ربورتاج: ضيعة بضواحي الدار البيضاء تستقبل دفعة من الأغنام المستوردة من إسبانيا استعدادا لعيد الأضحى

واستقبلت الضيعة قطعانا من الأغنام الإسبانية التي استقدمت من أجل الرفع من نسبة العرض الوطني والتخفيف من آثار الجفاف الذي أثر على وضعية القطيع الوطني.

وقال محمد، مسير الضيعة إن الأغنام الإسبانية لاقت إقبالا واسعا خلال عيد الأضحى الماضي بسبب جودة لحومها وثمنها وأوزانها المختلفة التي تلاءم كل الميزانيات مقارنة مع السلالات المحلية، مشيرا إلى أن « عملية استيراد هذه الأغنام جرت في ظروف عادية وخضعت تمت للمراقبة تحت إشراف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ولجان تابعة لعمالة مديونة ».

وذكر مسير الضيعة أن « جودة لجوم أغنام إسبانيا تضاهي نظيرتها من السلالة المحلية وهو ما جعل الإقبال عليها متميزا من قبل المواطنين السنة الماضية ».

وفي الوقت الذي لم يحدد فيه بعد سعر البيع خلال عيد الأضحى المقبل، فإن أسعار الأغنام الإسبانية تراوحت في السنة الماضية بين 52 و58 للكيلوغرام الواحد، و1500 درهم و3500 درهم للكبش. وبخصوص الأسعار المرتقبة لهذه السنة، رجحت مصادر مهنية أن تشهد الأسعار ارتفاعا طفيفا مقارنة مع السنة الفارطة وقد تبلغ 65 درهما للكيلوغرام الواحد.

خصائص ومميزات سلالة المارينوس

من جهته، قال رياض وحتيتا، خبير فلاحي إن الأغنام الإسبانية تنتمي إلى سلالة المارينوس الشهيرة، معتبرا في تصريح لـLe360 أن « سلالة الأغنام الإسبانية تتميز بجودة لحومها العالية وقلة الذهون، كما تمتاز بارتفاع قيمة GMQ أي معدل الزيادة في اليوم ».

ويقول الخبير الفلاحي إن المغرب دأب خلال السنوات الأخيرة على استيراد بعض رؤوس الأغنام من سلالة « مارينوس » بهدف تأهيل التهجين الصناعي (Le croisement industriel) إذ يتم تزويج الفحول من هاته السلالة بالنعاج الولودة من سلالة الدمان مثلا، لإنتاج خرفان وازنة يتم توجيهها إلى الذبح من طرف الجزار.

تاريخ المارينوس

ويعود تاريخ ظهور فصيلة أغنام مارينوس إلى عهد الفينيقين، حيث كانت تعيش في شمال إفريقيا، أي أنها كانت تعيش في الرقعة الجغرافية المغربية قبل اليوم بقرون. وتعد أكثر السلالات إنتاجا للصوف في العالم.

بعض المصادر التاريخية تشير إلى أن الكسابين في عهد الدولة المرينية (1244 - 1465) هم في أدخلوا هذه السلالة من الأغنام ذات الصوف الجيدة الممتازة إلى الأندلس، وهي ما زالت تنسب إليهم إلى الآن وتعرف باسم «مَرِينُوس «Mérinos»..

وتكشف المصادر إن الإسبان ظلوا يستغلون هذه السلالة من الأغنام في البداية لإنتاج الصوف، لما تتميز به هاته السلالة من غزارة الصوف الرطب والناصع البياض. بعد ذلك شرعوا في استخدامها في التهجين الصناعي عبر تزويجها بسلالات أخرى محلية من أجل الرفع من إنتاجية اللحوم، وهو ما أدى إلى ظهور سلالة Mérinos précoce المعروفة بأحجامها الضخمة.

600 ألف رأس غنم مستورد

مع اقتراب عيد الأضحى، تسارع الحكومة والمهنيون تحركاتهم لاستيراد الأغنام من الدول الأوربية لتعزيز العرض الوطني.

وأكد المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، الخميس 25 أبريل 2024، أن الحكومة تعمل على مضاعفة استيراد الأغنام الموجهة للذبح في عيد الأضحى المقبل، قياسا بالعام الماضي.

وأردف بايتاس: « هذه السنة فتحنا الباب أمام استيراد 300 ألف رأس، والوزير المعني تكلم عن 300 ألف إضافية. وأعتقد أن كل من له الرغبة في المساهمة في هذه العملية يستطيع ».

وشدد الوزير على أن وضع آلية للاستيراد لا يكفي لبلوغ الاستجابة المرجوة، مشيرا إلى أن الحكومة تعمل على « تبسيط المسار الذي تم سلكه السنة الماضية وتقنينه، من أجل تسهيل عملية الاستيراد، ومرور العيد في ظروف جيدة ».