ربورتاج: قفزة جديدة في أسعار الذهب بفاس.. والغرام يقترب من مستويات قياسية

محل لبيع الذهب بمدينة فاس

في 24/03/2025 على الساعة 08:00

فيديوبصمت أسعار الذهب عالميا على مسار «غير مسبوق» من الارتفاعات، حيث تجاوز لأول مرة في تاريخه 3000.6 دولار للأونصة, بزيادة تقدر بـ844 دولارا، وهو ما وصفه خبراء ومحللو أسواق المال بأنه «استثنائي» لبريق المعدن الأصفر النفيس، خاصة مع تحوّل متزايد لمجتمع المستثمرين والمؤسسات المالية الكبرى إليه, كملاذ آمن وأداة مالية يتزايد الإقبال عليها لضمان التحوط من التقلبات الجيوسياسية والتضخمية الطارئة.

هذا الارتفاع القياسي، انعكس على السوق المغربية بشكل ملحوظ، حيث فاق سعر غرام الذهب عيار 18 قيراطا 700 درهم، مع وجود فارق يتراوح بين 80 و90 درهما بين السعر في السوق المحلية والسعر العالمي. هذا الفرق، يعزى إلى تكاليف الاستيراد والضرائب والهامش التجاري، ليصل السعر الفعلي للغرام الواحد في السوق المغربية إلى 850 درهما، وعند إضافة تكاليف التصميم، قد يصل سعر الغرام إلى أكثر من 950 درهم، وفي بعض الحالات قد يتجاوز 1.000 درهم.

ووفقا لمهنيي القطاع، من المتوقع أن تلامس أسعار الذهب قمما جديدة، مع توقعات بزيادة تصل إلى 10% بحلول نهاية السنة الجارية (2025) حيث سعر الغرام من الذهب بالمغرب اليوم هو 935.02 درهم مغربي لعيار 24، و 857.03 درهم مغربي لعيار 22، و701.04 درهم مغربي لعيار 18، بينما عيار 14 فقد أصبح بـ545.57 درهما مغربيا.

وفي هذا السياق، أفاد خالد الصنهاجي، رئيس الجمعية المهنية لتجار وصناع الحلي والمجوهرات بعمالة فاس، في تصريح لـLe360، أن «سنة 2025 قد تحمل زيادة في أسعار الذهب العالمية، ففي حال بلوغ السعر 3000 دولار للأوقية عالميا، فإن ذلك سيدفع بالأسعار في الأسواق المغربية إلى تجاوز سعر 1000 درهم لكل غرام»، مفسرا ذلك بـ«عوامل اقتصادية محضة، والتحولات الجذرية التي أحدثتها جائحة كورونا، التي أسهمت في تسهيل التعاملات بالذهب خارج القنوات المالية التقليدية».

من جانبه، لفت عمر الحجوجي، صائغ بمدينة فاس، إلى أن الذهب في السوق المغربية لا يُعد مجرد أصول مالية، بل هو عنصر ثقافي واقتصادي هام للكثير من النساء اللواتي يستخدمن الذهب كوسيلة للادخار، خصوصا في حالات الطوارئ أو الأزمات الأسرية، إلا أن ارتفاع أسعار الذهب حاليا، أنشأ سلوكات متباينة، فقد لجأ البعض إلى بيع مجوهراتهم للاستفادة من الأسعار المرتفعة، في حين فضل آخرون تعزيز مدخراتهم بشراء المزيد من الذهب، متوقعين استمرار الارتفاع.

ومن جانبه، أشار أنور الداودي، وهو صائغ ذهب، إلى أن أسعار هذا المعدن النفيس في السوق المغربية، ترتبط أساسا بالسوق الدولية، لكونه المعدن الوحيد الذي لا يرتبط بالمواسم بل تتحكم فيه التقلبات العالمية، فالتحولات الكبرى التي شهدتها أسعار الذهب تم تسجيلها منذ سنوات 2005 و2012، حيث قفزت الأسعار من 85 إلى 355 درهما للغرام، فيما سجلت سنة 2014 بـ110 درهما، وعادت لترتفع منذ جائحة كورونا سنة 2020 إلى 350 درهما، لتصل ما بين 700 و900 درهما المسجلة الآن.

وعلى المستوى المحلي، يسجل هذا المعدن الثمين تراجعا في الإقبال، نظرا لضعف القدرة الشرائية للمواطنين، لافتا أن شراء الذهب المستعمل أو القديم لا يمثل سوى نسبة ضئيلة من المبيعات، لكون الزبائن يفضلون الذهب الذي يصاغ بطرق عصرية رغم أن أسعار هذا الأخير تصل إلى 930 درهما للغرام الواحد، حسب جودة الصياغة و نفاستها.

في المقابل، انخفضت المعادن النفيسة الأخرى، حيث تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 33.97 دولار للأوقية، وخسر البلاتين 0.4 بالمئة إلى 992.85 دولار، ونزل البلاديوم 0.1 بالمائة إلى 966.24 دولار.


تحرير من طرف يسرى جوال
في 24/03/2025 على الساعة 08:00

مرحبا بكم في فضاء التعليق

نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.

اقرأ ميثاقنا

تعليقاتكم

0/800