بالصور والفيديو: إحداث محطات لمعالجة مادة المرج بفاس وصفرو

إحداث محطات لمعالجة مادة المرج بفاس وصفرو

في 16/12/2024 على الساعة 07:00

فيديوتطرح مادة المرج، مع حلول موسم عصر الزيتون، تهديدا حقيقيا على جودة المياه والمحيط البيئي على صعيد جهة فاس-مكناس، التي تستحوذ لوحدها على نسبة جد مهمة من الإنتاج الوطني لزيت الزيتون، إذ شكلت وحدات عصر الزيتون على مدى عقود، مصدرا لاختلالات كبيرة بالنسبة لمحطات معالجة المياه العادمة، وكانت بالتالي سببا رئيسيا لتدهور المحيط الإيكولوجي للمنطقة، كما شكلت أحد الانشغالات الكبرى للسلطات المحلية والفاعلين المعنيين.

ولمواجهة هذه الانعكاسات السلبية لمخلفات عصر الزيتون خاصة على البيئة والمحيط الإيكولوجي، برمجت وزارة الداخلية بتنسيق مع الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بفاس منذ السنة الماضية 2023، عملياتها الميدانية من أجل جمع مادة المرج التي تساهم في إتلاف الغطاء النباتي وجودة المياه، لحماية حوض سبو من التلوث والحد من تأثيراتها السلبية، خاصة بعد إنجاز الطريق السيار المائي الذي يربط بين حوضي سبو وأبي رقراق.

وفي هذا الصدد، ثمن عبد الله القباب، مهندس مكلف بمصلحة المحطات الصناعية، في تصريح لـLe360، جهود الوكالة في هذا المجال من خلال إنجاز مشروع الشطر الاستعجالي لمكافحة التلوث الناتج عن مخلفات معاصر الزيتون على حوض سبو، بتكلفة استثمارية بلغت 548 مليون درهم، حيث يضم هذا المشروع 7 محطات بكل من عمالات فاس وصفرو ومولاي يعقوب وتاونات، تشمل هذه المحطات 28 حوضا للتبخير، ممتدة على مساحة 100 هكتار، إذ يتم نقل المرج مباشرة من معاصر الزيتون إلى هذه الأحواض عبر شاحنات صهريجية.

وأوضح المتحدث ذاته، أن معدل إنتاج هذه المخلفات يقدر 150 ألف متر مكعب سنويا، هذا التلوث الصناعي لمادة المرج يمثل نسبة 80% من التلوث الإجمالي بحوض سبو خلال موسم جني الزيتون، مما كان يؤدي إلى توقف محطات إنتاج الماء الصالح للشرب، وكذا محطة معالجة المياه العادمة لمدينة فاس لأزيد من ثلاثة أشهر طيلة الموسم.

وحسب تقارير بيئية، فإن لترا واحدا من مادة المرج يُلوّث 1000 لتر من الماء، كما يمكن لكل متر مكعب واحد من مياه مادة المرج أن تحول 360 ألف متر مكعب من المياه النقية إلى مياه غير صالحة للشرب، لاحتواء هذه المادة الملوثة على مواد كيميائية عديدة أخطرها مركب «الفينول»، الذي يشكل القسم الأكبر من مكونات مخلفات عملية العصر، ويمكن لهذه المواد أن تنتقل بواسطة المياه الجارية التي تتكون نتيجة لعمليات الري أو لهطول الأمطار وبالتالي زيادة رقعة التلوث والقضاء على الأراضي الزراعية بالإضافة إلى الأضرار الكبيرة للمياه الجوفية.

ومن خلال الانخراط الفعلي لمختلف أرباب المعاصر في المجهودات المبذولة، يتم نقل مادة المرج من أجل معالجتها وتجفيفها في أحواض مخصصة لذلك، لتفادي التخلص العشوائي من مخلفات عملية عصر الزيتون بالمجاري المائية، حفاظا على الموارد البيئية في ظل الإجهاد المائي التي تعيشه بلادنا، وتأهيل قطاع إنتاج زيت الزيتون الذي يعتبر قطاعا واعدا من أجل تنمية شاملة ومستدامة.

تحرير من طرف يسرى جوال
في 16/12/2024 على الساعة 07:00