شجرة أرز كورو، التي فاق عمرها الثمانية قرون، ما تزال تستقطب عشاق السياحة الغابوية، وما تزال رغم جفافها وتساقط أوراقها منذ أزيد من عشر سنوات، بعلو يبلغ أكثر من 45 مترا، شاهدة على استيطان أشجار الأرز جبال الأطلس المتوسط منذ آلاف السنين.
حملت هذه الشجرة اسم الجنرال الفرنسي هنري جوزيف أوجين كورو، الذي كان يحكم المنطقة إبان الحماية الفرنسية الذي عينه الاستعمار الفرنسي آنذاك حاكما على إفران والنواحي، حسب العديد من الروايات الشفهية لمرشدين سياحيين أبناء المنطقة، وبالرغم من أنها توفيت منذ سنوات لكنها تعتبر الشجرة الأكثر شهرة والتي تجلب الزوار إلى هذه الغابة المعروفة بانتشار قرود المكاك البربري المهدد بالانقراض.
كاميرا Le360، التقت، خلال جولتها، بالعديد من الزوار الذي استحسنوا الأجواء عامة، إذ أتوا من مدن مختلفة من المملكة، لاكتشاف هذا المزار السياحي الهام بمنطقة إفران. فبحسب بيانات رسمية، يزور الغابة سنويا ما يفوق ستين ألف سائح، من مختلف دول العالم، خاصة الفرنسيين والطلبة الأجانب المهتمين بالمؤهلات الطبيعية والغابوية بالمغرب.
على يمين شجرة أرز كورو ويسارها، تتوزع محلات مبنية من الخشب، يعرض أصحابها تذكارات تقليدية أمازيغية، ومطاعم تقدم «الطاجين المغربي. وبفضل الرواج السياحي، أتاح الفضاء فرص عمل أنقذ سكان القرى المجاورة من البطالة. وإلى جانب البازارات والمطاعم، يعرض الشباب أحصنتهم على السياح الراغبين في جولة وسط الغابة الغنية بأشجار الأرز، بينما يتجول فتية يبيعون أكياس الفول السوداني، وهو الطعام المفضل لقردة الغابة.
يُشار أن هذا المتنزه، الذي أنشئ سنة 2004 وتبلغ مساحته 125 ألف هكتار، يتميز بغناه بأشجار أرز الأطلس التي تمتد على مساحة 48 ألف هكتار، مما جعله أوسع نطاق لتجمع هذه الأشجار في البحر الأبيض المتوسط، إذ يمثل ربع المساحة العالمية لأرز الأطلس وثلث المساحة الوطنية من هذا النوع.