سابقة بجهة العيون.. المعهد الإفريقي للأبحاث الزراعية يُجهّز «بيتا زراعيا» بمواصفات علمية حديثة

المعهد الإفريقي للأبحاث الزراعية، التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات

في 28/05/2025 على الساعة 12:00

يواصل المعهد الإفريقي للأبحاث الزراعية، التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات -فرع العيون-، المتواجد بجماعة فم الواد (24 كلم جنوب مدينة العيون) مشاريعه وبحوثه العلمية المتقدمة، بإعلانه إنشاء بيت زراعي عالي التقنية، على مساحة 500 متر مربع، مقسم إلى 7 حجرات ومرفق تقني واحد سيستفيد من التزويد بنظام أوتوماتيكي كامل، حيث أن جميع العمليات فيه تتم بطريقة مبرمجة ومتحكم فيها آليا، بما في ذلك الحرارة والتحكم في الرطوبة ونظام الري الآلي والإضاءة الصناعية وما إلى ذلك.

وحسب ما استقاه Le360 من «ASARI»، فإن هذا البيت الزراعي، الذي يتفرد في تقنياته على الصعيد الإفريقي، وفق تعبير القائمين على المشروع، (سيوفر) ظروفا بيئية محكومة من حيث درجة الحرارة والرطوبة النسبية وتقنية الفوتوبيريد أو مدة التعرض للضوء، بالإضافة إلى التحكم في العوامل الحيوية المرتبطة بالكائنات الحية، إلى جانب العوامل غير الحيوية التي ترتبط بالبيئة الفيزيائية، حيث يتيح هذا البيت إمكانيات متقدمة للبحث العلمي والتعليم الزراعي عالي الجودة.

وستمكن هذه التقنية من إدخال وتربية أصناف نباتية عالية الإنتاجية قادرة على تحمل الجفاف والملوحة والحرارة والضغوط الحيوية التي عادة ما تؤثر سلبا على نمو النباتات وصحتها وإنتاجيتها، لتتجاوز بذلك العديد من الآفات الحشرية من قبيل الذباب الأبيض أو المن أو البياض الدقيقي أو العفن الرمادي، لكونها تشكل أمراضا فطرية. ومن ضمن الضغوط الأخرى التي سيتم تجاوزها، أيضا، البكتيريا الضارة التي عادة ما تصيب الجذور أو الأوراق، في تقنية تروم تقليل الخسائر في المحاصيل الزراعية وضمان حماية للنباتات عموما.

وسيتيح هذا البيت المحمي الفريد من نوعه، كمشروع بيئي متكامل، اختبار ممارسات مختلفة لإدارة المحاصيل والتربة وتأثيرها على نمو وإنتاجيات النباتات مثل استخدام المواد العضوية والمعدنية والأسمدة الحيوية والمنشطات البيولوجية التي ستحفز العمليات الحيوية داخل كل نبتة، وتساعد النباتات على تحمل الإجهاد والجفاف والملوحة والحرارة وتحسن امتصاص العناصر الغذائية وتعزز من خصوبة التربة عن طريق تحفيز الكائنات الدقيقة المفيدة.

ومن شأن هذا المشروع العلمي، المُقام جنوب المملكة المغربية، أن يضمن دراسة تامة للاستجابات الفيزيولوجية والكيميائية الحيوية للنباتات ضمن نظام زراعي محمي ومراقب بعناية، وأن يكشف آليات استجابة النباتات للضغوط البيئية الحيوية وغير الحيوية على المستويين الجزئي والوراثي، والتي نذكر منها، على سبيل المثال، الحشرات الضارة والبكتيريا والفيروسات التي تصيب النباتات والحشائش الطفيلية، بالإضافة إلى الحيوانات والطيور التي تهاجم المحاصيل وتتلفها، مما سيقلل من استخدام المبيدات الكيماوية الضارة، لأجل ممارسات متكاملة ومستدامة.

ويروم هذا المشروع، الذي تحتضنه جامعة محمد السادس متعددة التخصصات بالعيون (UM6P)، تكوينا للأجيال القادمة من الباحثين والعلماء، خصوصا في مجال الزراعة وعلوم المحاصيل، بالإضافة إلى الطلبة المتدربين والمزارعين والتعاونيات الزراعية والجهات الفاعلة المحلية التي تستقطبها الجامعة بجهة العيون-الساقية الحمراء للاستفادة من خبرات العاملين بهذه المؤسسة العملية، من خلال برامج سنوية تتخللها تكوينات ومواكبات طيلة السنة داخل المؤسسة، في خطوة استراتيجية تروم أساسا تطوير حلول مخصصة للتحديات المختلفة التي تواجه الزراعة بجنوب المملكة.

تحرير من طرف حمدي يارى
في 28/05/2025 على الساعة 12:00