وأفادت مصادر مسؤولة في سفارة المملكة المغربية بنواكشوط لـle360، أن هذا الانتعاش الملحوظ في حجم وقيمة المبادلات التجارية يعزز موقع ومكانة المملكة كأول مورد للسوق الموريتاني على المستوى الأفريقي، إذ تشكل الواردات الموريتانية من المغرب ما يناهز 50 في المائة من مجمل وارداتها من القارة الأفريقية.
وأضافت المصادر نفسها أنه على المستوى المغاريي تشكل هذه الواردات أكثر من 73 في المائة من مجمل الواردات الموريتانية من الدول المغاربية، وعلى مستوى بنية الصادرات المغربية نحو موريتانيا، فإن 80 في المائة منها تتكون من ثلاث فئات تهم المواد الغذائية والزراعية، والمواد المصنعة وآلات ومعدات النقل.
وبحسب المصادر فإن الخضر والفواكه تشكل حوالي 20 في المائة من حجم هذه الصادرات، مضيفة أن النمو يعزى إلى عدة عوامل منها الجوار الجغرافي بين البلدين وكذا سلاسة التعاملات بين الموردين المغاربة ونظرائهم الموريتانيين وجودة السلاسل اللوجيستية بالإضافة إلى الجودة العالية والسمعة الطيبة التي تتميز بها المنتجات المغربية في السوق الموريتانية.
وأشارت المصادر ذاتها إلى الدور الكبير الذي يلعبه معبر الكركرات الحدودي بين المغرب وموريتانيا في انسيابية التبادل التجاري بين البلدين، إذ يظل النقل الطرقي أهم وسيلة الأهم في تنشيط هذه المبادلات، مشددة على أنه طيلة جائحة كورونا، تم الإبقاء على المعبر الحدودي مفتوحا في وجه حركية البضائع ما مكن من الحفاظ على حجم التبادل التجاري بين البلدين رغم الجائحة.
وعلى المستوى الاستثماري، تقول المصادر، يعتبر المغرب المستثمر الأول في موريتانيا على المستوى الأفريقي وهو حاضر عبر قطاعات مهمة مثل الاتصالات والأبناك وتحويل وتثمين منتجات الصيد البحري وقطاع الزراعة وقطاع إنتاج الإسمنت ومواد البناء وتوزيع الغاز المنزلي بالإضافة إلى توزيع المواد البترولية.
هذا النمو المضطرد للمبادلات التجارية، تضيف المصادر، يأتي نتيجة لدعم القيادة السياسية في كل من المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية، التي عبرت، في أكثر من مناسبة، عن الأهمية التي توليها لتطوير العلاقات البينية بين البلدين الشقيقين عبر تسخير مؤهلاتهما لتطوير التعاون والتكامل الاقتصادي بينهما بغية إنشاء شراكة قوية بين البلدين الشقيقين.
وبغية تعزيز هذه الدينامية وتطوير آفاق التعاون الاقتصادي في شقيه التجاري والاستثماري، فإن البلدين بصدد الإعداد لعقد دورة جديدة للمنتدى الاقتصادي والاستثماري المغربي الموريتاني، بنواكشوط، فضلا عن التحضير لتنظيم الدورة الثانية للمعرض التجاري والاقتصادي للمغرب، بنواكشوط بداية السنة المقبلة.