ما الدول الإفريقية التي تضم أكبر عدد من المليونيرات والمليارديرات؟

صورة مركبة لأثرياء إفريقيا

في 06/09/2025 على الساعة 07:00

انخفض عدد المليونيرات في إفريقيا بـ12.700 شخص بنهاية يونيو 2025 مقارنةً بالعام الماضي، ويعزى ذلك أساسا إلى هجرة الأثرياء وتقلب سعر الصرف مقابل الدولار الأمريكي. ومع ذلك، يشير تقرير «ثروة إفريقيا 2025»، الصادر عن مكتب هينلي وشركاؤه، إلى ازدياد عدد المليارديرات الأفارقة.

في نسخته الرابعة، نشر هينلي وشركاؤه، وهو أكبر مكتب استشارات في ما يتعلق بالإقامة والمواطنة على المستوى العالمي، تقريره السنوي الخاص بالثروات الخاصة الإفريقية. وسلط هذا التصنيف، الصادر في 26 غشت 2025، الضوء على الدول والمدن في القارة التي يتركز فيها أغنى أغنياء إفريقيا، وتأثير هجرة الاستثمار.

لتقييم ثروة أغنى سكان القارة، يستخدم مكتب هينلي وشركاؤه صافي الأصول القابلة للاستثمار التي يملكها الفرد (العقارات، والنقد، والحصص في الشركات المدرجة) بعد خصم جميع الالتزامات المالية.

يتم تصنيف أغنياء القارة إلى ثلاث فئات: المليونيرات بالدولار، وأصحاب المائة-المليونيرات الذين لا تقل ثرواتهم عن 100 مليون دولار، والمليارديرات.

يظهر تقرير الثروة الإفريقية لعام 2025 تفاوتا كبيرا في الثروة عبر القارة. ووفقا للتقرير، يوجد في قارة يبلغ عدد سكانها حوالي 1.6 مليار نسمة، 25 مليارديرا، و348 من أصحاب المائة-المليونيرات، و122.500 مليونير. وبالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، بينما ارتفع عدد المليارديرات بنسبة 19.05% (+4 مليارديرات) ليصل إلى 25، وعدد أصحاب المائة-المليونيرات بنسبة 1.75% (6 من أصحاب المائة-المليونيرات) ليصل إلى 348، انخفض عدد المليونيرات، من ناحية أخرى، بنسبة 9.40% ليصل إلى 122.500.

ويشير التقرير إلى أن هؤلاء الأفراد يتركزون في عدد قليل من الدول. وهكذا، من بين دول القارة البالغ عددها 54 دولة، تضم عشر دول الأفراد الأكثر غنى في القارة، إذ يتركز فيها 75.43% من المليونيرات، و79.02% من أصحاب المائة-المليونيرات، و92% من المليارديرات.

وحسب الدول، تعد جنوب إفريقيا، الدولة الأكثر تصنيعا ذات الموارد المعدنية الكبيرة وبورصة مالية رائدة في القارة، من بين الدول التي تضم أغنى الأفراد الذين يمتلكون مليون دولار على الأقل، على الرغم من مشكلة هجرة المليونيرات، وصعوبة الظرفية الاقتصادية التي تمر منها البلاد، وتراجع جاذبيتها للأثرياء من الدول الأخرى.

بـ41.100 مليونير، تمثل جنوب إفريقيا 34% من مليونيرات إفريقيا، على الرغم من أنها تمثّل 4.7% من سكان القارة.

ويتجلى هذا التفاوت في توزيع الدخل بشكل أوضح داخل جنوب إفريقيا نفسها، حيث تتركز الثروة في أيدي قلة من العائلات.

وعلى الرغم من هجرة المليونيرات، حيث غادر البلاد 250 مليونيرا، شهدت جنوب إفريقيا زيادة في عدد المليونيرات بنسبة 9.9% مقارنةً بالعام الماضي. ويعزى هذا الارتفاع إلى مجموعة من العوامل، منها تأثير خلق الثروة في قطاعات معينة من النشاط، وديناميكية المركز المالي، وغيرها.

وتضم جنوب إفريقيا ما يعادل عدد المليونيرات في مصر والمغرب ونيجيريا وكينيا وموريشيوس مجتمعين، والذين يبلغ عددهم الإجمالي 41.100.

وتلي جنوب إفريقيا كل من مصر (18.800 مليونير)، والمغرب (7.500)، ونيجيريا (7.200)، وكينيا (6.800)، وموريشيوس (4.800).

تضم هذه الدول الست 82.200 مليونير، أي ما يعادل 67.10% من الرجال الذين تبلغ ثرواتهم الصافية مليون دولار أو أكثر.

وتجدر الإشارة إلى أن المغرب تقدم بمركزين في ترتيب الدول التي تضم أكبر عدد من المليونيرات، متجاوزا كينيا ونيجيريا. يوجد في المملكة 7.500 مليونير، مقارنة بـ6.800 في الفترة نفسها من العام الماضي. ويعزى هذا الارتفاع إلى تأثير خلق الثروة، والديناميكية الجيدة وسوق الأوراق المالية، والأداء الجيد للدرهم مقابل الدولار، والرصيد الصافي لأكثر من 100 مليونير اختاروا المغرب كوجهة سياحية، والذين تقدر ثرواتهم بنحو 0.9 مليار دولار، بفضل الاستقرار السياسي، والقرب الجغرافي من أوروبا، وجودة البنية التحتية، والسوق المالية (القطب المالي للدار البيضاء وبورصة الدار البيضاء، وغيرها).

بالإضافة إلى المغرب، تواصل موريشيوس استقطاب أصحاب الملايين، حيث تضم أكثر من 100 مليونير، بثروة تقدر بنحو 0.5 مليار دولار. يساهم نظامها الضريبي الميسر، وأمنها القانوني، ومركزها المالي، وبرنامج الإقامة عن طريق الاستثمار، في جذب أصحاب المليونيرات من إفريقيا ومناطق أخرى من العالم.

يعد أرخبيل سيشل، الذي يبلغ عدد سكانه 130 ألف نسمة فقط، من بين أكبر 20 دولة أفريقية تضم أكبر عدد المليونيرات، حيث سجل فيه 500 مليونير، ليحتل المرتبة التاسعة عشرة في أفريقيا. يعود الفضل في مكانة الأرخبيل إلى وصول المهاجرين أصحاب الملايين، حيث يضم أكثر من 50 مليونيرا بثروة تُقدّر بنحو مليار دولار. بالإضافة إلى نمط الحياة المثالي الذي يوفره الأرخبيل، يساهم نظامه الضريبي الجذاب، بما في ذلك غياب الضريبة على الدخل والميراث لغير المقيمين، وبرنامج الإقامة عن طريق الاستثمار، في جعل سيشل وجهةً رئيسية للمليونيرات.

فيما يتعلق بأصحاب المائة-المليونيرات المقومة بالدولار، ارتفع العدد بشكل طفيف من 342 إلى 348. وسجلت جنوب أفريقيا زيادة بنسبة 9.80 % لتصل إلى 112، مما وسع الفجوة مع مصر ونيجيريا، اللتين انخفض عددهما بنسبة 5.80 % ليصل إلى 49 و13.04 % ليصل إلى 20 من أصحاب المائة-المليارديرات على التوالي. ويمكن تفسير هذه الانخفاضات بتقلبات أسعار الصرف بين عملتي البلدين مقابل الدولار وهجرة المليونيرات.

في هذه الفئة الأخيرة، تصنف دبي من بين وجهات اللجوء المفضلة للأثرياء الأفارقة بفضل مزاياها العديدة: عدم وجود الضريبة على الدخل، والأمن، والبنية التحتية الفاخرة، وسهولة الوصول إلى التمويل، وكونها مركزا جويا للوصول إلى جميع وجهات العالم.

بالنسبة للفئة الأغنى، أي المليارديرات، يوجد في أفريقيا حاليا 24، مقارنة بـ25 في الترتيب السابق. يقيم هؤلاء المليارديرات في سبع دول: جنوب أفريقيا (8 مليارديرات)، مصر (7)، المغرب (4)، نيجيريا (3)، الجزائر (1)، تنزانيا (1)، وسيشل (1).

وبالنسبة للمدن التي يعيش فيها المليونيرات الأفارقة، فإن العواصم الاقتصادية والسياسية هي عموما التي تتركز فيها أكبر عدد من الأثرياء.

وتضم جنوب أفريقيا أكبر عدد من المدن التي تضم مليونيرات في القارة، بست مدن ضمن العشرة الأوائل: جوهانسبرغ، كيب تاون، كيب واينلاندز (الجهة)، أوملانغا وباليتو، غاردن روت (الجهة)، وبريتوريا.

ومن المدن الأفريقية الأخرى المدرجة في التصنيف القاهرة، نيروبي، لاغوس، والدار البيضاء.

أما بالنسبة للتوقعات، فيتوقع خبراء مكتب هينلي وشركاه زيادة كبيرة في عدد المليونيرات في جميع أنحاء القارة. « من المتوقع أن ينمو عدد المليونيرات في أفريقيا بنسبة 65 % خلال العقد المقبل ».

تحرير من طرف موسى ديوب
في 06/09/2025 على الساعة 07:00