بدوار تكرار الواقع بجماعة رسموكة، البعيدة بحوالي 20 كيلومترا شمال مدينة تيزنيت، تقع ضيعة فلاحية شيدها شاب يدعى الحسن فريس بمجهودات ذاتية محضة ودعم من مخطط المغرب الأخضر والمديرية الإقليمية للفلاحة بتيزنيت والغرفة الفلاحية لجهة سوس-ماسة، تتضمن منتوجات البطيخ الأصفر والأحمر البيولوجي.
وقال الحسن فريس، صاحب الضيعة الفلاحية، إنه سعيد بتحقيق حلمه الذي راوده منذ مدة وأصبح حقيقة على أرض الواقع بعد مجهودات مضنية وتخطيط متواصل، مضيفا أن انطلاقة مشروعه النوعي بالمنطقة كان في بداية سنة 2023 من خلال إعداد المقر والضيعة ومستلزماتها المكلفة، قبل أن يباشر غرس البطيخ الأصفر والأحمر، في منتصف شهر فبراير الماضي، اللذين يتطلبان أزيد من 60 يوما ليكونا ناضجين وصالحين للاستهلاك.
وأضاف المتحدث، في تصريح لـLe360، أن التكلفة باهظة ويتطلب الغرس أزيد من 10 عمال للحرص على إنهاء العملية في وقتها المحدد مع مراعاة الأحوال الجوية وطبيعة المناخ الذي تتميز به المنطقة، مشيرا إلى أن سعر « النقلة » الواحدة من البطيخ الأصفر تتراوح ما بين 5 و6 دراهم.
وأكد فريس أنه اختار الإنتاج بطريقة بيولوجية محضة لما لهذا النوع من المنتوجات من صدى وإقبال من طرف الساكنة المحلية وكذا زبائن من خارج إقليم تيزنيت وجهة سوس-ماسة، معربا عن عزمه إنتاج مواد استهلاكية أخرى بالطريقة نفسها في الشهور الأخرى خاصة بعدما سجل ارتفاعا كبيرا في الطلب.
وعن طريقة سقي ضيعته الفلاحية، أوضح المتحدث ذاته، أنه يعتمد على طريقة السقي بالتنقيط لدورها الفعال وللحفاظ على المياه وترشيد هذه المادة الحيوية والضرورية لنجاح أي مشروع من هذا القبيل، داعيا جميع فلاحي المنطقة إلى السير في نفس النهج لحماية الفرشة المائية من الاستنزاف، مشيرا إلى أنه يعتمد أيضا على الطاقة المتجددة عوض الكهرباء أو الغازوال أو الغاز، باعتبارها وسيلة صديقة للبيئة وتخفض من تكاليف الإنتاج خاصة وأن المنطقة تعرف على طول السنة تسجيل درجات حرارة مرتفعة.
وفي ما يتعلق بتسويق منتوجاته، أكد فريس أنه حدد 13 نقطة للبيع بمدينة تيزنيت واثنتان بجماعة رسموكة و3 بين تيزنيت وأنو نعدو وطريق تفراوت، بسعر جملة يناهز 10 دراهم للكيلوغرام الواحد بالنسبة للبطيخ الأصفر ونفس الشيء بالنسبة للبطيخ الأحمر، مرجعا هذا الارتفاع إلى تكاليف الإنتاج واعتماده على الطريقة البيولوجية الخالية من المبيدات والأسمدة الكيماوية.
نجاح المشروع، يقول حسن، تقابله مجموعة من الإكراهات والتحديات، ضمنها غزو حشرة تدعى « واكنيمن » للضيعة وتسببها في إتلاف عدد هام من المنتجات من البطيخ الأحمر والأصفر، رغم التدخلات الفردية والاستعانة بعمال إضافيين للقضاء عليها إلا أن تطويقها يحتاج لتدخل من طرف المديرية الإقليمية لوزارة الفلاحة، داعيا هذه الأخيرة إلى محاصرتها في الوقت الذي تتكاثر فيه بوسائلها الخاصة حماية لمصالح الفلاحين ومصدر قوتهم اليومي.
جدير بالذكر أن المشروع وفر فرص شغل قارة لعدد من سكان المنطقة وأصبح محط أنظار المستهلك من خارج الإقليم لما للمنتجات البيولوجية من فوائد صحية لخلوها من المواد الكيماوية التي تضر بالصحة وتحد من جودة المنتوجات سواء كانت خضرا أو فواكه.