يزيد توحل السدود من وقع «الفقر المائي» الذي يعيشه المغرب، أخيرا، إذ يعتبر من بين الإكراهات التي تواجه تدبير الموارد المائية ببلادنا، وهو نتيجة طبيعية لترسب الأوحال في حقينات السدود ما يؤدي إلى ضياع كميات مهمة من الموارد المائية المخزنة. ودفع هذا الأمر وزارة التجهيز والماء إلى اتخاذ مجموعة من التدابير للحد من هذا المشكل.
وحسب معطيات لوزارة التجهيز والماء، فإن حجم المياه بالسدود الكبرى والمتوسطة على مستوى حوض سوس ماسة يصل إلى 729 مليون متر مكعب، وذلك في 8 سدود قائمة، ضمنها سدا واحدا تم إنجازه حديثا.
إقرأ أيضا : بالفيديو: تَوَحُّل السدود يُفقد المغرب أزيد من 70 مليون متر مكعب من الماء سنويا
وأشارت منصة « الما ديالنا » إلى أن معدل توحل السدود على مستوى حوض سوس ماسة يبلغ 5.4 ملايين متر مكعب في السنة، كما أن الدراسات التي تم القيام بها كشفت أن القدرة الاستيعابية للسدود الموجودة حاليا والمُشتغلة ستنخفض من 729 مليون م3 إلى 556 مليون متر مكعب بحلول سنة 2050، بسبب التغيرات المناخية وظاهرة التوحل.
كما كشفت المعطيات أن وتيرة التوحل جد مرتفعة؛ إذ ستكون 3 منشآت خارج الخدمة في أفق 2050، فيما سيتم فقدان 23 بالمائة من القدرة الاستيعابية للسدود في أفق 2050.
وللحد من هذه الآفة، قامت وزارة التجهيز والماء ببرمجة إنجاز سدود كبرى جديدة بالمنطقة، علاوة على تعلية سد المختار السوسي.
وعلاقة بالموضوع، كان نزار بركة، وزير التجهيز والماء، قد قال في تصريح لـ Le360، إن ظاهرة توحل السدود باتت إشكالية حقيقية تفاقم من أزمة الماء التي تعيشها بلادنا، ولفت إلى أن الوزارة تحاول مواجهتها والحد منها عبر عدة إجراء ات.
وكشف بركة أن تحديد نسبة التوحل يعد من التدابير الأولية للوزارة، وذلك لتشخيص ومعرفة الحجم الحقيقي لحقينة كل سد على حدة، لتقييم أحجام الأوحال المترسبة عن طريق إنجاز دراسات سبر الأعماق، إذ تبين في ما بعد أن الأرقام لا تعكس فعلا الطاقة الاستيعابية الفعلية للسدود.
وأوضح الوزير أنه هناك مخطط يهدف إلى تقليص ظاهرة التوحل في السدود، حيث تم الشروع في تعلية عدد من المنشآت المائية للرفع من حقينتها، كما يتم حاليا تصميم وبناء عدة سدود بطريقة تمكنها من تحمل أزيد من 50 سنة على الأقل من التوحل.
روبورتاج حول ظاهرة توحل السدود بالمغرب: