وتستعد المؤسسات السياحية لزيارات «الزبون السري» في أحسن الظروف، حيث سيعمل هذا الضيف المجهول على الوقوف على جودة الخدمات المقدمة داخل الفنادق، بداية من عملية الحجز والاستقبال، مرورا بتعامل المستخدمين ونظافة الغرف وجودة التجهيزات، ونهاية بعملية «تشيك آوت» ومغادرة الزبون.
في هذا الصدد، أفادت فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، خلال جلسة بالبرلمان، أنه تمت إعادة النظر في مسطرة تصنيف المؤسسات الفندقية، حيث سيتم الاعتماد على زيارة ما سمّته «زبون سري» وأيضا لجنة جهوية، لمراقبة جودة الخدمات بالاعتماد على معايير جديدة تم اختيارها بشراكة مع المنظمة العالمية للسياحة.
وأبرزت الوزيرة أن جودة الخدمات المقدمة للسياح لها أهمية كبيرة في خارطة الطريق التي يتبناها المغرب في قطاع السياحة، حيث سيتم العمل على الرفع من قيمتها عبر تقوية الإطار القانوني للمهن السياحية، بالإسراع بإخراج النصوص التنظيمية للقانون 80.14 المتعلق بالمؤسسات السياحية وأشكال الإيواء السياحي الأخرى.
المهنيون مستعدون لاستقبال «الزبون السري».. لكن زيارة واحدة لا تكفي!
أفاد محمد الصوتي، رئيس الجمعية الجهوية للصناعات الفندقية الدار البيضاء-سطات، في تصريح لـ Le360، أن مهنيي القطاع الفندقي يرحبون بعملية إعادة تصنيف وتقييم الوحدات الفندقية، وهم على أتم الاستعداد لاستقبال «الزبون السري» في أحسن الظروف.
وأشار محمد الصوتي إلى أن عملية إعادة تقييم الفنادق من طرف زبون مجهول ليست بالجديدة على القطاع، إذ تقوم بها، سَلفا، عدة مؤسسات سياحية بشكل تلقائي بغرض معرفة جودة الخدمات المقدمة من طرفها وتفادي النقائص التي تشوبها، للوصول إلى مستوى يلبي احتياجات الزبناء المغاربة والأجانب.
في حين، اعتبر المتحدث ذاته أن زيارة وحيدة في السنة من طرف «الزبون السري» لن تكون كافية لإعطاء تقييم موضوعي ودقيق للمؤسسة الفندقية، مشيرا إلى ضرورة إقرار زيارتين أو أكثر يتم بناء عليها إعداد تقرير مفصل على الوحدة الفندقية، في أفق منحها التصنيف الذي تستحقه.
معايير كثيرة وصارمة لتصنيف الفنادق
الهدف من إنشاء تصنيفات الفنادق يتمثل في مساعدة السياح والزبناء ليتمكنوا من الانتقاء بين الخيارات المقبولة وغير المقبولة، وفي إطار الخيارات المقبولة، يمكنهم الحصول على نوع من التسلسل الهرمي من الأفضل إلى الأسوأ. إذ تخضع معايير التصنيف لعوامل مختلفة تتعلق بمستوى الخدمات والراحة والنظافة والموقع والأسعار.
يحدد القانون رقم 80.14 المتعلق بالمؤسسات السياحية وأشكال الإيواء السياحي الأخرى المعايير المعتمدة في تصنيف الفنادق من خلال المرسوم رقم 2.23.441، حيث بناء على هذا الأخير يتم تحديد أصناف الفنادق والإقامات السياحية وفق ست مراتب؛ الفاخر، 5 نجوم، 4 نجوم، 3 نجوم، نجمتان، ونجمة واحدة.
ووفق المادة 2 من المرسوم، تنقسم المعايير القياسية والوظيفية الخاصة بالتجهيز وكذا المعايير المتعلقة بإنتاج الخدمات وجودتها المنصوص عليها في المادتين 5 و6 من القانون سالف الذكر، إلى معايير إلزامية ومعايير تكميلية.
إذ تحدد المعايير بالنسبة لكل نوع وصنف من أنواع وأصناف مؤسسات الإيواء السياحي بقرار مشترك للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية والسلطة الحكومية المكلفة بالسياحة.
الفنادق المغربية تتبوأ مراكز جد متقدمة ضمن قائمة الأفضل في العالم
تروم عملية إعادة التقييم وتصنيف الفنادق تحسين تنافسية وجودة الخدمات المقدمة على مستوى هذه المؤسسات السياحية المغربية؛ بجعل العرض السياحي الوطني يتماشى والمعايير الدولية من خلال إدماج أفضل الممارسات وتكييفه مع تطور متطلبات السياح فيما يخص الجودة، وحفظ الصحة والسلامة والتنمية المستدامة.
وبناء على ذلك، تحتل الوحدات الفندقية المغربية مراكز جد متقدمة في التصنيفات العالمية لمؤسسات الإيواء السياحي، بتواجد ثلاثة فنادق مغربية في قائمة أفضل 100 فندق في العالم وفق نتائج تحقيق «World’s Best Awards» السنوي لعام 2024 الذي نشرته المجلة الأمريكية «السفر + الترفيه» (Travel + Leisure).
في هذا التصنيف، يبرز المغرب بثلاثة فنادق في قائمة الأفضل في العالم، ويتعلق الأمر بفندق سلمان مراكش (الخامس عالميا برصيد 99.39/100)، وفندق المامونية (18 عالميا)، ثم فندق روايال منصور مراكش (55 عالميا).
وبهذا، تعد مدينة مراكش واحدة من المدن القليلة والمتفردة في العالم التي تضم 3 فنادق ضمن قائمة أفضل 100 فندق.
صور بانورامية لفنادق سلمان، المامونية، رويال منصور: