وأوضح الفنان المتخصص في الرسم بالزعفران والشاي أن ممارسته لهذه الحرفة كان منذ الصغر بفضل فنان معروف بالمنطقة يدعى « فرطال »، وأصبحت بذلك مصدرا لعيش عدد من أبناء ورزازات وضواحيها، والذين اختاروا الاستقرار بقصر أيت بنحدو للاشتغال في هذا المجال وتقديم أجمل ما لديهم من الإبداع والابتكار للزوار القادمين من مختلف مناطق المغرب ومن خارج أرض الوطن.
وأضاف المتحدث، في تصريح لـLe360، أن وفرة الزعفران بالمنطقة خاصة بتازناخت التابعة لإقليم ورزازات وتالوين الخاضعة لنفوذ عمالة تارودانت، غير البعيدة عن « هوليوود المغرب »، شجع الفنانين المتحدرين من جهة درعة تافيلالت على الرسم بهذه التقنية بالإضافة إلى الشاي والنيلا وغيرها ويتم استعمالها كألوان طبيعية من أجل إنجاز اللوحات الفنية باستخدام النار بعد وضع تصور عام عن اللوحة ورسمها بدقة.
وأشار قصوري، إلى أن السياح ينبهرون من اللوحات التي يتم رسمها بهذه الطريقة ويقبلون على اقتنائها بشكل كبير كتذكار عن زيارتهم للمنطقة المتميزة بتنوع مؤهلاتها السياحية وغناها الثقافي، مؤكدا أن هذه المهنة كانت في بدايتها لا يتجاوز عدد ممتهنيها 3 أشخاص، ليصبحوا اليوم أزيد من 20 فنانا فضلا عن مهن أخرى شبيهة كالنحت على الحجر والخزف.
وعن المواضيع التي تتناولها اللوحات الفنية المقدمة للزوار، قال حسين، إنها ترتكز بالأساس على إبراز ما هو تقليدي بالمنطقة من أزياء ومآثر تاريخية ومواقع إيكولوجية وأودية وواحات ومختلف العادات المعروفة بها ورزازات خاصة، وجهة درعة تافيلالت عموما، مضيفا أن الزوار يقبلون على هذه المنتجات المحلية لجماليتها وواقعيتها بحيث يجدون ما هو مرسوم في اللوحة على أرض الواقع ما يجعلهم يندهشون من هاته الأعمال الفنية.
ويعد السياح القادمون من أستراليا وأوروبا وأمريكا أهم زبائن الفنان قصوري، مشددا على أهمية مثل هذه المهن في الترويج للمؤهلات السياحية لأي منطقة بالمغرب والحفاظ على موروثه الثقافي المتنوع من الاندثار خاصة مع تقدم التكنولوجيا وظهور وسائل وتقنيات جديدة في هذا المجال.