ما تأثير هجمات الحوثيين وتعليق الملاحة في البحر الأحمر على التجارة الخارجية للمغرب؟

سفينة الشحن جالاكسي ليدر التي استولى عليها المتمردون الحوثيون في 19 نونبر 2023 بالبحر الأحمر.. AFP or licensors

في 19/12/2023 على الساعة 14:00, تحديث بتاريخ 19/12/2023 على الساعة 14:00

ردا على هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ التي يطلقها المتمردون الحوثيون ضد السفن الغربية، قررت ستة من أكبر مالكي السفن في العالم - شركة البحر الأبيض المتوسط للملاحة (MSC) وميرسك (Maersk) وسي إم ايه-سي جي أم (CMA CGM) وهاباج لويد (Hapag-Lloyd) وإيفرجرين (Evergreen) وهيونداي للتجارة البحرية (HMM)- تعليق مرور سفنها من البحر الأحمر. فهل يشكل ذلك خطرا على التجارة بين المغرب وآسيا، التي يمر جزء كبير منها عبر قناة السويس؟


يستهدف المتمردون الحوثيون في اليمن، المقربون من إيران، في الآونة الأخيرة السفن التي لها مصالح مع إسرائيل، مما يعرض أمن النقل البحري للخطر في مضيق باب المندب، وهو أحد أكثر الطرق البحرية ازدحاما للتجارة العالمية، حيث تمر به حوالي 20 ألف سفينة كل عام. ويربط هذا المضيق خليج عدن بالبحر الأحمر، ويعتبر نقطة عبور ضرورية لقناة السويس.

ونظرا لطبيعة المنطقة الخطيرة، فقد قررت ستة من شركات الشحن العملاقة في العالم حتى الآن تعليق مرور سفنها عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.

ويتعلق الأمر بشركة سي إم ايه-سي جي أم الفرنسية و ميرسك الدانماركية وهاباج لويد الألمانية وشركة البحر الأبيض المتوسط للملاحة الإيطالية-السويسرية وإيفرجرين التايوانية وهيونداي للتجارة البحرية الكورية الجنوبية.

أجواء التوتر المتصاعد لها تداعيات وخيمة على التجارة العالمية. وبالنسبة لمصر، فإن توقف حركة المرور في البحر الأحمر يعني خسارة فادحة، علما أن إيرادات حقوق المرور في قناة السويس وصلت إلى مستوى قياسي قدره 8.6 مليار أورو في العام 2022-2023.

وماذا عن المغرب؟

المغرب ليس محصنا ضد التداعيات التي سببتها هجمات الحوثيين. فجزء كبير من التجارة الخارجية للمملكة يمر عبر البحر الأحمر، وبشكل خاص عبر قناة السويس، قبل أن تصل إلى وجهتها النهائية (آسيا والشرق الأوسط). وقال عبد العزيز منطرش، نائب رئيس الجمعية المغربية للمصدرين، إلى أن «هذا يتعلق أساسا بتدفق البضائع بالحاويات بين المغرب والشرق الأقصى، وخاصة الصين».

الحلول ليست سهلة بالنسبة للمهنيين. «لتجنب البحر الأحمر، يمكن لأصحاب السفن تحويل حركة المرور إلى رأس الرجاء الصالح، قبالة سواحل جنوب أفريقيا، الأمر الذي من شأنه أن يزيد مدة السفر بحوالي أسبوع»، يؤكد عبد الإله حفظي، رئيس جامعة النقل واللوجستيك المنضوية داخل الاتحاد العام لمقاولات المغرب.

ويقدر عبد العزيز منطرش أن الإبحار حول إفريقيا سيستغرق عشرة أيام على الأقل، الأمر الذي من شأنه أن تتولد عنه تكاليف إضافية (أطقم، ووقود، إلخ).

وقالت هيئة قناة السويس، الأحد الماضي، إنه منذ 19 نونبر الماضي، تم تحويل 55 سفينة إلى رأس الرجاء الصالح عقب هجمات الحوثيين. والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان المرور عبر رأس الرجاء الصالح سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الشحن البحري. بالنسبة لعبد الإله حفظي، فإن «التكلفة الإضافية الناجمة عن المرور عبر جنوب إفريقيا مماثلة لتلك التي تم تكبدها أثناء المرور عبر قناة السويس». بمعنى آخر، «في الوقت الحالي، لن يكون لتعليق المعبر أي تأثير على تكلفة الشحن، باستثناء بعض الاضطرابات الطفيفة في السلسلة اللوجستية بعد زيادة أوقات السفر»، يؤكد رئيس جامعة النقل واللوجستيك.

مكافأة التحويل

ولكن هناك خطر جدي على التجارة العالمية إذا استمرت هجمات الحوثيين باستخدام الطائرات بدون طيار وإطلاق الصواريخ. «في الوقت الحالي، قرر عدد قليل فقط من مالكي السفن تعليق المرور عبر البحر الأحمر واختاروا المرور عبر جنوب إفريقيا، ولكن إذا امتدت هذه العملية إلى ناقلات عملاقة أخرى (ناقلات النفط وناقلات الحبوب وما إلى ذلك)، يمكن لأصحاب السفن، من خلال منظماتهم، أن يجتمعوا بعد ذلك لإصدار مكافأة التحويل»، يؤكد عبد العزيز منطرش. وبعبارة أخرى، يمكن لأصحاب السفن فرض زيادات جديدة في الأسعار على زبنائهم، وهم شركات الشحن الكبرى.

تحرير من طرف وديع المودن
في 19/12/2023 على الساعة 14:00, تحديث بتاريخ 19/12/2023 على الساعة 14:00