قام برانان تامبيست، الرئيس المدير العام لمجموعة أوبلين، والذي كان على رأس وفد من رجال الأعمال البريطانيين، بزيارة استغرقت يومين، خلال 18 و19 يوليوز 2023، إلى الداخلة. وقال في حوار مع Le360: «الهدف من هذه الزيارة هو تعزيز العلاقات بين المملكة المتحدة والمغرب وقبل كل شيء لمناقشة مشروع أوبلين كرين مع الأطراف المعنية».
أثناء إقامته في المغرب، أجرى برانان تامبيست محادثات مع العديد من الشخصيات من بينها والي جهة الداخلة-وادي الذهب، لامين بنعمر، ورئيس المجلس الجهوي للداخلة، ينجا الخطاط. وأكد رجل الأعمال البريطاني قائلا: «كانت المحادثات إيجابية ومكنت من معرفة مدى اهتمام المغرب بمشروع أوبلين كرين. أستطيع أن أقول اليوم إن أقاليم الصحراء المغربية هي بلا شك الموقع المميز بالنسبة لنا »، معبرا في نفس الوقت عن فرحه « بالدعم الكامل من جميع الأطراف المعنية ومن وساكنة الداخلة».
وتمكن الوفد البريطاني، من خلال زيارة ميدانية، من الاطلاع على تقدم الأشغال في ورش بناء ميناء الداخلة الأطلسي. وأشار برانان تامبيست إلى أن «قرار بناء ميناء الداخلة الأطلسي مهم جدا. إن مشروعنا لا يمكن أن ينجح إذا لم تكن هذه البنية التحتية». وأضاف: «هناك بعض التعديلات الطفيفة التي سنحتاجها. لقد أجرينا مناقشات مع المهندسين، الذين التزموا بالقيام بما هو ضروري لتلبية الاحتياجات المحددة لأوبلين كرين».
وتجدر الإشارة إلى أن حجم الاستثمار الإجمالي، الذي أعلن عنه أصحاب مشروع أوبلين كرين، أي 100 مليار دولار، يثير العديد من التساؤلات. يشكك البعض في إمكانية تخيل، أو حتى تحقيق، مشروع يتطلب هذا المبلغ الفلكي الذي يعادل 75٪ من الناتج الداخلي الخام للمغرب. وعند سؤاله عن «مصداقية» حجم الاستثمار هذا، أكد برانان تامبيست أن الجواب عن هذا السؤال «يحتاج إلى جزء كبير من الملكية الفكرية التي لا نشاركها حاليا مع منافسينا». وبحسبه، فإن الأمر يتعلق بجيل جديد من المشاريع الصناعية واسعة النطاق. وأوضح قائلا: «نعتزم إنشاء مصنع للألواح الشمسية وصواري توربينات الرياح. نريد تصنيع بطاريات لصناعة السيارات المغربية. نحن نبني مصنعا للزجاج الأخضر، ولهذا سوف نستخدم الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر والغاز».
وأضاف: «نحن هنا أيضا لدعم صناعة السيارات الخضراء المغربية. نعتقد أن صناعة السيارات المغربية ستصبح بدون كاربون في المستقبل. لذلك فإننا نتطلع إلى المساعدة في الجهة».
كما أن اختيار الأقاليم الجنوبية لإنجاز مشروع أوبلين كرين ليس اعتباطيا. أوضح الرئيس المدير العام لمجموعة أوبلين أن «مدينة الداخلة فريدة من نوعها، مع ساعات طويلة مشمسة مهمة للطاقة الشمسية. تتمتع المدينة بواحدة من أفضل الرياح في العالم. وهذا يجعل من الممكن إنتاج جزيئات خضراء بأفضل تكلفة. هذا هو مفتاح النجاح في مجال الهيدروجين الأخضر».
ولم يفت برانان تامبيست أن يشيد بجودة الموارد البشرية المتاحة في الأقاليم الجنوبية، وقال: «نعتزم منح 85٪ من المناصب للمغاربة. نحن ندرس هذه المسألة ونعتمد بشكل كبير على تعاون المؤسسات الجامعية بالداخلة لتكوين الطلاب على تقنيات الطاقات الشمسية والريحية والتخزين والهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء».
أما في ما يتعلق بالتمويل، أكد رجل الأعمال البريطاني أن لديه بالفعل «عرض كامل»، لكنه يعول أيضا على مساهمة الحكومة والقطاع الخاص المغربي لإنجاز مشروعه بشكل أسرع.
وبخصوص جدولة إنجاز مشروع أوبلين كرين، قال برانان تامبيست إنه مستعد لبدء المرحلة الأولى من المشروع وإنه ينتظر صدور «عرض المغرب» في مجال الهيدروجين الأخضر. وهذه أصبحت الآن جاهزة والإعلان جاء على لسان الملك محمد السادس خلال خطابه يوم أمس السبت 29 يوليوز بمناسبة عيد العرش.
وأكد العاهل المغربي قائلا: «إننا ندعو الحكومة للإسراع بتنزيله، بالجودة اللازمة، وبما يضمن تثمين المؤهلات التي تزخر بها بلادنا، والاستجابة لمشاريع المستثمرين العالميين، في هذا المجال الواعد». ستكون مجموعة أوبلين بلا شك واحدة من هؤلاء المستثمرين الدوليين الذين سيقولون كلمتهم في ما يخص تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر في المغرب.
