وحسب ما عاينته كاميرا Le360، فإن الموسم الحالي يظهر مؤشرات إيجابية على مستوى الإنتاج وجودة الزيت بفضل التساقطات المطرية الأخيرة التي ساهمت في تحسين مردودية أشجار الزيتون، وهو ما من شأنه أن يرفع حجم العرض في الأسواق وينعكس بشكل إيجابي على الأسعار النهائية لزيت الزيتون.
في جماعة الوادين، أوضح عبد المالك المبروكي، فلاح بالمنطقة، في تصريحه لـ Le360، أن الجماعة تعد من أولى المناطق التي تبدأ فيها عملية جني الزيتون بحكم النضج المبكر لصنف “مسلالة”، مضيفا أن التساقطات المطرية الأخيرة حسنت بشكل ملحوظ نسبة الزيت المستخلصة من الثمار، حيث ارتفع مردود القنطار الواحد من ما بين 13 و14 لترا قبل الأمطار إلى ما بين 16 و18 لترا بعد تحسّن الظروف المناخية.
وبخصوص الأسعار، كشف المتحدث نفسه أن ثمن الزيتون يتراوح حاليا بين 6 و8 دراهم للكيلوغرام، تبعا للجودة وظروف العرض والطلب، ما انعكس بشكل مباشر على سعر الزيت الذي تراجع بشكل واضح، فبعدما تجاوز اللتر السنة الماضية 100 درهم، انخفض هذا الموسم إلى حوالي 55 درهما داخل الإقليم.
وفي معصرة محلية بالمنطقة، أكد أحمد المبروكي، أحد المهنيين، أن عملية العصر تتم باستخدام الماء الفاتر حفاظا على جودة الزيت وعلى مذاقها الطبيعي لفترة أطول، ويرى أن استمرار التساقطات خلال الأسابيع المقبلة سيساعد على تحسين إنتاجية الأشجار في الدورات المتبقية من الجني.
من جانبه، اعتبر يونس مقران، أحد الفلاحين الذين شرعوا في عصر محصولهم، أن الموسم الحالي يسجل وفرة على مستوى الإنتاج مقارنة بالسنة الماضية، مشيرا إلى أن انخفاض سعر الزيتون في السوق انعكس على ثمن الزيت، الذي لم يعد حكرا على الفئات الميسورة كما حدث خلال العام الماضي، وشدد في السياق ذاته على أهمية حضور الفلاح لعملية العصر في المعصرة لضمان جودة المنتوج وتتبع مختلف مراحل استخراجه.
ورغم انطلاق الجني في عدد من المناطق، ما تزال أجزاء واسعة من المحصول في طور النضج، الأمر الذي يجعل أي تساقطات إضافية خلال الأسابيع المقبلة عاملا أساسيا في تحسين المردودية، خاصة في الضيعات التي تعتمد بشكل كامل على الأمطار، إذ يضع الفلاحون آمالا كبيرة على هذا الموسم لتعويض الخسائر التي تكبدوها خلال السنوات الأخيرة، وإحياء النشاط الاقتصادي المرتبط بسلسلة إنتاج الزيتون من الجني مرورا بالنقل والعصر وصولا إلى التسويق.




