وقال مزور، خلال هذا المنتدى، المنظم بمبادرة من فيدرالية الكيمياء وشبه الكيمياء، إن «صاحب الجلالة الملك محمد السادس حدد، منذ اليوم الوطني للصناعة، التوجيهات الجديدة الواضحة المعالم لولوج عهد صناعي جديد، يتخذ من مفهوم السيادة هدفا ووسيلة».
وأوضح أن الأمر لا يتعلق بسيادة «حمائي»، وإنما بسيادة «ذكية» ومنفتحة على العالم، والتي تلبي احتياجات المواطنين والبيئة وتستجيب لرهانات الغد، بهدف توفير فرص شغل تتناسب مع طموحات وقدرات الشباب المغربي الذي يتحسن تكوينهم ويتعزز شيئا فشيئا.
وأشار الوزير إلى «أننا بصدد فترة تتميز باضطرابات عالمية كبرى على مستوى سلاسل القيمة»، مضيفا أن المغرب من أكثر البلدان تنافسية في العالم من حيث إنتاج الطاقة الخضراء، وذلك بفضل المواهب التي تزخر بها البلاد، من نساء ورجال متحمسين تلقوا تكوينا، ويتمتعون بمستوى عال من قدرات التنفيذ والابتكار.
ومن جهتها، أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي على أهمية الكيمياء وشبه الكيمياء، وضرورة إدماجهما عموديا في القطاعات، فضلا عن أهمية البحث والتطوير داخل القطاع بشكل يضمن تثمين الرأسمال البشري والمنجمي بالمغرب.
وفي هذا الصدد، لفتت إلى تواصل جهود الحكومة الحالية لضمان تطوير مكثف للاستثمارات في الشبكة.
وعلاوة على ذلك، شددت بنعلي على ضرورة التأكد من قدرة مناصب الشغل المحدثة في القطاع على تحويل المعادن والمواد الحيوية، على غرار الليثيوم والفوسفاط، إلى فرص لتحقيق الانتقال الطاقي في المغرب والعالم بأسره.
ومن جانبه، أبرز رئيس فيدرالية الكيمياء وشبه الكيمياء، رئيس اللجنة المنظمة للدورة الأولى للمنتدى الدولي للكيمياء، عابد شكار، أن هذا المنتدى يهدف، على الخصوص، إلى تسليط الضوء على حجم وأهمية قطاع الكيمياء في المغرب وإفريقيا، وصموده خلال أزمة كوفيد 19، وأهميته بالنسبة لسائر القطاعات الأخرى.
وأضاف أن قطاع الكيمياء (بكافة فروع نشاطه) يعتبر قطاعا صناعيا رائدا في المغرب، على الرغم من الإطار التنظيمي المدعو إلى التطور بغية رفع حجم الاستثمارات وخلق فرص الشغل والثروة.
وتابع أن المنتدى يروم أيضا «تشجيع إرساء تعاون وتنسيق مع القطاعات الأخرى بهدف تحقيق سيادة صناعية تعود بالنفع المتبادل، كما يطمح إلى ذلك صاحب جلالة الملك محمد السادس، باعتبار الكيمياء من المدخلات والحلول والوسائل المعتمدة في كافة القطاعات».
وقد نظم هذا المنتدى بشراكة مع وزارة الصناعة والتجارة، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، والمكتب الشريف للفوسفاط، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والجمعية المغربية للمصدرين، والفيدرالية المغربية لصناعة الأدوية والابتكار الصيدلي، تحت شعار «بروز صناعة وطنية تعزز دينامية أعمال واعدة يمكن أن تنحو نحو سيادة صناعية وطنية حقيقية».