وحملت أمطار مارس بوادر جيدة على حقينة السدود التابعة لوكالة الحوض المائي لسبو، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على مخزون الفرشة المائية على مستوى جهة فاس-مكناس بعد فترة طويلة من الجفاف.
وفي هذا الصدد، أفاد خالد الغماري، مدير وكالة الحوض المائي لسبو، في تصريح لـLe360، بأن السدود التابعة لمنطقة نفوذ الوكالة استقبلت حوالي 600 مليون متر مكعب بفضل التساقطات المطرية الأخيرة، بنسبة ملء بلغت 47.93 في المائة، وبمجموع مخزون يصل إلى حوالي 2.7 مليار متر مكعب، موضحا أن هذا الرقم يشكل حوالي 45 في المائة من مجموع مخزون سدود المملكة.
أمطار مارس ترفع المخزون المائي لسدود حوض سبو وتُنعش الفُرشة بعد سنوات عِجاف
وعلى مستوى نفوذ الوكالة، أشار المسؤول إلى أن ثلاثة سدود من أصل 11 سدا، سجلت نسب ملء هامة، ويتعلق الأمر بسد الوحدة الذي يعتبر أكبر سد على المستوى الوطني، وثاني أكبر سد بإفريقيا، بقدرة تخزين تقدر بـ3,522 مليار متر مكعب، فقد ناهز معدل ملئه نسبة 51 في المائة، حيث بلغ حجم مخزونه 1,6 مليار متر مكعب.
كما استقبل سد «بوهودة»، بفضل التساقطات الأخيرة، واردات مائية هامة، حيث امتلأ عن آخره، مسجلا بذلك نسبة ملئ بلغت 100%, وهو ما سيمكن من سقي الأراضي المتواجدة بسافلة السد وتزويد الساكنة والمناطق المجاورة بالماء الصالح للشرب، فضلا عن حماية سد الوحدة من الترسبات والحمولات التقيلة.
وبخصوص الحالة الهيدرولوجية لسد «إدريس الأول»، فقد انتقلت نسبة ملئه من 25% إلى 33%، ما سيمكن من ضمان تزويد مدينتي فاس ومكناس بالماء الصالح للشرب، إلى غاية مارس سنة 2027, كما سجل سد «علال الفاسي» بحقينة 63 مليون متر مكعب، نسبة ملء بلغت ٪96,72، فيما تراوحت نسب ملء سدود «السهلة» و«باب لوطة» و«قنصرة» و«ميشليفن» و«سيدي الشاهد» بين ٪26,03 و57,32٪.
وأكد خالد الغماري، مدير وكالة الحوض المائي لسبو، على الجهود التي توليها الوزارة لتحسين جودة المياه بالحوض، ومحاربة التلوث بجميع أشكاله، مسجلا أنه يتم يوميا تحويل 1,3 مليون متر مكعب من حوض سبو إلى حوض أبي رقراق لتزويد مدينتي الرباط والدار البيضاء والمدن المجاورة بالماء الصالح للشرب.
وأشار المسؤول إلى وجود 5 سدود في طور الإنجاز على مستوى حوض سبو، باستثمار إجمالي يصل إلى 10 ملايير درهم، من شأنها تعزيز الموارد المائية على مستوى جهة فاس-مكناس، ويتعلق الأمر بسد مداز بإقليم صفرو الذي انتهت تقريبا أشغال إنجازه، بسعة تخزين تصل لـ700 مليون متر مكعب، وسد كدية البرنة بسيدي قاسم، بسعة تخزين تبلغ 12 مليون متر مكعب، بالإضافة لسد سيدي عبو الذي بلغت أشغاله نسبة 87%، بسعة تخزين 200 مليون متر مكعب.
بالموازاة مع ذلك، تتواصل أشغال إنجاز سد الرتبة بإقليم تاونات كثاني أكبر سد على المستوى الوطني، بسعة تخزين 1,9 مليار متر مكعب، 33 في المائة، وكذا سد رباط الخير بإقليم صفرو، والذي انطلق الشروع في إنجازه، بسعة تخزينية تصل إلى 124 مليون م3، مما سيمكن من تزويد إقليم صفرو بالماء الشروب وكذا مياه السقي، مع الشروع في انجاز أشغال سد صغير «حمد الله»، عن طريق الشساعة، بإقليم سيدي قاسم.
ومن شأن هذه المشاريع أن تمكن، عند اكتمال إنجازها، من رفع القدرة التخزينية الإجمالية لمختلف سدود الحوض إلى 8,14 مليار متر مكعب بدل 6,1 مليار متر مكعب، أي بزيادة أكثر من ملياريْ متر مكعب.
جدير بالذكر أن حوض سبو يعتبر من أهم الأحواض المائية بالمملكة، حيث تبلغ مساحته حوالي 40 ألف كلم 2، ويتميز باقتصاد زراعي وصناعي يساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني, ويبلغ متوسط التساقطات المطرية السنوية المسجلة بالحوض 600 ملمتر، بحد أقصى يبلغ 1000 ملمتر بمرتفعات الريف وحد أدنى يصل إلى 300 ملم بسبو العلوي ووادي بهت.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا