وبجهة فاس-مكناس، انطلق بشكل رسمي موسم جني الزيتون لهذا الموسم، الذي يمتد عادة من بداية شهر نونبر حتى نهاية دجنبر، حيث تكون الثمار ناضجة وجاهزة للحصاد, وتشهد هذه الفترة من السنة نشاطا كبيرا في المناطق الزراعية حول المملكة، يتم فيها جني الزيتون يدويا بواسطة الفلاحين والعائلات المحلية، ويكون هذا النشاط غالبا فرصة للتعاون بين الأجيال، قبل البدء في عصر هذه الثمار لاستخراج زيت الزيتون.
وعلى طول الطريق الرابط بين مدينة فاس والحاجب، يفرض الزيتون يفرض وجوده. دينامية منقطعة النظير، وعمال يحملون القصب والأعواد الطويلة، وآخرون يقصدون الحقول، ومزارعون في طريقهم نحو مجامع الزيتون، وأكوام زيتون على الطريق في نقاط للبيع.
كاميرا Le360 وثّقت، من منطقة بودربالة بإقليم الحاجب، أجواء موسم جني الزيتون، حيث تباينت أسعاره، ورصدت اختلافات ملحوظة في الجودة بين المناطق، وهو ما يعكس التنوع الجغرافي والمناخي لجهة فاس-مكناس، مما يؤثر بشكل مباشر على إنتاج الزيتون الذي يعتبر من أهم الموارد الاقتصادية للمنطقة.
وفي هذا السياق، أفاد سفيان الكناوي، وهو فلاح من منطقة بودربالة، في تصريحه لـLe360، أن هناك من لم يبدأ بعد جني «الغلة»، منتظرا هطول الأمطار لتحسين جودة المحصول. وقد استبشر الفلاحون خيراً بنزول الأمطار الأخيرة، متوقعين تحسناً في الإنتاج.
وفي سياق متصل، أشار خالد لعروسي، فلاح من المنطقة نفسها، إلى أن محصول هذه السنة من زيت الزيتون يبقى متوسطا مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك في ظل الجفاف الذي ضرب جل مناطق المملكة. وأوضح أن كل هذه العوامل ساهمت في الرفع من ثمن اللتر الواحد من زيت الزيتون الذي ارتفع ثمنه من 75 إلى 100 درهم للتر الواحد، فيما بلغ ثمن الكيلوغرام من الزيتون في بعض المناطق 12 درهم.
وتجدر الإشارة إلى أن إنتاج الزيتون لموسم 2024/2025 سينخفض بنسبة 11 في المائة مُقارنةً بالموسم الماضي، و40 بالمائة مقارنةَ بسنوات الإنتاج العادية، حسب وزارة الفلاحة، التي أعلنت، أيضا، اتخاذ إجراءات صارمة تتعلق بضبط تصدير زيت الزيتون وتعليق رسوم الاستيراد لضبط أسعار السوق الوطنية، إذ من المرتقب أن يبلغ إنتاج زيت الزيتون 90 ألف طن، في الوقت الذي يتراوح فيه معدل الاستهلاك الوطني بين 130 و140 ألف طن.