وفي كلمة خلال افتتاح الدورة الثالثة من معرض معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، سلط صديقي الضوء على مفهوم «التآزر البيئي الذي يعد قبل كل شيء رؤية شاملة ومتكاملة للبلاد، حيث يتم التفكير مليا في كل عمل ومشروع مع الأخذ بالاعتبار التأثيرات على مجموع المنظومات».
وعلاوة على ذلك، أوضح صديقي، خلال هذا اللقاء الذي نظمته الجمعيات الطلابية من مختلف شعب معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، أنه «يجب يُنظر إلى التآزر البيئي على أنه عائق، بل كمصدر للحلول وللتقدم الاقتصادي والاجتماعي ورفاهية الجميع».
وأضاف أنها «مقاربة تتعدى الحدود القطاعية، حيث تشجع التعاون بين القطاعات العمومية والخاصة والجمعوية، والتي تضع الساكنة المحلية في صلب عملية اتخاذ القرار».
من جهة أخرى، تطرق صديقي إلى دور هيئة التدريس والطلبة، الذين يسهمون من خلال أعمالهم البحثية وابتكاراتهم وزخمهم في رفع التحديات البيئية التي تواجه بلدنا.
من جانبه، قال مدير معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، عزيز الحرايقي، إن هذه الدورة الثالثة من معرض معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة تعكس الأهمية التي توليها الوزارة إلى التكوين والشباب، وتلقي الضوء على الرؤية الواضحة التي تؤطر القطاع.
كما أشار إلى أن هذا الحدث يتوج سلسلة من المؤتمرات والمنقاشات التي عقدتها مختلف الجمعيات الطلابية، والتي اهتمت بإشكالية التآزر البيئي والاستراتيجيات الترابية لمستقبل أكثر استدامة وأعلى جودة.
وفي هذا الصدد، أبرز الحرايقي الأهمية التي يكتسيها التعاون وتبادل المعارف في تعزيز أوجه التآزر بين مختلف الفاعلين وتشجيع التقدم الفلاحي بالمغرب.
ويعد المعرض الذي نظمه معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة تحت شعار: «التآزر البيئي: ما الاستراتيجيات الإقليمية الواجب اعتمادها من أجل مستقبل مستدام وجيد؟»، ملتقى لا محيد عنه للقاء والتواصل مع الوسط المهني، تكملة للتكوين الأكاديمي الذي يتلقاه الطلاب.
وبجانب المنصات والمعارض، نظم الطلبة المهندسون من مختلف شعب التكوين، العديد من المؤتمرات التي قادها خبراء حول مواضيع متنوعة تتعلق بالانتقال الفلاحي الإيكولوجي، وندرة المياه بالمغرب، وصناعة الزراعة الغذائية، والذكاء الجيوفضائي، والابتكار الإقليمي.
ومنذ تأسيسه قبل أزيد من نصف قرن، استطاع معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة تكوين أطر القطاع الفلاحي بالمغرب ومسيريه، إذ تم تأسيسه ليكون مركزا حقيقيا متعدد التخصصات ذو صيت وطني ودولي، ويقدم تكوينا عالي الجودة في العديد من الشعب الرئيسية لصالح التنمية الفلاحية بالمملكة.
كما تجدر الإشارة إلى أن استراتيجية الجيل الأخضر تروم تعزيز التكوين الفلاحي من خلال توخي هدف تكوين 150 ألف خريج، من بينهم 10 آلاف في التعليم العالي.وحضر الحفل ممثلون عن السلك الدبلوماسي وممثلو المنظمات المهنية وأساتذة، إلى جانب وفد من مسؤولي الوزارة.