هذه الأمطار الأخيرة، التي بلغت 40 ملم والتي جاءت في ظرفية مهمة من الموسم الفلاحي الحالي، من شأنها المساهمة في تقليص العجز المائي، والتأثير إيجابا على نمو مختلف زراعات الحبوب الخريفية.
ومن المرتقب أن يشمل هذا الوقع الايجابي أيضا الخضروات الشتوية التي تبلغ مساحتها 5000 هكتار، والمخصصة على الخصوص، لزراعة البطاطس والبصل والجزر، حيث ستشجع هذه الامطار الأخيرة، الفلاحين على مباشرة غرس الخضروات الربيعية علما أن إقليم برشيد يساهم بنسبة مهمة في تزويد السوق الوطنية من الخضروات.
كما من شأن هذه التساقطات أن تساهم في تحسين الغطاء النباتي بالمجالات الرعوية والأراضي المستريحة التي توفر الأعلاف لقطيع الماشية، بما من شأنه أن يساهم في تقليص نسبي في كلفة الإنتاج بالنسبة لمربي الماشية. وعن الوضعية الحالية لسير الموسم الفلاحي، أكد سعد زغلول المدير الإقليمي للفلاحة بإقليم برشيد، أن التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفها الإقليم خلال فبراير وبداية مارس، ستساهم بالفعل في التخفيف من تكلفة الإنتاج خاصة بالأراضي المسقية عبر تقليص عدد عمليات السقي، مبرزا أن من شأن ذلك تخفيف الضغط على الفرشة المائية التي عانت من الاستنزاف خلال السنوات الأخيرة وتحسين منسوب المياه الجوفية.
وأبرز في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المساحات المزروعة برسم الموسم الفلاحي الحالي ناهزت ما مجموعه 132.000 هكتار، مشيرا إلى أن 80 في المائة من هذه المساحات مخصصة لزراعة الحبوب، أي ما يناهز 104.400 هكتار (44% من القمح الطري، 30% من القمح الصلب و26% من الشعير).
وتتوزع الزراعات الكلئية، يضيف زغلول، على مساحة 18.300 هكتار تتشكل من الأعلاف الرئيسية (الشعير والبرسيم والخرطال والتريتيكال)، فيما تحتل زراعة القطاني الغذائية حوالي 4.200 هكتار من الفول والجلبان والعدس والحمص، مبرزا أن زراعة الخضروات الخريفية والشتوية بالإقليم تمتد على مساحة تقدر ب 8.000 هكتار مخصصة أساسا للبطاطس و البصل والجزر.
واعتبر أن الوضعية المطمئنة لسير الموسم الفلاحي هي نتيجة جهود المتدخلين من الوزارة الوصية والمديرية الإقليمية للفلاحة والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية ودعم الغرفة الفلاحية لجهة الدار البيضاء-سطات، بالإضافة أيضا إلى العمل الدؤوب لفلاحي ومزارعي الإقليم وإتقانهم بشكل كبير للمسارات التقنية طوال دورة المحاصيل.
وبخصوص الثروة الحيوانية بإقليم برشيد، ذكر المدير الإقليمي للفلاحة أنها تتكون من حوالي 370.000 رأس من الأغنام و4000 من الماعز و 125.000 من الأبقار التي تم الحفاظ عليها رغم تعاقب موسمين فلاحيين تميزا بنقص مهول في التساقطات المطرية الشيء الذي أثر سلبا على توفر العلف في المراعي، مبرزا أن الدعم الذي تلقاه مربو الماشية من خلال عملية توزيع الأعلاف المدعمة من شعير وأعلاف مركبة وذلك في إطار برنامج حماية الماشية، شكل نقطة محورية في الحفاظ على هذه الثروة.
أما في ما يتعلق بصحة القطيع بالإقليم، أضاف زغلول أن الوضعية الصحية جيدة بشكل عام، وذلك بفضل المراقبة الصحية المستمرة لحالة القطيع وحملات التلقيح المختلفة التي يقوم بها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والأطباء البيطريين الخواص المنتدبين ضد الأمراض الحيوانية المعدية، بالإضافة إلى المجهودات التي يبذلها المهنيون والكسابة في قطاع تربية المواشي.
من جهة أخرى، عبر فاروق بوشعيب فلاح من الجماعة القروية قصبة ابن امشيش التابعة لإقليم برشيد عن ارتياحه لسير الموسم الفلاحي خاصة بعد التساقطات المطرية الأخيرة التي عمت جميع مناطق الإقليم أواخر شهر فبراير الماضي ، مبرزا أن هذه التساقطات التي جاءت في فترة مهمة من الموسم الفلاحي ستمكن بدون شك من تحسين مستوى حقينة الاحتياطيات المائية بالإقليم بعد سنتين من نقص مهول في الموارد المائية.
وأبرز أن هذه التساقطات ستساهم في تحسين الغطاء النباتي بالنسبة للماشية بالإقليم، كما ستساهم في تخفيف العبء على فلاحي المنطقة بتقليص مدة السقي وتخفيض أسعار الأعلاف وإنعاش آمال الفلاحين في موسم فلاحي جيد. واعتبر أن كمية الأمطار التي عرفها الإقليم في الآونة الأخيرة تبقى إلى حدود الساعة كافية في تجويد المراعي والمساهمة في نمو مختلف الزراعات الخريفية.