وفي وقت رفعت فيه المملكة العربية كل القيود التي فرضتها في سنوات الجائحة، إلى جانب شرط السن للمرأة وضرورة مرافقتها لأحد محارمها، كانت وكالات الأسفار تأمل في أن يكون موسم العمرة الحالي انطلاقة جديدة للقطاع الذي تأثر بشدة نتيجة فيروس كورونا ومخلفاته، إلا أن هناك تحديات جديدة ظهرت في الساحة وباتوا يسابقون الزمن لمواجهتها.
إقناع المعتمرين بالزيادات في تكاليف العمرة بسبب ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، وغياب مقاعد في بعض الأحيان، من التحديات الجديدة التي يواجهها أرباب وكالات الأسفار بمختلف ربوع المملكة.
إقبال كبير
يقول خالد بنعزوز، رئيس الجمعية الجهوية لوكالات الأسفار بجهة الدار البيضاء - سطات، إنه بعدما رفعت السلطات السعودية جميع القيود الصحية، شرط السن الذي يمنع النساء غير المصحوبات دون سن 45 من دخول الأراضي السعودية، ازداد الطلب على رحلات العمرة هذا العام لدرجة أن الطلب فاق العرض بكثير.
ومن جانبه، قال حسين أموز ، مدير المبيعات في وكالة أسفار، إن هناك إقبال كبير هذه السنة، نظرا لكون الناس افتقدوا الأراضي المقدسة كثيرا، ويرغبون في أداء مناسك العمرة خصوصا في رمضان.
ارتفاع التكاليف وضعف عدد المقاعد
يعتبر موسمي الحج والعمرة، خصوصا عمرة رمضان، من الخدمات التي يعول عليها أرباب وكالات الأسفار لإعادة دوران عجلة القطاع. وعلى الرغم من الإقبال الكبير، وجد المهنيون أنفسهم أمام معادلة صعبة، تمثلت في ضرورة وضع عروض تراعي القدرة الشرائية للمواطنين رغم ارتفاع أسعار الطيران والفنادق، وطلب كبير لا يمكنهم تلبيته، بسبب الرحلات الجوية المحدودة.
«لقد وعدتنا شركات الطيران برحلات إضافية، وعلى هذا الأساس قمنا بحجز الفنادق، لكننا تفاجئنا في اللحظة الأخيرة بإلغاء الرحلات الإضافية والأماكن التي تم تخصيصها لنا لم تكن كافية»، مشيرا إلى أن «العديد من الوكالات قد التزمت مع عملائها، وبالتالي باتت ملزمة إما بتأمين مقعد في الطائرة أو إرجاع المبالغ لأصحابها، وفي هذه الحالة ستكون الوكالة المتضرر الوحيد لأن مبالغ حجز الفنادق لا يمكن استرجاعها».
ولتجنب تكبد المزيد من الخسائر، ترى وكالات الأسفار مخرجا واحدا فقط، ألا وهو زيادة عدد الرحلات بين المغرب والسعودية لأن هناك طلبا قويا.
إلى جانب مشكل المقاعد، هناك ارتفاع تكاليف العمرة هذه السنة، ويقول اثنين من أرباب وكالات الأسفار اللذين قابلهم le360 إنهما حاولا تنزيل عروض لكل الفئات، عروض اقتصادية، وأخرى متوسطة، ثم الراقية.
يقول بنعزوز: «هناك عروض لجميع الفئات، عروض اقتصادية تبدأ من 25 ألف درهم».
وأرجع المهنيون هذه الزيادات إلى تذاكر الطيران وأسعار الفنادق بمكة والمدينة. «رحلة غير المباشرة، كانت تكلف سابقًا ما بين 8000 و9000 درهم، أما الآن فهي تكلف 13000 درهم، في حين أن الرحلة المباشرة، التي تراوحت بين 11000 و12000 درهم سابقا، فتصل اليوم إلى 15000 درهم».