أين تستثمر في إفريقيا: أفضل 10 دول من حيث التوازن بين المخاطر والعوائد

ميناء (صورة تعبيرية للاستثمارات)

في 29/09/2025 على الساعة 11:30

يُظهر تقرير «مؤشر المخاطر والعوائد في إفريقيا 2025» بوضوح الدول التي تقدم أفضل توازن بين المخاطر والعوائد في القارة. المغرب هو النموذج المثالي في هذا الصدد: مخاطر منخفضة ومضبوطة، مقترنة بعوائد قوية ومتنوعة.

المؤشر والتحليل

أصدر تقرير ARRI 2025 مؤخرا عن شركتي Control Risks وOxford Economics Africa، ويقدم تحليلا مقارنا لـ24 سوقا إفريقيا. بالنسبة للمستثمرين، تُعد نسبة «العوائد إلى المخاطر» (Reward/Risk) مؤشرا رئيسيا.

ارتفاع هذه النسبة يعني أنه مقابل كل «وحدة» من المخاطر المقبولة، يكون العائد المحتمل أعلى بكثير، أي أن العائد المتوقع جذاب مقارنة بالمخاطر المحتملة.

أفضل الدول من حيث العوائد مقابل المخاطر

على سبيل المثال، يظهر التقرير أن المغرب، موريشيوس وساحل العاج تتمتع بأعلى نسب العوائد إلى المخاطر، ما يعني أن أفضل العوائد المحتملة مقابل مستوى المخاطر المقبول توجد أولا في المغرب، ثم موريشيوس، ثم ساحل العاج.

باختصار، هذه الدول تقدم أفضل «قيمة مقابل المال» أو أفضل «رهان» على القارة. مستثمر يضع مليون يورو في كل دولة من الـ24 دولة قد يحصل على أفضل عائد في المغرب نظرا لانخفاض المخاطر السياسية والأمنية والاقتصادية مقارنة بالعوائد المتوقعة.

ملاحظة: هذا لا يعني أن المغرب يقدم أعلى عائد مطلق، فأوغندا وإثيوبيا قد jكون لهما درجات أعلى، ولكن العوائد في المغرب أكثر احتمالية وأسهل تحقيقا بفضل استقراره البيئي والسياسي.

مقارنة مع تصنيف 2024

مقارنة بتصنيف 2024، حافظ المغرب على المركز الأول مع تحسن درجات العوائد. بينما صعدت موريشيوس وساحل العاج ثلاث وأربع مراتب على التوالي، اختفى السنغال من التصنيف.

كيفية حساب المؤشر

يخصص ARRI لكل دولة درجة مخاطر (من 1 إلى 10، حيث 10 هي الأعلى) ودرجة عوائد (1 إلى 10، حيث 10 هي الأكثر جذبا). ويتم حساب نسبة العوائد إلى المخاطر كالتالي: درجة العوائد ÷ درجة المخاطر. نسبة أعلى من 1 تشير إلى أن العوائد المحتملة تفوق المخاطر المتصورة.

ترتيب أفضل 10 دول لعام 2025

تحليل 2025 يظهر أن المغرب يحتل المركز الأول بنسبة 1.37، نتيجة مزيج فريد من المخاطر المنخفضة (3.88) والعوائد الجذابة (5.31)، ما يعكس تنوعه الاقتصادي واستقراره السياسي.

موريشيوس في المركز الثاني بنسبة 1.19، لكن درجات العوائد المطلقة أقل نسبيا (3.87)، ما يقلل من جاذبيتها للمستثمرين الباحثين عن فرص كبيرة.

تأتي ساحل العاج (1.18) وأوغندا (1.16) وتنزانيا (1.14) في المراتب الثالثة إلى الخامسة، مما يؤكد أن الإصلاحات الهيكلية وبيئة الأعمال المستقرة مجزية.

مصر في المركز السادس بنسبة 1.06، تعكس عوائد مطلقة مرتفعة (6.42) يمكن أن تعوض عن مستوى المخاطر الأعلى (6.08)، مما يجذب المستثمرين الأكثر تحملا للمخاطر.

رواندا (0.99)، غانا (0.98)، بوتسوانا (0.96) وكينيا (0.92) تقع بالقرب من نقطة التعادل، حيث jتجاوز المخاطر المتصورة العوائد المتوقعة قليلا.

بوتسوانا على وجه الخصوص، مع نسبة 0.96، رغم كونها أقل من 1، تتميز بمخاطر منخفضة جدا (3.80)، ما يجعلها ملاذا مستقرا وآمنا للمستثمرين المحافظين.

الدروس المستفادة

يظهر التصنيف أن التحليل الاستراتيجي يجب أن يتجاوز مجرد النسبة، ويأخذ في الاعتبار شهية المستثمر للمخاطر وهدفه من العائد المطلق.

التقرير يوضح أيضا ثلاث اتجاهات رئيسية:

1- الدول التي قامت بإصلاحات مستمرة تحقق تقدما ملحوظا، ما يجعل البيئة أكثر جاذبية.

2- إفريقيا ليست كتلة موحدة؛ هناك فجوة متزايدة بين الدول المصلِحة والاقتصادات الكبرى التي تواجه تحديات داخلية.

3- الدول ذات النسب الأفضل غالبا ما تشارك في ديناميكيات إقليمية مثل المراكز اللوجستية وتنويع سلاسل القيمة.

الخلاصة

هذا التصنيف يؤكد أن الاستثمار في إفريقيا يحتاج إلى تحليل دقيق للمخاطر والعوائد، مع مراعاة الإصلاحات الهيكلية والبيئة السياسية والاقتصادية لكل دولة.

تحرير من طرف مودست كوامي
في 29/09/2025 على الساعة 11:30