هدم «كرملين» بوسكورة: ماذا تبقّى من قصر الضيافة الشامخ؟

هدم «كرملين» بوسكورة: ماذا تبقّى من قصر الضيافة الشامخ؟ (خليل السالك/Le360)

في 20/11/2025 على الساعة 18:27

فيديوعلى أرض منطقة بالمكانسة التابعة لجماعة بوسكورة، اختفى مشهد كان مهيباً قبل أيام قليلة، ليحل محله حطام وأنقاض تحكي قصة نهاية حلم معماري ضخم. فبعد ستة أيام من أعمال الهدم المتواصلة، لم يعد مركب قصر الضيافة المعروف محلياً باسم «كرملين بوسكورة» قائما، وتحول المبنى الذي تبلغ مساحته 15 ألف متر مربع والذي زعم مالكه أن تكلفته وصلت إلى 160 مليون درهم، إلى أثر بعد عين. هذا المشروع الفاخر، الذي استلهم تصميمه من الطراز الباروكي، اصطدم بجدار قانون التعمير، ليصبح شاهدا على كيف تفرض سلطة القانون واقعا مغايرا لأي محاولة لفرض الأمر الواقع على الإدارة في منطقة مصنفة على أنها فلاحية.

ورصدت كاميرا Le360 ، يومه الخميس 20 نونبر، بقايا المشروع الضخم الذي تحول إلى خراب، فيما ظلت أشجار النخيل صامدة تحيط بالركام، كأنها آخر الشهود الصامتة على نهاية قصر لم يكتب له البقاء.

وظهرت وسط الأنقاض بعض الخيول وهي ترعى، والتي تذكر بالترخيص الأولي: مسكن قروي بسيط مزود بإسطبل للخيول. ومن الصور اللافتة للنظر أيضا: عشرات أشجار النخيل التي كانت تصطف على جانبي المركب، ظلت قائمة، سليمة، بعد أن صمدت بثبات أمام الجرافات. يحيطون الآن بكومة ضخمة من الخرسانة المحطمة، كأنها آخر الشهود على هذا المشروع الجنوني.

في ظهور إعلامي، ادعى المالك الشاب، الذي يصف نفسه بأنه مهني في تنظيم التظاهرات والحفلات، أنه استلهم تصميمه من الطراز الباروكي لفندق كمبينسكي في دبي. ويروي أنه استقدم حرفيين هنودا خصيصا لتكوين العمال المغاربة في ورش البناء الذي استمر قرابة خمس سنوات. لكن هذا الحلم المعماري، الذي يذكرنا بالقصور، واجه عقبة رئيسية: قانون التعمير.

تصنف المنطقة على أنها فلاحية، ويحظر مخطط التهيئة أي مركب فندقي أو مكان لإقامة الحفلات، وهي مع ذلك تعد جوهر قصر الضيافة.

وكما ذكرنا في مقال سابق، شمل الترخيص الصادر قبل خمس سنوات منزلا قرويا فقط. وقد حاول المنعش مرتين، في عامي 2021 و2024، الحصول على رخص استثنائية لإعادة تصنيف المشروع كنشاط سياحي. غير أن المركز الجهوي للاستثمار رفض كلا الطلبين.

وفي عام 2022، ألغت السلطات الترخيص نهائيا، مع منح المنعش مهلة ثلاث سنوات للهدم. ورغم الإخطارات والقرارات القضائية، استمرت الأشغال، مما أعطى الانطباع بأن المنعش كان يحاول فرض الأمر الواقع على السلطات.

وكانت ستة أيام من أعمال الهدم، تخللها يومان من الأمطار والرياح العاتية، كافية لمحو هذا الصرح الذي تميز بضخامته وتصميمه الفاخر.

لم يمر الهدم دون حوادث: فقد سقط سائق حفارة أثناء العملية، واضطرت السلطات إلى نقله إلى المستشفى. أما اليوم، فقد انتهى الورش تقريبا. كل ما تبقى هو أطلال وأنقاض تحيط بها أشجار النخيل، وبعض الخيول الحيرى، وذكريات مشروع فاحش تهاوى بقوة القانون.

تحرير من طرف وديع المودن و خليل السالك
في 20/11/2025 على الساعة 18:27