وأوضح رشيد أيت جايت، رئيس تعاونية فنون خزف وسيراميك لمزوضة بإقليم شيشاوة، أن أزيد من 200 محل تجاري للصناعة التقليدية كان قد توقف عن العمل بعد الهزة الأرضية القوية التي عرفتها المنطقة على غرار المناطق الأخرى، ما تسبب للمهنيين في خسائر مادية فادحة من قبيل انهيار عدد من معامل الفخار التقليدية والتي تشغل يد عاملة مهمة وتعد المصدر الوحيد لعيش السكان المحليين والسبب الرئيس في استقرارهم.
وأضاف المتحدث، في تصريح لـLe360، أن صناعة الفخار بالمنطقة هي القلب النابض والمورد الأساسي كذلك لمداخيل الجماعة إضافة إلى السوق الأسبوعي، مشيرا إلى أن الحياة الطبيعية بدأت تعود تدريجيا للقطاع وبدأ الصناع التقليديون يلتحقون بمقرات عملهم من أجل استئناف الإنتاج وتسويقه في الأسواق الداخلية المحلية والجهوية، رغم بعض التخوف النفسي الذي خلفه الزلزال في نفوس المهنيين لحدود الساعة، مؤكدا إصرار وعزم المشتغلين في المجال على تجاوز هذه المرحلة الصعبة خلال الأيام المقبلة.
من جانبه، قال عبد الكبير الباري، صانع تقليدي بجماعة مزوضة بإقليم شيشاوة، إن عودته إلى العمل فرضتها الظروف الاقتصادية التي يعيشها ولرغبته في استئناف عمله لضمان قوت يومه وقوت أسرته التي يعيلها، مسجلا تراجعا في الإنتاج رغم العودة بسبب وقع الصدمة الذي لا يزال يرخي بظلاله على السكان والصناع التقليديين.
وأشار الباري، في تصريح لـLe360، إلى أن الصانع الذي كان ينتج نحو 100 قطعة في يوم واحد أصبح اليوم بعد الزلزال ينتج النصف فقط نظرا لهاجس الخوف الذي لا يزال يراوده، مضيفا أن صناعة الفخار «المزوضي» بدأت تسترجع عافيتها وانتعاشها مع مرور الوقت، في انتظار تأهيل بعض المحلات التي انهارت بشكل كامل وأخرى بشكل جزئي لضمان ظروف مناسبة للاشتغال ولتحقيق حركة تجارية تضاهي التي سجلت قبل الزلزال.