في عام 2024، من المتوقع أن يتجاوز عدد السياح الدوليين الوافدين إلى إفريقيا مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19 لأول مرة، ليصل إلى 74 مليون زائر. وقد حطمت عدة دول (المغرب، ومصر، وتونس، وغيرها) أرقامها القياسية. وقد ساهمت هذه النتائج في تجدد الاهتمام بمشاريع بناء الفنادق في إفريقيا، حيث لا تزال بنيات الإقامة الجيدة غير كافية بشكل عام.
وبفضل هذا النمو، تعمل الشركات الفندقية الكبرى في العالم على تسريع توسعها في القارة. وهذا ما يظهر من التقرير السنوي السابع عشر لمجموعة دبليو أوسبيتاليتي (W Hospitality Group)، وهي مكتب متخصص في الفندقة والسياحة والترفيه في إفريقيا، ومقرها في لاغوس (نيجيريا).
تحت عنوان: «خطوط تطوير سلسلة الفنادق في إفريقيا 2025»، تعدد هذه الوثيقة مشاريع الفنادق التي يجري بناؤها هذا العام في إفريقيا.
وبحسب هذا التقرير، الذي استند على استطلاع رأي أجري لدى 59 مجموعة فندقية دولية وإقليمية موجودة في إفريقيا من خلال 145 من علاماتها التجارية، فإن جميع البلدان معنية بهذه المشاريع باستثناء تلك الدول التي يسود فيها انعدام الأمن: السودان، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وليبيا، ومالي، وبوروندي، وغيرها.
وبحسب هذه الوثيقة، فإن معدل نمو مشاريع تطوير الفنادق في إفريقيا يفوق بكثير المتوسط العالمي.
وهكذا، يبلغ عدد الفنادق والمجمعات الفندقية قيد الإنشاء 577 فندقا ومجمعا فندقيا بإجمالي 104.444 غرفة، مما يمثل زيادة قدرها 13.3% مقارنة بعام 2024. ويتم هذا النمو القوي بشكل رئيسي في منطقة شمال إفريقيا (المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر).
شمال إفريقيا، رائد بلا منازع
وتستفيد هذه المنطقة، التي استقبلت 63% من السياح في عام 2024 في إفريقيا، من حماس الفاعلين في قطاع الفندقة مع زيادة بنسبة 2% في بناء الفنادق على مدى عام واحد. ويبلغ إجمالي عدد الفنادق قيد الإنشاء 230 فندقا، تضم 49.260 غرفة.
وبالمقابل، من المتوقع أن تنمو مشاريع الفنادق الجديدة بنسبة 6% فقط في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء (49 دولة، بما في ذلك جزر المحيط الهندي)، مع وجود 347 فندقا قيد الإنشاء تتسع لـ55.184 غرفة.
وتشمل هذه المشاريع فئات فندقية مختلفة: الاقتصادية (3 فنادق بـ339 غرفة)، والمتوسطة (18 فندقا بـ2550 غرفة)، والمتوسطة العليا (91 فندقا بـ12900 غرفة)، والفاخرة (191 فندقا بـ35266 غرفة)، والفاخرة جدا (178 فندقا بـ36745 غرفة)، والفنادق الباذخة (96 فندقا بـ16644 غرفة).
ومن بين هذه المشاريع، تخطط مجموعات فندقية كبرى لافتتاح 155 فندقا في عام 2025، أي ما يقرب من 27% من مجموع المشاريع. ومن المقرر الانتهاء من إنشاء نصف المنشآت والغرف بحلول نهاية عام 2026.
ومع ذلك، فإن هذه المشاريع الفندقية موزعة بشكل غير متساوٍ عبر البلدان. ورغم مشاركة 42 دولة، فإن عددا قليلا من الدول هي تحتكر غالبية مشاريع الفنادق.
وهكذا، تركز دولتان هما مصر والمغرب 201 مشروع فندقي، بنسبة 34.83% من المشاريع الجاري تنفيذها في القارة، لـ42.505 غرفة، تمثل 40.69% من الغرف الفندقية المخطط إنجازها.
مصر، التي كانت لفترة طويلة رائدة في قطاع السياحة الإفريقي من حيث عدد السياح قبل أن يزيحها المغرب من هذه المرتبة في عام 2024، هي الرائدة بلا منازع في الفنادق السياحية في أفريقيا. وبوجود 143 فندقا ومنتجعا قيد الإنشاء، تحتكر مصر لوحدها نحو 25% من مشاريع الفنادق، و32.48% من الغرف قيد الإنشاء.
مشاريع مصر الكبرى
تعتزم مصر الحفاظ على هذا المركز من خلال المشاريع الفندقية العديدة التي تشجعها السلطات، والتي تهدف إلى زيادة عدد السياح الوافدين إلى 30 مليونا في عام 2028، بعد تحقيق عدد قياسي قدره 15.7 مليون زائر في عام 2024.
وفي يوليوز 2024، خصصت الحكومة المصرية 50 مليار جنيه مصري لدعم قطاع السياحة من خلال بناء وتشغيل غرف فندقية جديدة. وتهدف السلطات إلى إنشاء نحو 250 ألف غرفة فندقية جديدة، تضاف إلى 220 ألف وحدة فندقية موجودة، لاستيعاب 30 مليون سائح.
وتأتي المغرب خلف مصر في هذا المجال بـ58 مشروعا فندقيا قيد الإنشاء تضم 8579 غرفة. المغرب، الذي تصدر السياحة الأفريقية في عام 2024 بـ17.4 مليون زائر، يضع نصب عينيه استقبال 26 مليون زائر في عام 2030. وهذا الرقم في متناول المملكة إذا استمر الزخم الحالي، نظرا لأن البلاد ستستضيف كأس العالم في عام 2030 بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال. وسيكون من الضروري بعد ذلك الاستثمار بشكل مكثف في هياكل الاستقبال لتلبية الطلب القوي من السياح المتوقع في ذلك العام.
كرة القدم والفندقة يسيران جنبا إلى جنب في المغرب
وهكذا، يتوفر المغرب هذا العام، تزامنا مع تنظيم كأس الأمم الإفريقية، على 58 مشروعا فندقيا قيد الإنشاء، بإجمالي 8579 غرفة. ومن المتوقع أن تتسارع وتيرة بناء البنية التحتية السياحية في السنوات المقبلة لتلبية الطلب القوي من قطاع السياحة.
وتسجل الدار البيضاء نحو ثلث الفنادق والغرف المخطط إنجازها، ومن المتوقع افتتاح نحو 60% منها في عامي 2025 و2026. وتجتذب العاصمة الاقتصادية للمملكة علامات تجارية جديدة مع افتتاح فندق ماما شيلتر التابع لمجموعة أكور، وفندق موكسي التابع لمجموعة ماريوت الدولية، ومجموعة فنادق يوروستارز.
وتأتي نيجيريا بعد مصر والمغرب من حيث عدد المشاريع الفندقية، إذ تمتلك 48 مشروعا فندقيا بإجمالي 7320 غرفة. ورغم أن نيجيريا الواقعة في غرب إفريقيا ليست وجهة سياحية، فإنها هي الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في إفريقيا، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 220 مليون نسمة. وهذا ما يجعل سوقها يتمتع بإمكانات قوية لقطاع الفندقة.
Pour 2025, 577 hôtels et complexes hôteliers totalisant 104 444 chambres sont en cours de développement, soit une progression de 13,3% par rapport à 2024. . DR
وخلف هذا الثلاثي تأتي إثيوبيا (33 فندقا بـ5648 غرفة)، وتنزانيا (29 فندقا بـ3432 غرفة)، وجنوب أفريقيا (28 فندقا بـ4076 غرفة)، وكينيا (26 فندقا بـ4336 غرفة)، وغانا (22 فندقا بـ3125 غرفة)، وتونس (17 فندقا بـ4336 غرفة)، والرأس الأخضر (16 فندقا بـ5565 غرفة).
وتعد جمهورية الرأس الأخضر، وهي أرخبيل من الجزر البركانية يبلغ عدد سكانها 540 ألف نسمة فقط على مساحة 4033 كيلومترًا مربعًا، من بين أكبر 10 دول من حيث عدد المشاريع الفندقية في عام 2025. ويضم الأرخبيل 16 منشأة فندقية تضم 5565 غرفة، بمتوسط حجم 348 غرفة لكل فندق. وهذه عادةً منتجعات شاطئية كبيرة في بوا فيستا ومدن أخرى في جميع أنحاء البلاد.
مدن وفنادق
أما بالنسبة للمدن والمنتجعات الساحلية ذات العدد الأكبر من الغرف في المشاريع الفندقية، فإن القاهرة ا(مصر) بـ17.757 غرفة، متقدمة على شرم الشيخ (4.231 غرفة)، ولاغوس في نيجيريا (3.709 غرفة)، وبوا فيستا في الرأس الأخضر (3.650 غرفة).
وتأتي في المرتبة التالية أديس أبابا في إثيوبيا (3369 غرفة)، والدار البيضاء في المغرب (2939 غرفة)، وأكرا في غانا (2652 غرفة)، وأبوجا في نيجيريا (2570 غرفة)، وزنجبار في تنزانيا (2523 غرفة)، ودكار في السنغال (2334 غرفة).
أما بالنسبة للمجمعات الفندقية التي من المتوقع أن تضم أكبر عدد من الغرف، فإن شرم الشيخ في مصر تأتي في المركز الأول بـ4231 غرفة، متقدمة على بوا فيستا في الرأس الأخضر (3650 غرفة)، وزنجبار في تنزانيا (2361 غرفة)، والعين السخنة في مصر (2038 غرفة)، ومراكش في المغرب (1965 غرفة)، والساحل الشمالي في مصر (1476 غرفة)، وجربة في تونس (1393 غرفة)، ومرسى علم في مصر (1363 غرفة)، وأكادير في المغرب (972 غرفة)، والغردقة في مصر (820 غرفة).
العلامات التجارية العالمية الكبرى في الصدارة
وبحسب مجموعة دبليو أوسبيتاليتي، فإن «المجموعات الخمس الكبرى -ماريوت الدولية، وهيلتون، وأكور، ومجموعة فنادق راديسون، وفنادق ومنتجعات آي إتش جي تمثل 70% من الفنادق و73% من الغرف في المحفظة الأفريقية بأكملها».
وتظل شركة ماريوت الدولية، الشركة الرائدة عالمياً بنحو 1.7 مليون غرفة حول العالم، في صدارة مشاريع الفنادق في أفريقيا للعام الرابع على التوالي بـ165 مشروعا فندقيا تضم 29.639 غرفة، أو 28.4% من الغرف المخطط إنجازها.
وتليها شركة هيلتون بـ93 مشروعا فندقيا بإجمالي 17.040 غرفة. وتكتمل قائمة أكبر 5 مجموعات فندقية كبرى تبني الفنادق في القارة من خلال مجموعات أكور (73 فندقا تضم 15013 غرفة)، وفنادق ومنتجعات آي إتش جي (40 فندقا تضم 7951 غرفة)، ومجموعة فنادق راديسون (32 فندقا تضم 6346 غرفة). وتستحوذ هذه الشركات الخمس الكبرى في قطاع الفنادق العالمي على 72.80% من الغرف المتوقع إنجازها في القارة في عام 2025.
يشار إلى أن هذه المجموعات الفندقي تخطط لافتتاح 155 فندقا في عام 2025، وهو ما يمثل نحو 27% من محفظة مشاريع الفنادق، ونحو نصف محفظة المنشآت والغرف بحلول نهاية عام 2026.
