وحسب ما أفادت به منصة «الما ديالنا»، التابعة لوزارة التجهيز والماء، فإنه عملا على التنزيل الأمثل لمكونات البرنامج الوطني للماء الصالح للشرب ومياه السقي 2020-2027 لضمان توفير الماء الصالح للشرب لجميع المواطنين وتوفير 80% على الأقل من احتياجات مياه السقي، وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تسريع إنجاز محطات تحلية مياه البحر، حسب البرنامج المحدد لها، سيتم إنتاج أكثر من 1.7 مليار متر مكعب سنويا في أفق 2030 لتغطية أكثر من نصف حاجيات الماء الصالح للشرب من هذه المحطات وسقي مساحات فلاحية كبرى.
وأضاف المصدر ذاته أن المغرب عمل على تطوير تحلية مياه البحر بهدف الوصول إلى ما يفوق 1,7 مليار متر مكعب في السنة، وذلك بهدف تعزيز إمدادات المياه، ليس فقط في المدن الساحلية بل أيضاً في المناطق الداخلية، مثل مراكش الكبرى وخريبكة.
كما عمل، أيضا، وفقا للمنصة التابعة للوزارة، على ضمان مصدر مستدام لمياه الشرب، مهما كانت الظروف المناخية المستقبلية (تلبية نصف احتياجات البلاد من الماء الصالح للشرب عن طريق تحلية مياه البحر)، إلى جانب تعزيز إمدادات المياه للري على المستوى الوطني من خلال أحجام مياه مباشرة من محطات التحلية أو من خلال إعادة تخصيص كميات المياه التقليدية التي كانت مخصصة في الأصل لإمدادات المياه الصالحة للشرب.
علاوة على ذلك، تسهر بلادنا أيضا على تعزيز إنتاج الطاقة، مثل الهيدروجين الأخضر، عبر تحلية مياه البحر، وكذلك إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة بهدف أولي يعادل 100 مليون م3 في أفق سنة 2027، ثم مواصلة البرنامج الوطني للتطهير السائل وإعادة استعمال المياه العادمة لتلبية الطلب.
وإذا ما أخذنا، على سبيل المثال، محطة تحلية مياه البحر بالداخلة، جنوب المملكة المغربية، فإن نسبة أشغال إنجازها بلغت نسبة متقدمة.
وهكذا، تتواصل أشغال مشروع محطة تحلية مياه البحر، الواقعة شمال مدينة الداخلة بمسافة 140 كيلومترا، بشكل متسارع، حيث بلغت نسبة تقدم تتجاوز 64 في المائة، فيما يُرتقب انتهاؤها كليا في صيف العام 2025.
وكشف مصدر لـLe360 أن مجمل الأشغال بمحطة تحلية مياه البحر بالداخلة بلغت 64 في المائة، فيما بلغت نسبة تقدم الأشغال بمعمل التحلية 38 في المائة، وحقل لإنتاج الطاقة الريحية 88 في المائة والمدار السقوي الجديد 72 في المائة.
سويلم بوعمود
ويتكون مشروع محطة تحلية مياه البحر بالداخلة من وحدة تحلية بالتناضح العكسي بقدرة إنتاجية تبلغ 37 مليون متر مكعب سنويا، منها 7 ملايين مخصصة لمياه الشرب لمدينة الداخلة ونواحيها، ومنشآت بحرية (مأخذ لمياه البحر، وقناة للجلب، قناة تصريف المياه المركزة، أنبوب إمداد بمياه البحر؛ حوض لتخزين مياه البحر، محطة لضخ مياه البحر، وحوض المياه المركزة قبل تصريفه في البحر)، إلى جانب منشآت للتصفية القبلية، ومنشآت للترشيح والتناضح العكسي، ووحدة إعادة التمعدن، وخزانين للمياه المحلاة للشرب (2500 متر مكعب لكل منهما)، وصهريجين لمياه الري بسعة 87000 متر مكعب للواحد، إضافة إلى محطة توزيع كهربائية فرعية لتزويد وحدة تحلية المياه، ثم حقل لإنتاج الطاقة الريحية بطاقة سنوية تبلغ 60 ميجاوات، ومدار سقوي جديد على مساحة 5000 هكتار.
وتبلغ الكلفة استثمارية للمشروع 2 مليار درهم، يجسد المشروع التزام المملكة بتطوير البنية التحتية المائية والزراعية في الأقاليم الجنوبية.
يرتقب أن يحدث هذا المشروع تحولا إيجابيا في المنطقة من خلال توسيع المساحات الزراعية المخصصة للزراعات ذات القيمة المضافة العالية، مما يساهم في خلق فرص عمل جديدة وزيادة الإنتاج الزراعي.
ويتضمن المشروع إحداث مدار سقوي جديد يمتد على مساحة 5000 هكتار، مما يعزز النشاط الزراعي في الجهة ويخلق حوالي 10.000 فرصة عمل قارة، مساهماً بذلك في تحسين الظروف المعيشية لسكان المنطقة وتعزيز الاقتصاد المحلي.
وسيمكن كذلك من رفع إنتاج الخضروات البواكر إلى 500.000 طن سنويا، مما يعزز القيمة المضافة بمقدار يزيد عن 500 مليون درهم سنويا. بالإضافة إلى ذلك، سيساهم المشروع في الحفاظ على الموارد المائية الجوفية للجهة واستدامتها من خلال تأمين مياه السقي المحلات بدلاً من الاعتماد على المياه الجوفية.