وأضحت ساحة فلورانس في السنوات الأخيرة عنوانا للخراب في كل صوره، رغم أن تاريخ إحداثها يعود إلى الفترة الاستعمارية، إذ أنشأها الفرنسيون خلال عشرينات القرن الماضي وأطلقوا عليها اسم « ساحة ليوطي » المقيم العام الفرنسي آنذاك، قبل أن يتم تغيير اسمها إلى « ساحة فلورانس » بمناسبة عقد اتفاقية توأمة بين مدينة فاس ومدينة فلورانسا الإيطالية مطلع ستينات القرن الماضي.
وفي هذا الصدد، استقت كاميرا le360 آراء المواطنين الذين عبروا عن استيائهم لما آلت اليه ساحة فلورانس، فواقع الساحة يتحدث عن نفسه. يتساءل عزيز من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، في كل زيارة له لمدينة فاس « لماذا أصبحت الساحة مرتعا لمختلف مظاهر الإهمال ومكانا للمتشردين »، مضيفا لـ le360: « ماذا سيقول عنا السياح الذين قد تقودهم الصدفة إليها؟
بينما عبر الفاعل الجمعوي مصطفى الشتيوي لكاميرا le360 أن « ترميم الساحة أضحى ضرورة ملحة لإعادة بريق من رونقها السابق » خصوصا وأننا على أبواب احتضان تظاهرات كروية مهمة.
ومن جانبنا حاولنا ربط الاتصال بعمدة مدينة فاس، عبد السلام البقالي، لكن هاتفه ظل يرن مرات عديدة دون مجيب، فيما أرسلت إليه رسالة على « واتساب » في انتظار تفاعله.
le360
تهيئةً طال انتظارها
إدراكاً لأهمية هذه الساحة وقيمتها التاريخية بعد طول انتظار، يشار في هذا السياق أنه من المقرر أن تنطلق عملية إعادة تهيئتها قريبا، إذ ستستغرق أشغال إنجاز هذا المشروع الذي تشرف عليه شركة العمران، ثمانية أشهر، تتمة لأشغال التهيئة المنجزة خلال السنوات الأخيرة بشارع الحسن الثاني.
واستنادا للمعطيات التي كشفت عنها الشركة في قلب عملية التأهيل هاته، التي خصص لها غلاف مالي يقدر بـ10,58 مليون، سيشكل بناء عدة نوافير عنصرا هاما، فبالإضافة إلى النافورات الصغيرة ستتميز هذه العملية بإنجاز نافورة كبيرة يصل ارتفاعها إلى 4 أمتار مزودة بنفاثات مائية متحركة، كما سيحظى الجانب المتعلقة بالإنارة بالأهمية، حيث سيجري اعتماد نظام للإضاءة المحيطية مع تزين هذه الساحة بتهيئة فضاءات خضراء مما سيوفر للسكان والزوار إطار متميزا للاسترخاء.
ويتضمن هذا المشروع إنجاز مجموعة متنوعة من الأشغال، تبدأ بمرحلة تحضيرية تشمل إزالة المواد غير المناسبة وأعمال الحفر ووضع الأرصفة، إضافة إلى وضع أنابيب الصرف الصحي ومواد التكسية، وتركيب الأثاث والألعاب.
كما سيتم إيلاء أهمية خاصة لإدارة الشبكات تحت أرضية (الماء والكهرباء والهاتف) لضمان تكامل المرافق الجديدة. وتشمل الأشغال أيضا إنجاز قنوات تصريف المياه وكذا المرتبطة بمختلف الشبكات. وعلى امتداد أشغال الورش، الذي يندرج ضمن مقاربة شاملة لتثمين الموروث الحضري لمدينة فاس، سيتم إجراء عمليات للمراقبة لضمان جودة واستدامة الأشغال المنجزة.
مشروع ترميم ساحة فلورانس رغبةً حقيقية في الحفاظ على تراث مدينة فاس العريق، وتعزيز جاذبيتها كوجهة سياحية وثقافية مميزة، كما يُعدّ فرصةً لإعادة إحياء هذه الساحة التاريخية وتحويلها إلى رمز حيوي للحياة والتفاعل الاجتماعي في قلب المدينة.