اختارت مؤسسة أورنج المغرب اليوم إطلاق أنشطتها على ثلاثة محاور استراتيجية: الشمول الاجتماعي والرقمي، النهوض بالثقافة، وحماية البيئة.
بصفتها رافعة للالتزام الاجتماعي للمشغل، تطلق مؤسسة أورنج المغرب مبادرات يومية مبتكرة وناجحة من أجل المساهمة بشكل ملموس في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمختلف جهات المملكة.
يقول هندريك كاستيل، المدير العام لأورنج المغرب ونائب الرئيس التنفيذي للمؤسسة: «مؤسستنا هي رافعة أساسية للعمل من أجل الالتزام المجتمعي لأورنج المغرب، وتأتي لتصاحب العديد من الإجراءات التي تم إطلاقها كجزء من التزامات المسؤولية الاجتماعية للشركة».
ويضيف: «بصفتنا فاعلا اقتصاديا ملتزما، تتيح لنا المؤسسة تقديم المزيد والوصول إلى الساكنة المعوزة وأن يكون لنا تأثير حقيقي بالتعاون مع منظومة كاملة من الشركاء والمؤسسات والسلطات المحلية والجهات الفاعلة في المجتمع المدني».
العمل على تعزيز الإدماج الاجتماعي والرقمي
إن أولوية مؤسسة أورنج المغرب تتجلى في جعل الرقمنة عاملاً لتكافؤ الفرص والإدماج الاجتماعي والمهني للأطفال والشباب والنساء في وضعية صعبة. إذ تعمل من خلال آلياتها المخصصة لكل فئة، على تسهيل وصول أكبر عدد من الناس للأدوات الرقمية في جميع أنحاء المغرب.
أعطيت انطلاقة مشروع المدارس الرقمية في عام 2018 بشراكة مع برنامج GENIE التابع لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والذي يعمل على دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدارس الابتدائية والثانوية. يسعى البرنامج إلى تعليم الفئات المعوزة من خلال تجهيز المدارس العمومية في المناطق المحرومة بمعدات رقمية (جهاز كمبيوتر محمول، جهاز عرض، وخادم بمحتوى تعليمي). تم تطوير المحتوى التعليمي بشراكة مع السلطة الوصية مع الإشراف على تكوين المدرسين وإرساء آلية تتبع. تم إلى حدود اليوم تجهيز 16 مدرسة وهو ما يعادل 5200 تلميذ، من قبل مؤسسة أورنج المغرب. وسيتم تجهيز 25 مدرسة رقمية جديدة خلال سنة 2023.
تم تخصيص جزء من برنامج المدارس الرقمية للأطفال المصابين بالتوحد. وهو خط تعبئة تاريخي لمؤسسة أورنج، التي ساهمت سنة 2019 في إطلاق أول دبلوم جامعي لتكوين أخصائيين في التوحد بشراكة مع تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد بالمغرب. كما تعمل مؤسسة أورنج أيضاً على تجهيز مؤسسات الإدماج بالمعدات الخاصة الكفيلة بتسهيل التعلم وتشجيع استقلالية الأشخاص المصابين بالتوحد، بالإضافة إلى تنظيم دورات تكوينية خاصة لفائدة الأطر التربوية والأسر.
وتعد النساء كذلك هدفا استراتيجيا لنهج التضامن الرقمي للمؤسسة. إذ خصصت لها البيوت الرقمية التي تعمل على تمكينهن من التمتع بالاستقلالية الاقتصادية وإدماجهن بشكل أفضل في المجتمع بفضل المهارات الرقمية. ويتجلى هذا من خلال تلبية مؤسسة أورنج لاحتياجات الجمعيات المرجعية (ASF ، INSAF ، AMH ، قرية الأطفال SOS ...)، عبر تزويدها بالأجهزة الإكترونية والأثاث. تعمل هاته البيوت الرقمية على تمكين كل من المستفيدات والمشرفات من تكوين طويل الأمد يسهر عليه مهندسات ومتطوعات تابعات لأورنج المغرب. والهدف من ذلك هو مساعدة هؤلاء النساء على ضمان مدخول مادي بفضل المجال الرقمي وإعادة إدماجهن في سوق الشغل. مكن إطلاق هذا البرنامج بالفعل من إنشاء خمسة بيوت رقمية، تقدم خدماتها لما يقرب من 800 امرأة.
تدعم المؤسسة جمعيات دار الطالبة التي تعمل على تعليم الفتيات في المناطق الريفية والحضرية من خلال إنشاء مراكز استقبال بالقرب من المراكز الجامعية. إذ تقوم المؤسسة بتجهيز قاعات للإعلاميات مجهزة بحواسيب داخل مساكن الطالبات.
تعمل مؤسسة أورنج المغرب أيضًا على إنشاء مراكز FabLabs تضامنية. تم إفتتاح أول FabLab بشراكة مع جمعية إقرأ على مستوى حي سيدي عثمان بالدار البيضاء. وتم إطلاق الثاني بمركز أورنج الرقمي والذي افتتح في مارس 2022 بالرباط. تتكفل المؤسسة، داخل مراكز أورنج الرقمية، بتجهيز فضاءات لإنشاء نماذج أولية مجانية ومفتوحة للجميع، من خلال توفير كل الأدوات التي تسمح اليوم لحوالي 800 شاب بالانتقال من الفكرة إلى الواقع.
في الأخير، تشرك مؤسسة أورنج المغرب كل المغاربة في نهج تضامني من خلال عمليات خطوة خير، لا سيما في شهر رمضان. إذ تتيح أورنج في هذه النسخة الحالية للمواطنين إمكانية تحميل تطبيق «Orange et moi» الذي يتوفر الآن على ميزة تحسب خطواتهم، وتحولها إلى تبرعات لفائدة برامج المؤسسة.
العمل على تقريب الثقافة من الجميع
تعمل مؤسسة أورنج المغرب على تقريب الثقافة من الجميع عبر الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية وعلى تشجيع الاندماج المهني للفنانين الشباب.
تهدف المؤسسة إلى دعم التظاهرات الثقافية من خلال تفضيل اختيار الفعاليات ذات التأثير المحلي القوي في المناطق المغربية. إذ قدمت المؤسسة سنة 2019 الدعم لمهرجان الرحّل الدولي بمحاميد الغزلان، نواحي زاكورة. وفي سنة 2022، تم تخصيص الدعم لمهرجان Visa For Music بسبب تأثير هذا الحدث الاحترافي الذي يهدف إلى تسليط الضوء على المواهب الإقليمية الشابة.
كما أن المغرب يشارك أيضاً في جائزة أورنج للكتاب بأفريقيا الفرانكوفونية، التي أطلقتها مؤسسة أورنج على المستوى الإقليمي، والتي تكافئ وتدعم الأعمال الأدبية المكتوبة بالفرنسية. في ثلاث نسخ، مُنحت هذه الجائزة مرتين لمؤلفين مغاربة: يوسف أمين العلمي عام 2020 ولبنى سراج عام 2022.
في الأخير، تهدف مؤسسة أورنج المغرب إلى الاستثمار في رقمنة التراث الوطني بهدف ضمان اشعاعه وتقريبه لأكبر عدد ممكن من الناس.
العمل من أجل الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة
كشفت مؤسسة أورنج المغرب في هذا المحور الاستراتيجي، عن مبادرتها الأخيرة: برنامج «قرية أورنج». مبادرة تستند على شراكة وثيقة مع الجمعيات والسلطات المحلية لخلق البنية التحتية والمعدات الأساسية للتنمية البشرية.
تم تطوير أول قرية أورنج بالمغرب، وهو مفهوم تم نشره بالفعل في 13 دولة عبر مائة منطقة لفائدة ما يقارب من 500.000 مستفيد، بشراكة مع مؤسسة السلام للتنمية الاجتماعية، التي فازت بطلب العروض الذي اطلقته مؤسسة أورنج المغرب. المشروع يهم دوار أنامرو في الأطلس الكبير وسيشهد تنفيذ إعادة تأهيل متكاملة من خلال حلول ملموسة وبيئية من شأنها تحسين الحياة اليومية للساكنة البالغ عددها 600 نسمة. يتضمن هذا البرنامج المتكامل تطوير البنية التحتية القائمة، إنشاء مراكز صحية للإسعافات الأولية، ومدرسة ابتدائية، بالاضافة إلى ربط البنية التحتية بالكهرباء ودعم سكان الدوار في إنشاء أنشطة مدرة للدخل المنتظم والمستدام.
تقول هند الفال، الأمينة العامة لأورنج المغرب : «إن هذا البرنامج الجديد، الذي نطلقه لأول مرة، هو مصدر فخر كبير لمؤسستنا. نجد في هذا المشروع الملموس، الشامل والمؤثر، جميع القيم التي تحفزنا والتي تتجلى في الرغبة في العمل من أجل تحقيق تكافؤ الفرص، تحفيز الشباب واستقلالية المرأة».
مؤسسة أورنج المغرب هي أيضا شريك لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة وتعمل على دعم البلاد في مواجهة تحديات مكافحة تلوث الساحل والمحيطات في إطار علامة «اللواء الأزرق». وهكذا تولت المؤسسة لمدة ثلاث سنوات، مسؤولية مرافق النظافة والسلام، فضلاً عن الترفيه الصيفي على شاطئ أزلا الشهير بالقرب من تطوان.
نهج تشاركي مبتكر يقوم على دعوات للمشاريع
مؤسسة أورنج المغرب، الفاعل الاجتماعي من الجيل الجديد، تبتكر أيضا من حيث التشغيل ، بناءً على ديناميكية تشاركية قوية.
حرصا منها على ضمان نموذجية وشفافية قراراتها، أطلقت المؤسسة دعوات لمشاريع لفائدة الجمعيات، مما يسمح لها بالاستماع إلى احتياجات بيئتها. تساهم لجان مكونة من شخصيات تم اختيارها لمهاراتها في المجالات المعنية في اختيار المشاريع، والتي تخضع بعد ذلك لاتفاقيات الرعاية والمراقبة وتقييم الأثر.
يمكن الوصول إلى منصة الدعوة للمشاريع من الموقع الدولي للمؤسسة : https://www.fondationorange.com/fr/le-calendrier-des-appels-projets
إن تطوع موظفي أورنج المغرب هو أيضًا أحد ركائز عمل المؤسسة، الشيء الذي يساهم في تحفيز العديد من الموظفين وخشد التزامهم الشخصي. يساهم هاؤلاء في دعم المبادرات الميدانية أو يسخرون مهاراتهم لتقديم الدعم الفني أو التكوين، ولجعل الرقمنة عاملاً من عوامل تكافؤ الفرص.
في الأخير، تلتزم مؤسسة أورنج المغرب بجعل الرقمنة أكثر شمولاً من خلال توفير ظروف معيشية أفضل لمن هم بعيدون عن الاحتياجات الأساسية. وبالتالي، بفضل الفرص العديدة التي توفرها، يمكن أن تساعد التكنولوجيا الرقمية الأشخاص المحرومين في العثور على عمل، خلق سبل لمهن جديدة وكذا اتاحة الوصول إلى التعليم أو الصحة أو الثقافة لأكبر عدد ممكن من الناس.