ويعيش حوض أم الربيع عجزا في الواردات المائية للسنة الرابعة على التوالي، حيث تسجل حقينة السدود المتواجدة على طوله نسب ملء ضعيفة لا تتجاوز في أغلب الأحيان 15 في المائة.
وبلغة الأرقام؛ بلغت الواردات المائية المسجلة بمختلف السدود الكبرى المتواجدة بالحوض المائي لأم الربيع منذ فاتح شتنبر2022 إلى غاية نهاية يناير 2023 حوالي 372 مليون متر مكعب، مسجلة بذلك عجزا يقدر ب 62 في المائة مقارنة مع سنة عادية، وبارتفاع بلغ 24% مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.
وفي هذا الصدد، أفاد عادل محفوظ، المكلف بتدبير الموارد المائية بوكالة الحوض المائي أم الربيع، في تصريح لـ Le360، أنه على الرغم من التساقطات المسجلة خلال الأشهر الأخيرة الماضية إلا أن نسبة الملء الحالية لا تتعدى %8.5 أي ما يناهز 420 مليون متر مكعب، في حين أن هاته النسبة بلغت حوالي %10.3 في نفس الفترة من السنة الماضية أي ما يناهز 509 مليون متر مكعب.
تصوير ومونتاج: عبد الرحيم الطاهيري
وأشار المتحدث ذاته إلى أنه في خضم هذه الوضعية المائية الصعبة، فإن الوكالة حريصة على تلبية الحاجيات من الماء الصالح للشرب، وكذا الحرص وبتنسيق مع مصالح المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، على بلوغ أقصى مستويات تثمين الموارد المائية المسجلة من خلال إنتاج الطاقة الكهرومائية.
وللتخفيف من وطأة هذه الأزمة المائية، اتخذت الوزارة بمعية مجموعة من المؤسسات العمومية حزمة من الإجراءات الاستعجالية والبنيوية لمواجهة أثار الجفاف على مستوى هذا الحوض، على غرار مشروع الربط بين أحواض سبو أبي رقراق –أم الربيع وتانسيفت لتحويل ما بين 500 إلى 800 مليون متر مكعب سنويا، وإنجاز سدين كبيرين (سد تاكزيرت بإقليم بني ملال وسد سيدي إدريس الجديد بإقليم قلعة السراغنة)، وكذا برمجة سدود إضافية أخرى كسد تيوغزى بإقليم أزيلال وتعلية سد إمفوت بإقليم سطات.
إقرأ أيضا : أنفوغرافيك: حقينة السدود المغربية تستعيد نسقها التصاعدي بعد الأمطار الأخيرة
علاوة على برمجة مجموعة من السدود التلية والتي ستمكن من تلبية بعض الحاجيات المحلية الهامة من الماء. وتعبئة موارد مائية غير تقليدية عن طريق اعادة استعمال المياه العادمة المعالجة بمجموعة من المراكز، فضلا عن استكشاف موارد مائية جوفية جديدة عبر إنجاز مجموعة من الأثقاب الاستكشافية، وأيضا العمل على تسريع إنجاز مشاريع تحلية مياه البحر لمدن الدار البيضاء وأسفي والجديدة.
للإشارة، تتوفر منطقة نفود وكالة الحوض المائي أم الربيع على مجموعة من السدود الكبرى التي تساهم في تزويد عدد من المراكز الكبرى من الماء الشروب كمدن الدار بيضاء ومراكش والجديدة وآسفي وبني ملال وسيدي بنور وسطات وبنجرير وبرشيد وأزمور، وكذا بالتزود بالماء الصناعي وماء السقي للعديد من المدارات السقوية لدكالة، تادلة والحوز، وكذا إنتاج الطاقة الكهرومائية. حيث تبلغ السعة التخزينية الإجمالية لهذه السدود حوالي 5 مليار متر مكعب.