يظهر مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، الذي يحصي أغنى 500 شخصية في العالم، أن ثرواتهم مستمرة في النمو بشكل ملحوظ. وقد ربح بعض المليارديرات ثروات هائلة منذ بداية هذا العام. وينطبق هذا بشكل خاص على لاري إليسون، مهندس معلوماتي وأحد مؤسسي شركة أوراكل (Oracle)، والمعروفة بتصميمها لبرمجيات متعلقة بأنظمة تدبير قواعد المعطيات. ارتفعت ثروته بمقدار 148 مليار دولار في أقل من 10 أشهر لتصل إلى 340 مليار دولار، مما جعله ثاني أغنى رجل في العالم، خلف إيلون ماسك، الذي زادت ثروته بمقدار 29.7 مليار دولار لتصل إلى 462 مليار دولار.
شهد رجل الأعمال الشهير، الذي يمتلك أكثر من 40% من شركة أوراكل، ارتفاعا في ثروته بمقدار 100 مليار دولار في يوم واحد عقب توقيعه عقدا قياسيا مع شركة «OpenAI». خلفهما يأتي مارك زوكربيرغ، بثروة تُقدر بنحو 258 مليار دولار.
ووفقا لهذا التصنيف الجديد، يحتل الأمريكيون العاملون في قطاع التكنولوجيا المراكز الستة الأولى. أول أجنبي هو الفرنسي برنارد أرنولد، الذي زادت ثروته بمقدار 20.8 مليار دولار منذ يناير لتصل إلى 197 مليار دولار. وهو الثري الوحيد غير الأمريكي ضمن أغنى 15 شخصية في العالم.
بفضل الأرباح الكبيرة التي حققها المليارديرات منذ بداية العام، وخاصة بفضل الاتجاه الإيجابي لأسعار الأسهم، لا سيما أسهم التكنولوجيا، وصلت قيمة ثروات هؤلاء المليارديرات إلى 7.38 مليار دولار أمريكي في 24 أكتوبر 2025.
على صعيد القارة الإفريقية، شهد أغنى أغنياء القارة ارتفاعا في ثرواتهم، وأحيانا بشكل استثنائي. وفضلا عن ذلك، يبلغ عدد المليارديرات الأفارقة في قائمة بلومبيرغ لأفضل 500 ملياردير سبعة. يتعلق الأمر بأليكو دانغوتي وعبد الصمد رابيو من نيجيريا، ويوهان روبرت وعائلته، ونيكي أوبنهايمر وناتي كيرش من جنوب أفريقيا، والأخوين نجيب وناصف ساويرس من مصر.
النيجيري أليكو دانغوتي هو الإفريقي الوحيد المدرج في قائمة أغنى 100 شخصية في العالم.
وعرفت ثروات هؤلاء الأغنياء السبعة في إفريقيا نموا بمقدار 18.70 مليار دولار منذ بداية هذا العام، لتصل إلى عتبة 100 مليار دولار في 24 أكتوبر 2025.
ووفقا لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، شهدت ثروة عبد الصمد رابيو أكبر نمو خلال هذه الفترة، حيث زادت بمقدار 5.42 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من العام لتصل إلى 8.57 مليار دولار. من جانبها، شهدت شركة يوهان روبرت وعائلته زيادة في ثروتها بمقدار 4.67 مليار دولار، لتصل إلى 18.3 مليار دولار. أما ناتي كيرش، فقد نمت ثروتها من 2.97 مليار دولار إلى 9.85 مليار دولار.
Les 7 milliardaires africains du Top 500 de Bloomberg billionaires index ont vu leur fortune globale croître de 18,70 milliards de dollars depuis le début de l'année pour atteindre la barre des 100 milliards de dollars (le 25 octobre 2025). . W. Belfkih/Le360 Afrique
ومع ذلك، لا يزال أليكو دانغوتي يتربع على عرش أغنى أغنياء القارة. بأرباح قدرها 2.25 مليار دولار منذ بداية العام، تجاوزت ثروته عتبة 30 مليار دولار لأول مرة، لتصل إلى 30.30 مليار دولار. ويعود الفضل في ذلك إلى تطوير شركته الرائدة، دانغوتي سيمنت، وهي شركة رائدة في قطاع الأسمنت في إفريقيا، والتي أكملت بناء وحدة جديدة بقيمة 160 مليون دولار في ساحل العاج، ثاني أكبر اقتصاد في غرب أفريقيا بعد نيجيريا.
كما نمت ثروته بفضل أرباح استثماراته في الأسمدة، وبشكل بفضل مصفاة النفط العملاقة. وتعد هذه المصفاة، التي بدأ تشغيلها في عام 2024 وتقدر قيمتها بـ20 مليار دولار ويمتلك منها 92.3%، أثمن أصول الملياردير النيجيري في الوقت الحالي. وقد لعبت دورا رئيسيا في الزيادة الأخيرة في ثروته.
وفضلا عن ذلك، يخطط رجل الأعمال النيجيري لمضاعفة طاقة التكرير لهذه الوحدة إلى 1.4 مليون برميل يوميا، مما يجعلها أكبر مصفاة نفط في العالم. وهكذا، مع قدرة معالجة تبلغ 650 ألف برميل يوميا، فإن المصفاة وصلت إلى حافة التشبع. في يوليوز الماضي، كانت تعالج بالفعل ما يقرب من 595 ألف برميل يوميا.
يمكن تفسير هذا النمو السريع بالمزايا العديدة للمصفاة. أولا، يمنحها تصميمها الحديث المرونة اللازمة لإنتاج مجموعة واسعة من المنتجات البترولية المكررة -البنزين والديزل والكيروسين والبتروكيماويات. ثانيا، نظرا لكون نيجيريا أكبر منتج للنفط في إفريقيا، تستفيد المصفاة جزئيا من إمدادات محلية من النفط الخام، مما يساهم في قدرتها التنافسية. وفضلا عن ذلك، يسهل الموقع الاستراتيجي للمصفاة توريد المحروقات إلى الأسواق النيجيرية وغرب إفريقيا بتكلفة أقل، مقارنة بالمصافي الأوروبية التي تفقد حصتها السوقية في المنطقة. ومن هنا تأتي الرغبة في مضاعفة طاقة التكرير في هذه المصفاة.
وهذا ما يفسر زيادة ثروة أغنى رجل في إفريقيا. ثروة قد تزداد أكثر عند إدراج المصفاة في بورصتي لندن ولاغوس، مما يرفع ثروة دانغوتي إلى مستوى أعلى. بل قد يرفعه هذا إلى قائمة أغنى 50 شخصية في العالم.
يأتي خلف دانغوتي مباشرة يوهان روبرت وعائلته، رجل الأعمال الجنوب إفريقي ووريث شركة ريمغرو. شهدت ثروته نموا قدره 4.67 مليار دولار منذ بداية العام لتصل إلى 18.3 مليار دولار. يأتي الجزء الأكبر من ثروة هذه العائلة من شركة ريتشمونت السويسرية الفاخرة، التي تنتج حوالي عشرين علامة تجارية (كارتيي، فان كليف آند آربلز، مون بلان، بياجي، رالف لورين، ساعات ومجوهرات، وغيرها). ارتفع سعر سهمها من 138 فرنكا سويسريا في نهاية عام 2024 إلى 160 فرنكا سويسريا في 24 أكتوبر 2025.
يليه نيكي أوبنهايمر، الذي زادت ثروته بمقدار 1.88 مليار دولار لتصل إلى 13.4 مليار دولار. هو وريث عائلة جنوب أفريقية ثرية من رجال أعمال التعدين والألماس، ويحتل الآن المرتبة 224 بين أغنى أغنياء العالم.
يليهم ناتي كيرش من جنوب إفريقيا (+0.533 مليار دولار لتصل ثروته إلى 9.86 مليار دولار)، ونجيب ساويرس (+2.97 مليار دولار لتصل ثروته إلى 9.85 مليار دولار)، وناصف ساويرس (+ 0.974 مليار دولار لتصل ثروته إلى 9.66 مليار دولار)، وأخيرا عبد الصمد رابيو (+5.42 مليار دولار لتصل ثروته إلى 8.57 مليار دولار).
يرأس رابيو، الملياردير الإفريقي الذي زادت ثروته بأعلى وتيرة منذ بداية العام (+5.42 مليار دولار)، مجموعة «BUA» التي أسسها، وهي تكتل شركات يعمل في إنتاج الأسمنت والسكر والدقيق. كما ينشط في مجال العقارات، ويسعى لتنويع أعماله ليشمل تعبئة وتغليف المنتجات.
وأخيرا، تجدر الإشارة إلى أن إيلون ماسك، وهو من أصل جنوب إفريقي ويحمل الجنسية الأميركية، لا يزال أغنى رجل في العالم بثروة تقدر بنحو 462 مليار دولار، متقدما على لاري إليسون الذي ارتفعت ثروته منذ بداية العام من 148 مليار دولار إلى 340 مليار دولار بفضل ارتفاع أسهم شركة أوراكل التي يعد أحد مؤسسيها، ومارك زوكربيرغ الذي ارتفعت ثروته من 51 مليار دولار إلى 258 مليار دولار.
