إسبانيا تعلق صادراتها من الأبقار الحية.. ما انعكاسات هذا القرار على الأسواق المغربية؟

ويعد مرض الجلد العقدي المعدي مرضا فيروسيا يصيب الأبقار حصرا، وتنتقل عدواه أساسا عبر الحشرات اللاسعة مثل البعوض والذباب والقراد، وليس عن طريق التلامس المباشر أو الاستهلاك. وتظهر أعراضه على شكل عقد جلدية وحمى، وانخفاض في إنتاج الحليب، وقد يؤدي أحيانا إلى الهزال.

ورغم أن المرض سريع الانتشار بين الأبقار، فإنه لا يشكل أي خطر على الإنسان، سواء من حيث الصحة أو استهلاك اللحوم والحليب. لكن تبعاته الاقتصادية على المربين تبقى كبيرة، نتيجة القيود التجارية والإجراءات الصحية المصاحبة له.

وقال هشام جوابري، الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة في الدار البيضاء، في تصريح لـLe360، إن قرار التعليق الإسباني يظل إجراء احترازيا بحتا يهدف إلى الحد من انتشار الفيروس، ومنع انتقاله إلى الدول الشريكة، إلى أن تتم السيطرة على الوضع الصحي.

ولم تسجل في المغرب أي مؤشرات على اختلال التوازن في قطاع اللحوم الحمراء، حيث طمأن الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة بأن أثر القرار الإسباني شبه منعدم سواء على حجم المعروض أو على الأسعار.

وأوضح جوابري قائلا: «الواردات من دول أخرى مثل البرازيل والأوروغواي مستمرة دون انقطاع، وهي كافية لتغطية الطلب الوطني حتى نهاية العام».

وعلى صعيد الأسعار، يتداول الكيلوغرام من اللحوم البقرية المستوردة من البرازيل حاليا بين 68 و92 درهما، ومن الأوروغواي بين 70 و78 درهما، بينما يتراوح سعر اللحوم المحلية والإسبانية بين 90 و92 درهما.

وأضاف جوابري: «مستويات الأسعار مستقرة مقارنة بالأسابيع الأخيرة، ولا توجد أي ضغوط على العرض أو توقعات بارتفاع على المدى القصير».

تطور أسعار الجملة للحوم البقرية (المصدر: كازا بريستاسيون)

وتعتبر إسبانيا من الشركاء المنتظمين للمغرب في استيراد الأبقار الموجهة للذبح، غير أن هذه التبعية تبقى نسبية، إذ نجح السوق المغربي في تنويع مصادر التوريد، وهو ما يخفف اليوم من وقع هذا التعليق، بحسب ما يؤكد جوابري.

واختتم الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة في الدار البيضاء تصريحه قائلا: «بحسب مصادر مهنية، فإن فترة التعليق الإسبانية لن تتجاوز شهرا واحدا، حيث ستضمن العقود الجارية مع الموردين في أميركا الجنوبية استمرارية الإمدادات إلى حين استئناف الصادرات الإسبانية».