الطريق السريع تيزنيت الداخلة يندرج ضمن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أعلن عنه الملك محمد السادس في الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، ويتكون من حيث الأشغال المنجزة من 30 مقطعا و16 قنطرة كبرى تم الإنتهاء منها كليا وأصبح مفتوحا في وجه حركة المرور.
وأوضح مبارك فنشا، المدير المركزي للطريق السريع تيزنيت الداخلة، أن افتتاح المقطع الأخير الرابط بين تيزنيت وكلميم في مرحلته التجريبية بعد انتهاء أشغال الطريق السريع تعد خطوة حاسمة لضمان جاهزية الطريق للاستخدام الآمن والفعال وحرصا من وزارة التجهيز والماء على سلامة وراحة مستعملي الطريق.
وأضاف المتحدث في تصريح لـLe360، أن أهمية المرحلة التجريبية تكمن في اختبار البنية التحتية من خلال السلامة المرورية، حيث تُجرى اختبارات لتقييم كفاءة العلامات المرورية، الإشارات الضوئية، الحواجز، والإنارة لضمان توفير بيئة آمنة للمستخدمين، واختبار التدفق المروري، إذ يتم مراقبة كيفية تدفق الحركة المرورية على الطريق الجديد وتحديد أي نقاط ازدحام أو اختناقات قد تحدث.
وأكد المسؤول ذاته أن الاختبارات تشمل أيضا تحديد المشاكل الفنية حيث تسمح المرحلة التجريبية بالكشف عن أي عيوب فنية أو إنشائية تحتاج إلى تصحيح، ثم التدريب والإعداد لمباشرة مرحلة الاستغلال، فضلا عن تحسينات نهائية بناءً على الملاحظات التي تم جمعها، ما سيساعد على تفادي المشاكل المستقبلية وتحسين أداء الطريق قبل بدء استخدامه رسميًا.
وأشار فنشا إلى أن الطريق السريع تيزنيت الداخلة خلق خريطة نقل جديدة وأحدث عددا من التغيرات وخفف الضغط على مختلف المدن المجاورة على اعتبار أنه يتوفر على مدارات بمختلف مداخل المدن ومنشآت كبيرة جدا كلها تصب في تسهيل حركة المرور وانسيابية عالية وسلامة طرقية.
الطريق السريع تيزنيت - الداخلة.. تفاصيل حصرية ودقيقة حول أضخم مشروع طرقي يربط شمال المغرب بجنوبه. Le360
وشدد المدير المركزي للطريق السريع تيزنيت الداخلة على أن المقطع الطرقي الذي تم افتتاحه تيزنيت كلميم كان قد عرف صعوبات كبيرة بحكم التضاريس خاصة من خلال الاصطدام ببعض المغارات التي ألزمت القائمين على المشروع على الاعتماد على تقنيات مبتكرة جدا لتحديد عددها وحجمها وتم تجاوزها بفعل عامل الخبرة والتجربة من طرف الوزارة الوصية على القطاع وكذا خبراء الميدان.
وفي ما يتعلق بالوقع الاقتصادي للمشروع، أوضح المسؤول ذاته، أصبح ملموسا على سكان المناطق الجنوبية على طول الجهات التي يمر منها، سوس ماسة، وكلميم ودانون والعيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب، فضلا عن مساهمته في جذب الاستثمارات للمنطقة، مشيرا إلى أن أكثر من 35 شركة وأزيد من 15 مختبر ومكاتب دراسات مكونة من كفاءات مغربية كان لها الدور الكبير في إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود ليصبح اليوم على ما هو عليه.
وأكد فنشا أن فترة إنجاز المشروع خلقت 2.5 مليون يوم عمل وأثناء استعمال الطريق سيخلق ما يفوق 30 ألف يوم عمل بصفة مباشرة سنويا و150 ألف يوم عمل بطريقة غير مباشرة سنويا وهذا يعد انجازا كبيرا ووقعا اقتصاديا سيعود بالنفع على مختلف المناطق، علاوة على تقليص مدة التنقل وتكلفة السفر لمستعملي هذه الطريق.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا