قائمة البلدان الأفريقية التي استقبلت أكبر عدد من السياح خلال 2024.. المغرب ضمن «الأربعة الكبار»

السياحة بإفريقيا (صورة تعبيرية مركبة)

في 12/01/2025 على الساعة 11:41

كان عام 2024 بشكل عام ممتازا من حيث عدد السياح الوافدين إلى أفريقيا، وخاصة بالنسبة للمغرب الذي وصل إلى مستوى لم يصل إليه أي بلد أفريقي آخر. ويعود هذا الأداء إلى ظرفية عالمية مواتية، وإلى مجموعة من العوامل والاستراتيجيات التي وضعها رواد السياحة الأفريقية.

استفادت البلدان الأفريقية من التعافي في قطاع السياحة العالمي. وهكذا، بعد وباء كوفيد-19 وبداية الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وبعد استعادة مستوى معين من المدخرات، فضل سكان العديد من البلدان الاستثمار في السفر والترفيه. وهذا ما يفسر الطفرة السياحية العالمية التي تستفيد منها كل مناطق العالم تقريبا.

وعلى مستوى القارة الأفريقية، استفادت عدة بلدان بشكل كبير من هذا الطفرة السياحية العالمية. وينطبق هذا بشكل خاص على البلدان التي تعد تقليديا وجهات سياحية رائدة في القارة مثل مصر والمغرب وجنوب أفريقيا وتونس، وهي البلدان التي سجلت للعام الثاني على التوالي نموا قويا من حيث أعداد السياح الوافدين.

وإلى جانب الظرفية الاقتصادية العالمية الملائمة، فإن الأداء المسجل أيضا يعكس نجاح الاستراتيجيات التي اعتمدتها سلطات تلك البلدان وعوامل أخرى مختلفة: سياسات الترويج للوجهات السياحية، وزيادة الخدمات الجوية، والترويج للوجهات لدى الفاعلين العالميين، بما في ذلك منظمي الرحلات السياحية، وتسهيل الولوج عن طريق التأشيرة عند الوصول، وتنويع العروض...

ومن أجل جذب المزيد من السياح، راهنت بعض بلدان القارة أيضا على سياسات الإعفاء من التأشيرة بالنسبة للأسواق المصدرة الرئيسية. وهذا ينطبق بشكل خاص على مصر، التي تتيح الآن إمكانية الدخول بدون تأشيرة إلى 112 دولة، والمغرب، الذي يتيح الدخول إلى ترابه بدون تأشيرة بالنسبة لمواطني 67 دولة.

كل هذه العوامل مكنت من تحقيق أداء ممتاز. وهذا هو الحال بشكل خاص بالنسبة للمغرب، الذي كان يتنافس مع مصر، الرائدة في السياحة في أفريقيا، لكنه انتهى به الأمر إلى تجاوزها في عام 2024 بفضل أداء استثنائي مع أكثر من 17.4 مليون زائر تم تسجيلها في العام الماضي. مستوى قياسي للمغرب لم تصله أي دولة أفريقية من قبل. وهذا النجاح هو نتيجة لعدة عوامل.

المغرب: رقم قياسي أفريقي في عدد الوافدين

حطم المغرب أرقامه القياسية في أعداد السياح الوافدين في عامي 2023 و2024. وهكذا، استقبل المغرب 17.4 مليون زائر العام الماضي، حسب معطيات وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 20% في عدد الوافدين مقارنة بعام 2023 بإجمالي 3 ملايين زائر إضافي.

ويتجاوز الأداء المستهدف لعام 2023 بنسبة 35%، مما يدل على جدوى خارطة الطريق التي اعتمدتها سلطات الوصاية ومهنيون القطاع. ويعد الأداء استثنائيا، حيث أن الرقم الذي تم تحقيقه في عام 2024 هو الرقم الذي كان مخططا تحقيقه في سنة 2026 (17.5 مليون زائر).

وسجلت مراكش، الوجهة السياحية الأولى في المغرب، رقما قياسيا تاريخيا بـ4 ملايين زائر. فقد استقبلت المدينة الحمراء وحدها عددا من السياح أكبر من أي دولة أفريقية أخرى، باستثناء الدول الرائدة الأخرى: ومصر، وجنوب أفريقيا، وتونس.

ويظهر توزيع الوافدين أن عدد السياح الأجانب ارتفع بنسبة 23% ليصل إلى 8.8 مليون زائر، وهو ما يمثل 51% من إجمالي الوافدين في عام 2024، في حين ارتفع عدد المغاربة المقيمين بالخارج بنسبة 17% ليصل إلى 8.6 مليون وافد، أي 49% من إجمالي الوافدين.

إن العدد الكبير من المهاجرين المغاربة الوافدين إلى بلادهم يعكس مدى ارتباط الجالية المغربية بجذورها. كما يتمتع المغرب كوجهة سياحية بقربها الجغرافي من الدول المرسلة الرئيسية، مع العلم أن جاليتها تتواجد بشكل أساسي في أوروبا الغربية، وخاصة في إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا وهولندا وغيرها، وأن فرنسا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا تعد من بين أهم مصادر السياحة إلى المغرب.

هناك عدة عوامل تفسر هذه الزيادة. بالإضافة إلى خصائص تميز الوجهة المغربية (جمال المناظر الطبيعية، والاستقرار والأمن، والبنية التحتية السياحية الجيدة، إلخ) ومنتجات المغرب المتنوعة (الساحلية، والثقافية، والرياضية، الطبيعة، إلخ)، فإن سياسات الترويج للوجهة، وتأثير تنظيم كأس العالم 2022... انتهى بوضع المغرب على رادار السياحة العالمية...

كل هذه العوامل كانت مدعومة بخارطة طريق واضحة ذات أهداف محددة سلفا وممولة بمبلغ 600 مليون أورو تركز على تعزيز الخدمات الجوية والترويج للوجهة وتحفيز الاستثمارات في مجال الفندقة والتنشيط السياحي. وفي عام 2024 وحده، تم إطلاق 120 خطا جويا دوليا جديدا، ليصل عدد الخطوط الجوية التي تربط المملكة ببقية دول العالم إلى 705 خطا.

وأكدت فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن « هذه الأرقام الجيدة تثبت تأثير خارطة الطريق التي وضعناها وتشكل خطوة كبيرة نحو تحقيق هدفنا المتمثل في وضع المغرب بين أفضل 15 وجهة سياحية في العالم ».

وارتفعت مداخيل السياحة بنسبة 7% بنهاية نونبر 2024، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، لتبلغ 104 مليارات درهم (10.36 مليار دولار). ومن حيث الآفاق، يبدو أن عام 2025 سيكون أفضل. وهكذا، فإن السنة التي بدأت هي سنة تنظيم كأس الأمم الأفريقية التي سيستضيفها المغرب للمرة الثانية بعد سنة 1988.

وسيجذب هذا الحدث الكروي الكبير جماهير كبيرة، وخاصة المغاربة المقيمين في الخارج الذين لن يفوتوا هذا الاحتفال الكبير، كما أظهروا ذلك خلال كأس العالم في قطر. كما سيكون مناسبة للجاليات الأفريقية التي تعيش في إسبانيا وفرنسا وبلجيكا... خاصة وأن تذاكر الطيران المنخفض التكلفة بين المغرب والدول الأوروبية رخيصة نوعا ما.

وكان المغرب قد وضع هدف الوصول إلى 17.5 مليون زائر في عام 2025 و26 مليونا في عام 2030، عندما سيشارك في استضافة كأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال. وفي المغرب، تمثل السياحة 7% من الناتج الداخلي الخام وتوفر أكثر من 830 ألف منصب عمل مباشر.

مصر: أداء جيد رغم الحرب على غزة

على الرغم من المحيط الإقليمي غير الملائم مع الحرب في غزة والتي دفعت العديد من السياح إلى التخلي عن زيارة بلد الفراعنة، تمكنت مصر من تحقيق أداء سياحي جيد للغاية في عام 2024، حتى لو تنازلت عن مرتبها الأولى كوجهة سياحية رائدة في أفريقيا في عام 2024.

وبحسب المعطيات التي قدمها الوزير الأول مصطفى مدبولي في فاتح يناير 2025، فإن تدفق السياح لعام 2024 بلغ 15.7 مليون زائر، مقابل 14.9 مليون عام 2023، بزيادة 5.37%. وهذا مستوى قياسي لم تسجله مصر من قبل ويدل على صمود قطاع السياحة في بلاد الفراعنة رغم الوضع الإقليمي الصعب مع الحرب على غزة.

وبحسب الجنسيات، يأتي الألمان في المرتبة الأولى، متقدمين على البريطانيين والروس والسعوديين، ويمثل الأخيرون 50% من الزوار العرب لمصر ويتميزون بإنفاقهم الكبير.

وبالموازاة مع ذلك، حققت مصر عائدات مهمة من السياحة. ووفقا لمعطيات أولية، فقد تجاوزت هذه العائدات 14 مليار دولار خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام، بزيادة بنسبة 7.8% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وبناء على الإنجازات التي تحققت في عام 2024، فإن السلطات متفائلة جدا بخصوص سنة 2025. وبالتالي، فإنهم يعولون على 18 مليون زائر. ولهذا السبب، تراهن السلطات المصرية على عودة السلام إلى قطاع غزة، والافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير، وبناء مجمعات فندقية جديدة، وتحسين البنية التحتية السياحية، وتكثيف الخدمات الجوية مع فتح خطوط جوية جديدة لدول جديدة مصدرة للسياح...

وبفضل تراثها الاستثنائي وبنيتها التحتية الحديثة، تعمل مصر على ترسيخ مكانتها كوجهة أساسية للمسافرين الدوليين، مما يعزز مكانتها على المسرح العالمي.

جنوب أفريقيا: يتم احتساب السياح الأجانب فقط

ومن المتوقع أن تستقبل أفريقيا، بحسب التقديرات، حوالي 11.7 مليون سائح في عام 2024. وهو ما يضعها في المرتبة الثالثة بين الوجهات السياحية في القارة الأفريقية. وهذا هو أعلى مستوى وصلت إليه البلاد منذ عقد من الزمن. وبغض النظر عن سنوات وباء كوفيد، سجلت البلاد دائما نتائج سياحية جيدة.

جنوب أفريقيا، على عكس بلدان شمال أفريقيا التي تحسب أفراد الجالية العائدين إلى البلاد خلال العام، تأخذ بعين الاعتبار فقط السياح الأجانب. وهناك خصوصية أخرى وهي أن السياحة في جنوب أفريقيا هي في الأساس أفريقية. إذ يمثل الأفارقة حوالي 75 % من السياح. وهكذا، استقبلت البلاد في عام 2023 ما يقرب من 8.4 مليون زائر دولي، منهم 6.4 مليون جاءوا من القارة الأفريقية.

وتمكنت جنوب أفريقيا، على الرغم من بعدها عن أكبر الدول المصدرة للسياحة، من تحقيق نتائج جيدة بفضل عرض سياحي متنوع للغاية يجمع بين المنتجعات ورحلات السفاري وغير ذلك. وتعد البلاد موطنا لبعض أكبر حدائق الحيوانات الخاصة في العالم، بما في ذلك أشهرها هو بالتأكيد حديقة كروكر.

تواصل البلاد تنويع عروضها السياحية من خلال تطوير قطاعات جديدة، مثل السياحة المستدامة والسياحة الثقافية لتوسيع قاعدة الزبناء المحتملين. ومع ذلك، تعاني البلاد بشكل خاص من مشاكل انعدام الأمن والعديد من الاختلالات الاجتماعية الذي يؤثر سلبا على وصول السياح، وخاصة الأوروبيين والأمريكيين. وتمثل السياحة في جنوب أفريقيا حوالي 8% من الناتج الداخلي الخام.

تونس: أكثر السياح جزائريون

وعلى غرار المغرب ومصر، سجلت تونس أداء استثنائيا، سواء من حيث أعداد السياح أو المداخيل المحققة. بفضل جاذبية وجهاتها والإصلاحات الاستراتيجية التي تم وضعها لتعزيز القدرة التنافسية للقطاع، سجلت تونس مستوى قياسيا من عدد السياح الوافدين في عام 2024. ووفقا لمعطيات غير نهائية، استقبلت البلاد أكثر من 10.20 مليون سائح، تضم السياح الأجانب والتونسيين المقيمين بالخارج. ويتجاوز هذا الأداء الرقم القياسي البالغ 9.37 مليون زائر المسجل في عام 2023 والرقم القياسي للوافدين المسجل في عام 2019 عندما استقبلت الدولة أكثر من 9.4 مليون.

وتعزى هذه الزيادة إلى عدة عوامل: تنويع الأسواق، وتحسين البنية التحتية السياحية، وسياسة الترويج، وتحسين الخدمات في المطارات والموانئ الدولية...

وكما هو الحال في السنوات السابقة، فإن الزوار الجزائريين هم أكثر السياح ولوجا إلى السوق التونسية. وهكذا، مع 3.5 مليون زائر، تعد الجزائر المورد الرئيسي للسياح إلى تونس، قبل ليبيا.

وبحسب مؤشرات البنك المركزي التونسي، بلغت مداخيل السياحة 7.5 مليار دينار خلال سنة 2024، بزيادة قدرها 8.3% مقارنة بعام 2023. وبعد الأداء الجيد الذي سجلته عامي 2023 و2024، تتوقع تونس استقبال 12 مليون زائر في عام 2025 من خلال التركيز على التنويع الجغرافي والتحسين المستمر لعرضها السياحي.

الدول20142015201620172018201920202021202220232024
المغرب10,310,210,311,312,312,92,83,7210,914,517,4
مصر9,69,15,48,611,313,13,6811,714,915,7
جنوب أفريقيا9,68,910,010,310,510,22,82,267,128,511,7
تونس65,45,76,78,39,423,45,69,410,2

غير أن قطاع السياحة التونسي حساس للغاية لكل من الوضع الوطني والدولي. ففي عام 2010، استقبلت البلاد حوالي 7.3 مليون سائح. وتباطأت حركة الوافدين التي كانت في اتجاه تصاعدي بسبب ثورة 2011. وفي وقت لاحق، أثرت الهجمات في باردو وسوسة في عام 2015 على السياحة التونسية قبل أن يقضي وباء كوفيد-19 على الانتعاش المسجل والذي حقق رقما قياسيا بلغ 9.4 مليون زائر. قطاع السياحة حيوي للاقتصاد التونسي، فهو يساهم بنسبة 9 % من الناتج الداخلي الخام ويوظف بشكل مباشر حوالي 400 ألف شخص.

وأخيرا، بالنسبة لعام 2025، على المستوى القاري، فإن التوقعات جيدة. إن الاستمرار في تطبيق الاستراتيجيات التي أدت إلى أداء جيد في عامي 2023 و2024، وزيادة الخطوط الجوية مع تعزيز الأساطيل الجوية الإفريقية وفتح طرق جديدة، وتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى... كلها عوامل من شأنها تعزيز توافد السياح على بلدان القارة.

تحرير من طرف موسى ديوب
في 12/01/2025 على الساعة 11:41