ونظمت بهذه الماسبة ورشة على مدى يومين للتعريف بهذا المشروع المتوسطي الذي يجمع بين تشجيع الاقتصاد واحترام المعايير البيئية لاسيما من خلال السياحة المستدامة والاقتصاد الأزرق، والمعروف باسم «Reboot Med»، أي إحياء وتجريب وتشجيع السياحة البيئية بالواجهة الغربية للمتوسط.
ويجمع المشروع المتوسطي 15 شريكا من فرنسا وإسبانيا وتونس وإيطاليا وموريتانيا والمغرب، الذي يمثل بالمجلس الإقليمي للسياحة بتطوان وبالغرفة الجهوية للتجارة والصناعة والخدمات.
ويروم المشروع تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تحديد خطط العمل ومن أجل دعم السياحة في إطار الاقتصاد الأزرق، كما يتوخى تقوية قدرات الجهات الفاعلة العامة والخاصة والمواطنين والمجتمعات الساحلية والمقاولات، من خلال تعزيز تنافسية واستدامة النظام البيئي للسياحة الساحلية والبحرية.
ويدعم هذا المشروع الرائد احتضان وتجريب السياحة البيئية في عشرة مواقع تجريبية في ست دول غرب المتوسط، من بينها ساحل تطوان – واد لاو والمنتزه الوطني بالحسيمة، بالإضافة الى خلق فرص عمل في سوق السياحة البيئية المتخصصة.
وجرى خلال هذه الورشة الدراسية تقديم عروض وبحوث وتجارب مجموعة من البلدان بحوض البحر البيض المتوسط وخارجه في مجال السياحة المستدامة والاقتصاد الأزرق، من قبيل التجربة الاسبانية بجزر البليار، التي تستقطب 16 مليون سائح سنويا، والتجربة الفرنسية في جزيرة كورسيكا وتجربة مدينة غروسيتو التابعة لإقليم توسكانا بإيطاليا.
كما تم تقديم نماذج أخرى منها على الخصوص التجربة التونسية بغار الملح وتابركة، والتي قادها المكتب الإقليمي للصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا، بالإضافة الى التجربة الموريتانية في المنتزه الوطني دياولين.
بالمناسبة، أبرز رئيس الغرفة الجهوية، عبد اللطيف أفيلال، أن الجهة تمتلك مؤهلات طبيعية وسياحية غير مستثمرة بالشكل المطلوب في الاقتصاد الأزرق.
وأضاف أفيلال، في تصريح لقناة M24 الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للانباء، أن غرفة ارتأت تنظيم هذه الفعالية للاطلاع على التجارب العالمية في مجال السياحة المستدامة والاقتصاد الأزرق، ولما لا نقل هذه التجارب إلى منطقتنا، للخروج من الموسمية، التي تطبع السياحة بهذه المنطقة.
وأشار إلى أن من شأن السياحة المستدامة والاقتصاد الأزرق خلق فرص شغل قارة، خاصة بالجماعات القروية، وأن يسهم في تثمين وتطوير المنتوجات المجالية والصناعات التقليدية والحرف البحرية.
يذكر أن مشروع «ريبوت ميد»، الذي شرعت الغرفة في تنزيله باقليم تطوان، سيمتد ل 24 شهرا، ويسعى إلى تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، اذ أن المشاركين في هذه الفعالية سيقومون بزيارات ميدانية لمختلف المواقع السياحية بالمنطقة، على أن يكلل بعقد اجتماع للجنة الاستراتيجية واللجنة التوجيهية للمشروع، من أجل إعداد المقترحات لتنزيله.