الرحلة انطلقت من ميناء طنجة المدينة في أجواء من الهدوء والتنظيم، رغم أن السفينة التي أقلّتنا لا تنتمي بعد إلى الجيل الأخضر الكهربائي المرتقب، إلا أنها بها مستوى عال من الانضباط، بدء من إجراءات الصعود، مرورا بتنظيم الركاب، ووصولا إلى الانطلاق في الوقت المحدد دون تأخير.
السفينة التي أبحرت بعدد من الصحفيين المغاربة من مختلف المنابر الإعلامية الوطنية، تنتمي إلى الجيل السابق، لكنها ما زالت تؤمن رحلة آمنة ومريحة، تضم كل المرافق التي يحتاجها المسافر من قاعة مريحة للركاب بمقاعد مبطنة، ومقهى يقدم وجبات خفيفة ومشروبات، ودورات مياه نظيفة، إلى جانب سطح مفتوح للراغبين في الاستمتاع بمنظر البحر، وطاقم مهني متعاون ومتفاعل مع الركاب.
رحلة بين طنجة وطريفة. DR
ورغم الاعتماد على محركات الوقود التقليدية، إلا أن الرحلة مرت بسلاسة، دون ضجيج مزعج، وبسرعة محترمة جعلتنا نصل إلى ميناء طريفة في ظرف ساعة تقريبا.
واستغرقت الرحلة ما بين طنجة وطريفة، حوالي 60 دقيقة، وهو وقت مناسب تماما لمن يريد عبورا سريعا بين القارتين، لم نشعر بأي تأخر أو اضطراب، بل كانت الرحلة أشبه باستراحة في عرض البحر، حيث جلسات العائلات، وأحاديث المسافرين، والتقاط الصور التذكارية وسط أجواء بحرية بامتياز.
ورغم أن السفينة الحالية ما تزال تعتمد على الوقود، إلا أن الشركة تمهد الطريق نحو تحول جذري في النقل البحري، فالسفن الكهربائية القادمة سنة 2027 ستكون نقلة نوعية، إذ أنها خالية من الانبعاثات، وصامتة وصديقة للبيئة، وأسرع وأكثر راحة، ومجهزة بتقنيات ذكية ومستدامة.




