وتحت عنوان: «المغرب: بوابة دخول أوروبا إلى إفريقيا»، أشارت المجلة إلى أن «الوضع الجيوسياسي وجهود الشركات الأوروبية لتنويع سلاسل التوريد تجعل من المملكة المغربية جسرا مثاليا بين أوروبا وإفريقيا».
وأكدت «سوسايتي»، في عددها النصف السنوي ليوليوز-دجنبر، أن «الاستثمار في البنية التحتية والاتفاقيات التجارية والأداء الاقتصادي القوي وانخفاض تكاليف اليد العاملة والسياسات الداعمة للمقاولات هي من بين المزايا التي تجذب المستثمرين المحتملين».
وسجلت المجلة أن أكثر من نصف الصادرات المغربية (56 بالمائة) موجهة إلى الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن المغرب بصدد أن يصبح محورا استراتيجيا لمنطقة شمال إفريقيا والقارة الإفريقية.
وفي هذا الصدد، أكد رودولف ثالر، المدير الإقليمي السابق لإفريقيا في الغرفة الاقتصادية الفيدرالية النمساوية ومؤلف المقال، أنه «من المنتجات المصنعة إلى الفلاحة، يمكن أن يكون المغرب شريكا مفيدا لمختلف الصناعات الأوروبية»، مستعرضا النقاط القوية المختلفة للمملكة.
وفي ما يتعلق بالأداء الاقتصادي القوي، ذكرت المجلة بأن العديد من المؤسسات الاقتصادية الدولية، بما في ذلك صندوق النقد الدولي، تتوقع معدلات نمو اقتصادي بنسبة 3,1 بالمائة في عام 2024 و3,3 بالمائة في عام 2025.
وأضاف ثالر أنه في نهاية مارس، رفعت مؤسسة (ستاندرد آند بورز غلوبال ريتينغز) النظرة المستقبلية للمغرب من «مستقرة» إلى «إيجابية»، مشيرا إلى «قدرة المغرب على الصمود في وجه العديد من الصدمات خلال السنوات الخمس الماضية مثل جائحة كوفيد-19 والجفاف».
واستشهدت «سوسايتي» أيضا بمكانة المغرب كـ«رائد في مجال الطاقة الخضراء في إفريقيا»، مستدلة بالتوقعات العالمية لمؤسسة (ديلويت) بشأن الهيدروجين الأخضر لعام 2023، والتي تبرز المغرب كمرشح رئيسي لإنتاج كبير للهيدروجين الأخضر وكواحد من الدول التي لديها أكبر إمكانيات لتصدير الهيدروجين الأخضر.
وتناول المقال أيضا تنظيم المغرب مع إسبانيا والبرتغال لكأس العالم 2030، مشيرا إلى أنه من المتوقع استثمارات «ضخمة» في إطار كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم لكرة القدم 2030.
من جهة أخرى، أكدت المجلة أن «السياحة المغربية تشهد ازدهارا»، مشيرة إلى أن المغرب هو البلد الأكثر زيارة في إفريقيا، يليه مصر وجنوب إفريقيا، حيث أن «ثقافته النابضة بالحياة، ومناظره الخلابة وكرم ضيافته جذبت 14,5 مليون سائح في عام 2023، وهو عام قياسي».
وفي ما يتعلق بآفاق الشركات، ذكرت المجلة أن المغرب هو ثالث سوق تصدير للنمسا في إفريقيا، مشيرة إلى أن المزيد من الشركات النمساوية والأوروبية مهتمة بإقامة وتوسيع وحدات إنتاجها في المغرب نظرا للفرص التجارية الجذابة.
يذكر أن المقال هو جزء من محور مكون من 20 صفحة مخصص للمملكة، نتاج تعاون بين التمثيلية الدبلوماسية للمملكة في فيينا وإدارة تحرير مجلة «سوسايتي».
وقام صحفيون في هذا الإطار بزيارة المغرب لإجراء مقابلات وتفقد المواقع التاريخية والسياحية في المملكة، لاسيما في مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش والصويرة.
أصالة المعمار المغربي: مَشاهد وصور جوية تُبرز العراقة التاريخية للعاصمة الرباط