدي محمد بن عبد الله.

وأضاف المسؤول نفسه، أن تنفيذ هذا المشروع يأتي في إطار « البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020 / 2027″، تم بفضل كفاءات مغربية، مما أتاح تزويد الرباط والدار البيضاء بالمياه الصالحة للشرب بواقع 800 ألف متر مكعب يوميا للمدينتين، إضافة إلى تخزين احتياطي يبلغ 400 ألف متر مكعب في بحيرة السد، هذا ويجري الإعداد لمشاريع مماثلة تربط بين الأحواض المائية في شمال المغرب وجنوبه، وفي المناطق المحيطة ببحيرة سد محمد بن عبد الله.

جدير بالذكر أن مشروع الطريق السيار المائي أنجز من طرف جهات عدة، أبرزها وزارة التجهيز والماء، ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والداخلية، والاقتصاد والمالية، إضافة إلى المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بمنطقة الغرب.

تحرير من طرف يسرى جوال
في 11/01/2025 على الساعة 21:00