هذه الدورة التي عرفت مشاركة حوالي 230 عارضا من الفاعلين الرئيسيين في السلسلة، تحمل شعار: «الواحات المغربية: من أجل نظم قادرة على الصمود في ظل التغيرات المناخية»، وتسلط الضوء على النظم البيئية للواحات، والتحديات التي تواجهها، والتقدم المنجز في مجال استدامة هذه المجالات. كما تؤكد على أهمية تبني تنمية مجالية متكاملة ومندمجة، تعطي الأولوية للتدبير المستدام للموارد الطبيعية، وخاصة الموارد المائية.
وبهذا الخصوص، قال وزير الفلاحة إن «هذا الموضوع ذي أهمية بالغة كونه يتماشى مع التوجهات الاستراتيجية للبلاد التي تروم تحقيق تنمية مجالية مندمجة تعطى فيها الأولوية للتدبير المستدام للموارد الطبيعية، ولاسيما الموارد المائية». مشيرا إلى أن تلك الأولوية «تعتبر حاسمة وفاصلة بالنسبة لمنظومة الواحات التي تواجه ظواهر مناخية صعبة، تتراوح ما بين الجفاف والأمطار الغزيرة، كما كان عليه الشأن بالأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة شهر شتنبر المنصرم».
الملتقى الدولي للتمر بأرفود. LE360
وأوضح الوزير أن النتائج المحصل عليها في إطار المخطط الأخضر، تجاوزت الأهداف المسطرة، من حيث الغرس والإنتاج على حد سواء. كما أن الإجراءات المتخذة من طرف الدولة، بمساهمة المهنيين، في إطار عقود البرامج، كان لها الفضل في تنمية هاته السلسلة الإنتاجية.
وتنص الأهداف المتضمنة بعقد البرنامج المزمع إنجازه بحلول العام 2030، يضيف البواري، على غرس 5 ملايين شتلة، منها 3 ملايين شتلة على مستوى واحات النخيل التقليدية، وتوسيع المساحة خارج واحات النخيل التقليدية بمساحة 14.000 هكتار لتصل إلى 21.000 هكتار، إضافة إلى تحسين الإنتاج ليصل إلى 300.000 طن، وتحسين نسبة التلفيف للوصول إلى %50 مقابل %8% في سنة 2020، وكذا تحسين نسبة التحويل لتصل إلى %10% مقابل 0.3% حاليا، ثم رفع الصادرات لتصل إلى 70.000 طن مقابل 3.600 طن في سنة 2020.
مشاركة وطنية ودولية
تشارك في هذا الحدث، شركات رائدة في مجالات إنتاج التمور، التعبئة، التخزين، والتسويق، من مختلف ربوع المملكة، إلى جانب ممثلين عن الحكومات والهيئات الدولية كالإمارات العربيةالمتحدة، والسعودية، والأردن، وباكستان، مما يعكس الطابع العالمي للملتقى ويعزز مكانة المغرب كوجهة رئيسية في صناعة التمور.
وتعرض أروقة المعرض آخر الابتكارات والتقنيات الحديثة في الزراعة، خاصة تلك المتعلقة بتطوير أنظمة الري المستدامة والتكيف مع التغيرات المناخية. لتقديم حلول مبتكرة لتعزيز الإنتاج وتحسين جودة التمور، بما يساهم في تعزيز الصادرات وتوسيع الأسواق العالمية.
التمور المغربية تخطف الأنظار
داخل «قطب الرحبة»، تعرض التعاونيات والمجموعات ذات النفع الاقتصادي، منتوجاتها من تمور، المجهول، بوفكوس، بوسليخن، بوسكري، الخلط، نجدة، جيهل، وغيرها من أنواع التمور القادمة من واحات المغرب، لكل نوع زبون، لكن يبقى المجهول أفخم الأنواع، حسب تصريحات بعض العارضين لـLe360.
ووفق ما استقيناه من عدد من العارضين، فإن الأسعار تتفاوت حسب الجودة والصنف، حيث تبدأ أسعار بعض الأصناف من 30 درهما للكيلوغرام، بينما تصل أسعار تمور المجهول إلى 130 درهما للكيلوغرام.
وحسب المصادر نفسها، فإن تمور المجهول القادمة من واحات تافيلالت، بودنيب، الراشيدية، زاكورة، طاطا، وفكيك من أجود الأنواع.
وعن تأثير قلة التساقطات المطرية والموارد المائية، على سلسلة إنتاج التمور، يقول العارضون، «كان هناك تراجع كبير في الإنتاج لكن جودة التمور لم تتأثر»، وبخصوص تأثيره على الأسعار كشف المتحدثون بأنها مستقرة مقارنة بالسنة الماضية.