ربورتاج: محطة معالجة المياه العادمة بفاس.. مشروع بيولوجي رائد لحماية واد سبو من التلوث

محطة معالجة المياه العادمة بفاس

في 23/12/2024 على الساعة 09:00

فيديويعد مشروع محطة معالجة المياه العادمة لمدينة فاس أحد المشاريع الرائدة على المستويين الوطني والقاري، باعتباره حلقة أساسية في منظومة متكاملة لتطهير السائل، لحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، من خلال تجاوز مجموعة من الاختلالات المرتبطة بتلوث حوض سبو التي تخطى تأثيرها السلبي الجانب البيئي ليمتد إلى الساكنة، بخسائر سنوية تعادل المليار درهم.

ويروم هذا المشروع، الذي أنجز سنة 2014 على مساحة إجمالية تقدر بـ14 هكتارا بالجماعة القروية عين بوعلي، باستثمار يقدر بمليار و104 مليون درهم ممولة في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، معالجة الإشكاليات المتعلقة بالتدبير المندمج للموارد المائية على مستوى جهة فاس-مكناس وتحسين الظروف المعيشية والصحية لملايين الساكنة عبر خلق إطار ملائم للعيش، على مستوى حوض سبو وأقاليم مولاي يعقوب وتاونات وسيدي قاسم والقنيطرة علاوة على مدينة فاس والمنطقة ككل.

وفي هذا الصدد، أبرز يونس كاكا، رئيس مصلحة محطة معالجة المياه العادمة بالوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمدينة فاس، أن الهدف الأساسي من هذه المحطة إيكولوجيا بيولوجيا في المقام الأول، حيث تقوم باستخراج التلوث من المياه العادمة الملقاة سواء المنزلية أو الصناعية بالتتالي، عبر مجموعة من المحطات، تتمثل في إزالة الأزبال الكبيرة والمتوسطة، والضخ، وإزالة الأزبال الصغيرة، وإزالة الأتربة والزيوت، وإزالة المواد العالقة، ثم المعالجة البيولوجية، قبل أن يتم إلقاء المياه المعالجة المصفاة بحوض سبو والتي تحترم معايير الجودة الوطنية المعمول بها، وتحويل البقايا إلى أوحال يتم تجفيفها لتقوم بإنتاج البيوغاز الطبيعي.

و أضاف المتحدث ذاته، في تصريح لـLe360، أنه، بفضل المجهودات التي يتم القيام بها على مستوى المحطة، يتم العمل على إنتاج مياه مصفاة ذات جودة عالية، ما يساهم في معالجة الإشكالات المتعلقة بالتدبير المندمج للموارد المائية وتجنيب وادي سبو مجموعة من الأضرار الجانبية، والحفاظ على المجال البيولوجي، وتقليص انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، إضافة إلى تحقيق التنمية الحضرية والفلاحية لمدينة فاس والمنطقة ككل.

وتشتمل محطة التصفية، المنجزة من طرف الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بفاس، على مسلكين لمعالجة الماء والأوحال، والتي تستجيب للمعايير الدولية وتستعين بآخر التكنولوجيات المعتمدة في مجال معالجة المياه العادمة، وفق نظام تصفية المياه من صنف الحمأة المنشطة ذات الحمولة المتوسطة، كما تتوفر على مختبر للتحاليل يتيح قياس مختلف المؤشرات المتعلقة بجودة الماء، قبل وأثناء وبعد المعالجة، وبالموازاة مع هذا المسلك، تشتمل المحطة أيضا على شبكة لمعالجة الأوحال، مع منهجية للتوليد المشترك تتيح إنتاج 50 في المائة من حاجيات المحطة من الطاقة الكهربائية.

ومن أجل تحقيق الاستدامة، فإن إنجاز هذه المحطة يصاحبه إنجاز وحدة التجفيف الشمسي لحمأة محطة معالجة المياه العادمة لفاس، كمشروع هو الأول من نوعه على مستوى جهة فاس-مكناس، والثاني وطنيا في إطار الأشغال الخاصة بقطاع التطهير السائل ومعالجة المياه العادمة، للمحافظة على مياه وادي سبو من المخلفات المضرة بالبيئة, تم إنجازها متم سنة 2023 بميزانية تقدر بـ166 مليون درهم، إذ تعمل وفق معايير معينة و تجفف بتقنيات خاصة، حيث يتم تجفيف حوالي 90.450.000 طن في السنة من الأوحال المزالة أو ما يعادل التلوث المستخرج من المياه العادمة.

وتضم هذه المحطة 29 دافئة، 5 دافئات لتخزين الأوحال المجففة و24 دافئة لتجفيف الأوحال المنتجة على مستوى محطة معالجة المياه العادمة بفاس، إذ تمكن كل دافئةً من تجفيف 500 متر مكعب في المرة الواحدة، وتقوم الوكالة الآن بإنجاز مجموعة من الدراسات من أجل تثمين الأوحال المجففة والتي تقدر ب ـ24 ألف متر مكعب سنويا من الأوحال الناتجة، سيمكن استعمالها وتدويرها في المحافظة على البيئة والتقليل من التلوث.

يشار إلى أن هذا المشروع الكبير، ذي الوقع الصحي والبيولوجي والاقتصادي والبيئي القوي، يأتي في إطار المخطط الوطني للتطهير السائل، لتعزيز مختلف الجهود التي يبذلها المغرب على مستوى جميع جهات المملكة، بتعليمات ملكية سامية، والرامية إلى حماية البيئة والحفاظ على المنظومات الإيكولوجية.

تحرير من طرف يسرى جوال
في 23/12/2024 على الساعة 09:00