أين تسافر في عام 2026؟ قدّمت مجلة ترافل أند ليجير الأمريكية، المتخصصة في السفر الترفيهي، إجابة على هذا السؤال. بعد اختيار ودراسة 100 وجهة حول العالم، أعد فريق المجلة قائمة تضم 50 وجهة تعتبرها أساسية للعام المقبل.
تتمتع هذه الوجهات ببنيات تحتية مناسبة وخطوط جوية تسهل الوصول إليها. ولإعداد قائمتها، اعتمدت ترافل أند ليجير أيضا على خبرة مهنيي قطاع السياحة والأسفار. كان الهدف هو الحصول على لمحة عامة عن المدن الرئيسية الرائجة حاليا، والأحداث الثقافية والرياضية المرتقبة...
تشمل هذه القائمة لأفضل 50 وجهة في العالم لعام 2026 جميع أنواع العروض السياحية: الاسترخاء، والانغماس الثقافي، ورحلات السفاري، والرياضة، وغيرها.
ومع ذلك، حددت ترافل أند ليجير أربع وجهات إفريقية فقط، مع هيمنة واضحة للطبيعة والسفاري.
داكار: أولمبياد الشباب، داك آرت، غوري...
تقع داكار، عاصمة السنغال، في أقصى غرب إفريقيا، وهي العاصمة الإفريقية الوحيدة التي ظهرت ضمن أفضل 50 وجهة في العالم لعام 2026 التي حددتها ترافل أند ليجير. يشار إلى أن العاصمة السنغالية ستكون نابضة بالحياة. فعلى الصعيد الرياضي، ستستضيف داكار دورة الألعاب الأولمبية للشباب من 30 أكتوبر إلى 13 نوبر 2026.
ثم، في الفترة من 7 نونبر إلى 7 دجنبر 2026، ستستضيف داكار الدورة السادسة عشرة من داك آرت (Dak’Art)، وهو مهرجان للفن الإفريقي المعاصر، يقام كل عامين. يتعلق الأمر بأحد أبرز فعاليات الفن الإفريقي المعاصر، حيث يعرض حصريا أعمال فنانين من داخل القارة وخارجها.
يعد معرضا رئيسيا للفن الإفريقي المعاصر، يجذب الفنانين والنقاد وهواة جمع اللوحات من جميع أنحاء العالم. يجذب هذا الحدث حوالي 250.000 زائر سنويا، وقد رسخ مكانته كمركز ثقافي رئيسي على مستوى القارة.
ووفقا لنينا باتيل، مستشارة الأسفار في ترافل أند ليجير ومؤسسة «Vacations That Matter»، «إنه قلب المشهد الفني المعاصر، ويضم بعضا من أفضل المتاحف والمعارض الفنية في إفريقيا. وجه يجب ألا تفوت».
وبالإضافة إلى هذين الحدثين، يمكن للزوار أيضا استكشاف المواقع التاريخية في البلاد، وخاصة جزيرة غوري، المركز الرئيسي السابق لتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، و«البحيرة الوردية» الغامضة، التي تتيح فرصة الاسترخاء على شواطئ داكار الرملية الجميلة والمناطق المحيطة بها.
ويشهد العرض الفندقي توسعا ملحوظا مع افتتاح علامات تجارية جديدة، بما في ذلك فور بوينتس باي شيراتون (ميريوت) وإيبيس ستايل (أكور).
ميزة أخرى هي أن العاصمة السنغالية متصلة ببقية العالم عبر العديد من شركات الطيران. بالإضافة إلى أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، ترتبط داكار بالولايات المتحدة منذ ماي 2025 عبر رحلة مباشرة جديدة تسيرها الخطوط الجوية المتحدة من واشنطن.
زيمبابوي: الطبيعة والسفاري
على الرغم من أن زيمبابوي أقل جاذبية مقارنة بجنوب إفريقيا وبوتسوانا، إلا أنها وجهة استثنائية بدأت تكتسب مكانة في قطاع السياحة الإفريقي من خلال تطوير العديد من المشاريع السياحية. ومؤخرا، افتتح مخيم مانا ساندز في يوليوز الماضي في منتزه مانا بولز الوطني، على الروافد السفلى لنهر زامبيزي. ويمكن لعشاق الطبيعة والحياة البرية التجديف وصيد الأسماك ومشاهدة «الخمسة الكبار» الشهيرة -الأسود والفهود والجاموس والفيلة وأفراس النهر.
ويمكن لعشاق الطبيعة أيضا زيارة شلالات فيكتوريا. تقع هذه الشلالات بين زامبيا وزيمبابوي، على نهر زامبيزي، وهي جزء من منتزهين وطنيين: منتزه موسي-أو-تونيا الوطني في زامبيا، ومنتزه شلالات فيكتوريا الوطني في زيمبابوي. هذه الشلالات، التي تعد شاهدا حقيقيا على جمال الطبيعة، تعد من أروع الشلالات في العالم، وهي مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. يمكن للزوار الاختيار بين ركوب الدراجات الجبلية، والتجديف، واستئجار منزل عائم في بحيرة كاريبا، أو القيام برحلة سفاري لمشاهدة «الخمسة الكبار» عن قرب...
ماساي مارا في كينيا: الخمسة الكبار ورحلات السفاري
تعد هجرات النو والحمير الوحشية والغزلان من منتزه سيرينغيتي الوطني في تنزانيا إلى ماساي مارا في كينيا، والتي عادة ما تتم بين يوليوز وأكتوبر، مشهدا خلابا بحد ذاته. في هذا الجزء من السافانا الإفريقية، الواقع جنوب غرب كينيا على طول الحدود التنزانية، يمكن للمرء مشاهدة بعض من أروع أنواع الحيوانات في إفريقيا: الأسد، والفيل، والجاموس، ووحيد القرن، والفهد، والنمر، والتمساح، والضبع المرقط، والحمار الوحشي، والنو، والزرافة، وابن آوى، والخنزير البري، وغيرها الكثير.
تتيح مخيمات على طول نهر مارا للزوار إطلالات استثنائية على الحياة البرية الغنية في المنطقة. وتتميز ماساي مارا بأعلى تركيزٍ للحياة البرية لكل متر مربع خلال فترة الهجرة. وحذرت إليزابيث غوردون، المتخصصة في قائمة «السفر والترفيه»، من أن «الهجرة لا تتبع جدولا زمنيا محددا»، مؤكدة أنه «إذا حالفك الحظ وجربتها، فستكون بمثابة مكافأة جميلة».
Dakar: le Monument de la Renaissance africaine. En 2026, la capitale sénégalaise accueillera le JO de la jeunesse, la 16e édition de Dak'Art...
تتيح المحميات الخاصة في ماساي مارا لبعض المسافرين الاستمتاع بلحظات استثنائية مع عدد محدود من الزوار والمركبات. في هذه المحميات الخاصة، يسمح برحلات المشي لمسافات طويلة ورحلات السفاري الليلية.
وفي ما يخص الإقامة، نجد هناك مخيمات أو أجنحة توفر جميع وسائل الراحة اللازمة، وفيلات خاصة، ومنتجعات فاخرة، وغيرها.
دلتا أوكافانغو (بوتسوانا): سفاري، طبيعة...
هذا المكان الرائع، بمتاهته من الجزر والمستنقعات والممرات المائية، هو ثاني أكبر دلتا داخلية في العالم (18.000 كيلومتر مربع) بعد دلتا النيجر الداخلية. وهو أحد أنظمة الدلتا الداخلية الكبيرة القليلة جدا التي لا تصب في البحر. كما أنه أحد أكثرها روعة. تلقب دلتا أوكافانغو بـ«جوهرة كالاهاري»، وهي واحدة من أروع النظم البيئية في إفريقيا.
تعد هذه الدلتا محطة أساسية في أي سفر إلى بوتسوانا، وذلك بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة، وتنوع أنشطتها، وأجوائها الفريدة. يوفر تناوب مواسم الأمطار والفيضانات في الأرض الماء اللازم لنمو النباتات على مدار العام.
تجذب الدلتا حياة برية متنوعة وأنواعا لا تحصى من الطيور. يمكن للمرء أن يرى هناك الكلاب البرية الإفريقية، وهي من الأنواع المهددة بالانقراض، وبوم الصيد «بيل» وهي تحلق في السماء، كل ذلك في عزلة نسبية...وبالطبع، «الخمسة الكبار»، التي يأتي محبو رحلات السفاري لرؤيتها عن قرب.
لطالما كانت هذه الدلتا واحدة من أشهر وجهات رحلات السفاري في العالم بفضل تنوع موائلها ووفرة الحياة البرية فيها.
للإقامة، تتوفر نزل في محميات خاصة تضاهي أفضل النزل في القارة. لاستيعاب العدد المتزايد من السياح، يجري حاليا بناء نزل جديدة، ولكن بعدد محدود من الأجنحة. هنا، الجودة هي الأهم. تقدم النزل الخاصة الواقعة على أطراف المحمية تجارب فريدة من نوعها، حيث تتيح للسياح فرصة الاقتراب من الحيوانات البرية.








