أصبحت البلدان الإفريقية تحتل مكانة جيدة في تجارة الورود العالمية. وهكذا، وبحسب تحليل أجرته سبوتنيك استنادا إلى معطيات منصة كومتريد التابعة للأمم المتحدة، تظهر ثلاث دول إفريقية ضمن أكبر 10 دول مصدرة للورود في العالم. بل إن اثنتين منها توجد في المراكز الخمسة الأولى على مستوى العالم، مما يدل على مكانة القارة كمورد رئيسي للورود وجودة إنتاجها من هذه المادة.
علماً أن سوق الورود العالمي بلغ 6.6 مليار دولار عام 2023، بحسب موقع أورياندا نيوز. وهو سوق تهيمن عليه هولندا إلى حد كبير بقيمة 4.6 مليار دولار مقابل 552 ألف طن. ومع ذلك، تدين هولندا بريادتها قبل كل شيء بحكم أنها تلعب دورا رئيسيا في هذا القطاع من خلال كونها منصة لسوق الورود العالمي، إذ تستورد الزهور من جميع أنحاء العالم ثم تعيد بيع 40% منها عند التصدير.
Kenya: 64000 tonnes de fleurs exportées en 2023 pour une valeur de 387 millions de dollars.. DR
أما في القارة الإفريقية، فقد تخصصت بعض الدول لسنوات عديدة في إنتاج وتصدير الورود. وهذا هو الحال بشكل خاص بالنسبة لكينيا وإثيوبيا وجنوب إفريقيا ونيجيريا وغيرها.
ووفقا للمعطيات التي قدمتها سبوتنيك، فإن كينيا تحافظ على مكانتها كأكبر مصدر للورود في القارة من حيث القيمة بمبلغ 387 مليون دولار مقابل 64 ألف طن من الزهور التي تم تصديرها. وتحتل البلاد مكانة أساسية في قطاع الورود في إفريقيا، على الرغم من الانخفاض الحاد في الصادرات (ناقص 38 %).
ولكينيا تقاليد كبيرة في إنتاج الزهور، إلى جانب إثيوبيا.
وعلى الرغم من الصعوبات التي يواجهها القطاع بسبب ارتفاع تكاليف النقل والقوانين الضريبية التي اعتمدتها الحكومة الجديدة والآثار السلبية للتغيرات المناخية، تمكنت البلاد من الحفاظ على مكانتها كأكبر مصدر للورود في القارة. ولكي تحافظ على تنافسيتها في هذا السوق شديد التنافسية، يقوم المنتجون الكينيون بتنويع عروضهم من خلال تقديم منتوجات أخرى غير الورود والباقات الجاهزة.
وتليها نيجيريا بفارق كبير بمبلغ 157 مليون دولار لحجم تصدير يصل إلى 97 ألف طن. وهذا يعني أنه من حيث الكمية المصدرة، فإن الحجم الذي تصدره نيجيريا يفوق بكثير ما تصدره كينيا. ومع ذلك، فإن قيمته المالية أقل بكثير. ويفسر ذلك بطبيعة أصناف الورود المصدرة، إذ يتكون محصول الورود في نيجيريا من الخطمي (Hibiscus) فقط ويتم تصدير معظم الإنتاج إلى المكسيك.
وإذا كانت كينيا وإثيوبيا وجنوب إفريقيا معروفة منذ زمن طويل بأنها منتجة ومصدرة للورود، فإن المفاجأة جاءت من نيجيريا. فقد انضمت القوة الاقتصادية والديموغرافية الإفريقية الأولى إلى قائمة العشرة الأوائل على مستوى العالم في عام 2023، حيث صعدت إلى المركز الخامس في العالم بين مصدري الورود والمركز الثاني في إفريقيا، على الرغم من أنها لم تكن من بين المصدرين الرئيسيين في القارة. وقد وصلت إلى هذه المكانة بفضل عاملين اثنين: الزيادة الكبيرة في أسعار ورد الخطمي المنتجة في نيجيريا والتي ارتفعت بأكثر من 70% في ستة أشهر بفضل الطلب القوي في السوق العالمية والزيادة الكبيرة في الإنتاج الذي تضاعف بأكثر من أربع مرات بفضل السعر الكبير ورفع حظر التصدير في عام 2021.
وخلف هذين البلدين الرائدين على المستوى الأفريقي تأتي جنوب إفريقيا التي تحتل المركز العاشر بين أكبر مصدري الورود في العالم، حيث تبلغ مداخيلها 61 مليون دولار مقابل تصدير 8000 طن.
يشار إلى غياب إثيوبيا عن هذا التصنيف بالرغم من أنها تحتل المرتبة الثانية إفريقيا خلف كينيا والخامسة عالميا قبل عام. فقد أدى تصاعد العنف في منطقة أمهرة الشمالية إلى الإضرار بإنتاجية وربحية زراعة الورود في إثيوبيا.
مع العلم أن منصة المصدرين على المستوى العالمي تحتلها هولندا وكولومبيا والإكوادور. وتشتهر هذه البلدان الثلاثة بتقاليدها كمنتجين ومصدرين عالميين رئيسيين للورود.