وأوضحت خلال تطرقها لجهود المغرب في مكافحة تغير المناخ، في مقال خصت به « منصة طاقة » تزامنا مع مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي ينطلق اليوم في دبي ويتواصل حتى 12 من دجنبر المقبل « كنا من أولى الدول التي وضعت مساهمتها المحددة وطنيًا (NDC) لتتناسب بالفعل مع هدف 1.5 درجة مئوية، ولتحقيق هدف تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة تزيد على 45% بحلول عام 2030 مقارنة بالسيناريو المرجعي ».
وبخصوص التكيف قالت « نحن نعمل على تنفيذ برامج تهدف إلى تعزيز قدرة المجتمعات الأكثر تأثرًا على التكيف مع تغير المناخ، ما يتطلب ميزانية تُقدّر بنحو 40 مليار دولار أمريكي، كما نعمل على برامجنا القطاعية لإزالة الكربون في إطار استراتيجيتنا للانبعاثات المنخفضة الكربون ».
وأردفت بنعلي « من خلال هذه الاستراتيجيات، يعيد المغرب تأكيد التزامه، مرة أخرى، بمواجهة تحديات التنمية المستدامة والاستمرار في العمل مع المجتمع الدولي، على الصعيدين العالمي والجهوي، من خلال تبني مشروع اجتماعي حقيقي، يتمثل في النموذج التنموي الجديد، الذي يضع حماية البيئة والتنمية المستدامة ضمن الأولويات الوطنية ».
وأعادت المتلقي في أفق مؤتمر قمة الأطراف كوب 28 إلى كوب 22 التي استضافها، « كان لدينا موعد جديد مع التاريخ في مراكش بعد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP22، إذ احتضن المغرب اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، لنتدارس قضايا الدعم وأسواق الكربون الطوعية وتحفيز استثمارات الحكومات والقطشددتاع الخاص وميكانيزمات التمويل وشفافية التكاليف من أجل المناخ والانتقال الطاقي، كما تدارسنا الحلول من أجل تمويل عادل وشفاف ».
وشددت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة على أن قمة كوب 28 في دبي بالإمارات العربية المتحدة تأتي «كمحطة رئيسة للتباحث حول تغير المناخ، حيث تلتقي الدول لبحث وتحديد الخطط والالتزامات.. يأتي ذلك في سياق ضرورة التزام الدول المتقدمة بدعم الـ100 مليار دولار الذي تعهدت به في قمة كوب 26 التي استضافتها مدينة غلاسكو الإسكتلندية عام 2021″,
وقالت: «نحن نؤمن بالحوافز التي يجب أن تكون عابرة للحدود، وبتمكين الجنوب من الوصول إلى هذه الأموال، فضلًا عن شراكاتنا مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من دول العالم، ويمكن الاستفادة من تقليل التضخم والصفقة الخضراء» .
وأضافت أن « المفتاح لقضية الانتقال السريع سيكون في مدى سرعة تطور تقنيات البطاريات والتخزين، وانخفاض التكاليف بشكل سريع، ولكي نتمكن من تحقيق ذلك يجب علينا في القرن الواحد والعشرين، ضمان أن تلعب أسواق الكربون دورًا حاسمًا في الفوز بعملية التحول والانتقال الطاقي، بفضل التقنيات المبتكرة والحديثة والمستدامة.
والأهم من ذلك تقول « علينا أن نستمر في بناء الثقة، حكومات وفاعلين وخواص، من أجل تحفيز الاستثمار وتمويل المشروعات بطريقة شاملة دون استبعاد أي تقنية أو وقود، قد يكون مهمًا للمستقبل.
ولفتت إلى أنه بعد المشاركة في كوب 28، « سيكون لنا لقاء آخر في فبراير 2024 مع أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة، التي يترأسها المغرب منذ زهاء سنتين، في الدورة السادسة للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة التي ستُنظم تحت عنوان « إجراءات فعالة وشاملة ومستدامة لمكافحة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث ».
وعبرت بنعلي عن رضاها عن العمل المنجز خلال التشاور الذي سمح بتبني هذا الموضوع، وأضافت « نواصل العمل مع جميع الدول والأطراف الأخرى، لجعل هذه الدورة فرصة أخرى لإعادة الثقة وإصلاح الدور الحيوي لتعدد الأطراف والتعاون الدولي، مع تأكيد أهمية التمويل العابر للحدود لتعزيز التنمية المستدامة على مستوى العالم، وتأكيد أهمية التآزر بين الاتفاقيات البيئية الشاملة، وأهمية التضامن في الدعوة إلى التحرك العملي لمواجهة الأزمة البيئية العالمية الثلاثية نحو الحفاظ على كوكب الأرض وضمان استدامة موارده للأجيال القادمة، خصوصًا في ظل التحديات والأزمات.
بالعمل الجاد أؤمن بأن هناك أملًا في مستقبل أكثر استدامة، لأن « البحر الهادئ لا يصنع بحارة ماهرين ».