وشكلت هذه الندوة مناسبة هامة للتفكير في مكونات الحكامة والإدارة الناجحة للمجالات الترابية، وتسليط الضوء على التحديات والفرص التي تواجه المغرب في هذا السياق. إذ أشارت المعطيات الواردة في الندوة إلى أهمية إعادة تنظيم السلطات بين الجماعات الترابية والإدارة المركزية لدعم الإصلاحات الترابية المستدامة، وللتصدي للتحديات المستجدة، مثل الزلزال الأخير الذي ضرب عدة مناطق في الأطلس الكبير.
أحد أبرز أسئلة تم طرحها في الندوة هو: « ما الذي يجعل الحكامة وإدارة المجالات الترابية ناجحة؟ » وهذا السؤال أدى إلى تبادل آراء وتجارب الخبراء المشاركين في الندوة.
وتميزت الندوة بحضور خبراء متميزين، بمن في ذلك كريم اشنكلي رئيس مجلس جهة سوس ماسة، ومروان عبد العاطي مدير قطب العلاقات مع الشركاء الترابيين، وإدريس الصوابي المدير العام لشركة تهيئة زناتة، وطارق أقديم رئيس مؤسسة اللوغوس، حيث شاركوا رؤى وتجارب غنية حول كيفية جعل السياسات الترابية فعالة وكيفية تحقيق الحكامة الناجحة.
وتم التأكيد على أهمية التعاون والتنسيق بين الجهات المختلفة في التنمية المحلية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من المشاريع الإقليمية. كما تم التشديد على ضرورة تزويد الجهات الفاعلة بأدوات تسمح لها بتقييم ومتابعة المشاريع بشكل منتظم، وذلك لضمان التأقلم مع التغيرات السريعة التي تمر بها المنطقة.
وحسب المتدخلين، فقد صار مفهوم المجال الترابي يحظى بأهمية كبرى حيث تم تكريسه في النص الدستوري لعام 2011، ثم في العضوية التي تنظم المجالات الترابية لعام 2015 وأخيرا، في نموذج التنمية الجديد. كما أصبح مفهوم المجال الترابي عنصرا حاضرا في جميع النقاشات والدراسات الخاصة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلدنا، مما يعطي انطلاقة لعهد المجالات الترابية.
وفي مواجهة تسارع التطورات الجارية وتواتر الكوارث الطبيعية أو تغير المناخ، يبدو من الضروري تعزيز قدرة المجالات الترابية على الصمود لاستعادة ثقتها. وتعد مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير واحدة من الجهات الفاعلة المهمة التي يمكنها المساهمة في دعم مشاريع التنمية وإدارتها وتنفيذها بسرعة.
وختاما، دعا اشنكلي، بصفته ممثلا منتخبا، إلى أن تصبح مبادئ التقارب والاستراتيجية والتآزر رافعات حقيقية للسياسة لخدمة التنمية المستدامة.
ويبرز من خلال هذه الندوة دور مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير كجهة فاعلة ومهمة في دعم وتنفيذ مشاريع التنمية وإدارتها بسرعة للمساهمة في تعزيز القدرة على الصمود واستعادة الثقة في المجالات الترابية في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة.