بالصور والفيديو: إبداع حِرفي جديد.. فن الزليج المغربي يكتسي حلة جديدة بلمسات من الذهب

عبد الفتاح الشلح، معلم الزليج البلدي الفاسي يعاين داخل ورشته لوحة زليج تقليدي مطعمة بقطع من الذهب

في 21/09/2025 على الساعة 14:18

فيديوفي خطوة إبداعية لافتة تزاوج بين عبق التراث وروح الابتكار، أدخل عدد من الصناع التقليديين بالمغرب تقنية جديدة لتطعيم الزليج التقليدي بقطع مذهبة، في مسعى يجمع بين أصالة هذا الفن العريق ورغبة في مواكبة أذواق حديثة تميل نحو الفخامة والتميز.

ويعد هذا الابتكار امتدادا لمسار طويل من الإبداع الذي ميز الزليج المغربي عبر القرون، حيث ارتبط اسمه بالقصور والمساجد والفضاءات التاريخية، ليأتي التطعيم بالذهب اليوم كإضافة نوعية تعزز قيمته الفنية والجمالية.

وقال عبد الفتاح الشلح، معلم الزليج البلدي الفاسي الذي راكم خبرة تمتد لأزيد من 45 سنة، أن هذا القطاع لم يعد منحصرا في أنماط تقليدية محددة، بل عرف على مر السنين تجديدا متواصلا استجابة لطلبات الزبائن ورغبة في ضمان استمراريته.

وأوضح في تصريح لـle360 أن لكل قطعة من قطع الفسيفساء أسماء خاصة بها مثل « مخبل العقول »، « الخمسيني »، « السطاشري »، « العشريني »، « المسدس »، « المتمن » وغيرها من التصاميم التي تعكس ثراء هذا الفن العريق.

ويبرز آخر ابتكار في هذا المجال، وهو الزليج المطلي أو المرشوش بالذهب، الذي لقي إقبالا ملحوظا داخل وخارج المغرب، خصوصا من دول الشرق الأوسط، بالنظر إلى قيمته التراثية والجمالية التي تبرز فخامة الهوية المغربية، إذ يتراوح ثمن المتر الواحد من هذا النوع ما بين 12 و13 ألف درهم، تبعا لكمية القطع المذهبة المضافة حسب ذوق الزبون.

ويؤكد المتحدث ذاته، أن الطلب المتزايد على هذا النوع من الزليج المغربي، سواء من أسواق أوروبية كفرنسا وأمريكا أو من بلدان عربية، يعكس وعي الزبائن بصعوبة صناعته وقيمته الرمزية التي تتجاوز البعد المادي، مما يجعل من مدينة فاس مركزا لحماية هذا التراث وتسويقه بأفضل صورة.

من جهته، يعتبر حميد الشهبي، صانع تقليدي بفاس العتيقة، أن ابتكار تطعيم الزليج بقطع مذهبة يمثل نقلة نوعية في هذا الفن العريق، موضحا أن العملية تمر بعدة مراحل دقيقة، تبدأ بنقش الزليج على شكله الخشن التقليدي، قبل إحالته على ورشات متخصصة لطليه بالذهب، وهي مرحلة تتطلب وقتا طويلا قد يصل إلى ثلاثين يوما تبعا لحجم الطلب، بعدها تأتي مرحلة « التفراش »، حيث يتم تركيب القطع وتجميعها في لوحات فنية متناسقة.

ويؤكد الحرفي أن هذه التقنية الجديدة ليس مجرد ترف زخرفي، بل رسالة فنية توثق لتاريخ طويل من الحرفية، كما تعكس قدرة الصانع التقليدي المغربي على الإبداع والاستجابة لمتطلبات السوق، دون التفريط في جوهر الحرفة وأصالتها، إذ تفتح آفاقا جديدة لتعزيز مكانة المنتوج المغربي في الأسواق العالمية التي تبدي اهتماما متزايدا بالإبداع الحرفي الأصيل.

ويظل التحدي الأكبر أمام هذه التجربة هو إيجاد توازن بين الحفاظ على أصالة الزليج كرمز للهوية المغربية، وبين تطويره بتقنيات ومواد تضفي عليه بعدا معاصرا قادرا على منافسة المنتوجات المستوردة، مع ضمان استمرارية الحرفة وتشجيع الجيل الجديد من الصناع على الانخراط في مسار التجديد والابتكار.

تحرير من طرف يسرى جوال
في 21/09/2025 على الساعة 14:18