ويضع المعهد كل إمكانياته العلمية والمخبرية رهن إشارة العاملين بالمنطقة في مجال الفلاحة والزراعة والرعي وكل ما يرتبط به خدمة للإنسان والنبات والمواشي، خصوصا ما تعلق بالإبل ومشتقاتها، لما لها من أهمية في حياة سكان الصحراء الذين يرتبطون به ارتباطا وجوديا منقطع النظير.
ومن بين المهام التي أسست لأجلها هذه المؤسسة العلمية والأكاديمية: خلق آليات للتصدي لملوحة المياه والتربة بواسطة تطوير محاصيل بديلة من شأنها تمكين الفلاحين والكسابة من تحسين وضعيتهم المهنية والاجتماعية والمادية، بالإضافة إلى المجال النباتي وانعكاساته على مجالي الطب والتجميل الطبيعي، وترشيد استعمال المياه في منطقة تصنف قاحلة جرداء، دون أن ننسى دوره الطلائعي في تثمين الثروات الحيوانية بما فيها الإبل عبر تحسين نسلها.
وقد انطلقت الأشغال بهذا الصرح العلمي مباشرة بعد سلسلة المشاريع الملكية، التي أعطى الملك محمد السادس انطلاقتها خلال زيارته للعيون عام 2015، ضمن مشاريع النموذج التنموي الجديد الخاص بالأقاليم الجنوبية، ليفتح بذلك أبوابه في وجه الباحثين والخبراء والإخصائيين في مجلات الزراعة والفلاحة وما تعلق بها، ليجعل من مدينة العيون قطبا علميا ومجالا خصبا للبحوث التي انعكست إيجابا على المدينة والجهة عموما، بالنظر إلى التجهيزات المتطورة التي يحظى بها.
وفي هذا السياق، قال لمفضل اكويسني، مدير معهد الإفريقي للأبحاث الزراعية، التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، إن هذا الصرح العلمي قد استطاع، خلال الأعوام الخمسة التي بدأ فيها عطاؤه، أن ينجح في إيجاد زراعات بديلة تتلاءم وطبيعة المنطقة الصحراوية، خصوصا مع نبتة البيوبانيكوم التي تنتشر عادة في المناطق الصحراوية والاستوائية، حيث لاقت انتشارا بين المنتجين الزراعيين بالمنطقة غذاء للمواشي والأغنام والإبل بصفة عامة.
المعهد الإفريقي للأبحاث الزراعية بالعيون.. مشروع ملكي ضخم أعاد الاعتبار للنبات والمواشي بالصحراء المغربية
وأضاف المسؤول الأكاديمي نفسه أن العام السادس من عمر هذا المعهد قد عرف أكثر من خمس براءات اختراع، تهم كلها المحاور الزراعية بالمنطقة من نباتات ومواشي ومشاريع تهم تحلية المياه، من شأنها أن تساعد أبناء المنطقة عبر خلق شركات ومقاولات فلاحية وزراعية سترفع لا شك من مؤشرات النمو بالجهات الجنوبية الثلاث.
وجدير بالذكر أن هذا الصرح العلمي الذي يعد مفخرة للعيون يتوفر على 6 مختبرات أساسية، نذكر منها مختبر الكيمياء النباتية ومختبر الكيمياء الجزيئية والميكروبيولوجيا وزراعة الأنسجة ومختبر التحاليل الفيزيوكيميائية ومختبر الأكروبيوبروسيس، الذي يساعد الباحثين للحصول على نتائج دقيقة يفضل التجهيزات العلمية التي وضعت في خدمة كل المهتمين، حتى غير الأكاديميين منهم، بمن في ذلك نشطاء التعاونيات التي تستفيد عادة من التكوين في المجالات الزراعية والفلاحية والتجميلية.







