على الرغم من التحديات الاقتصادية، تواصل تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج ارتفاعها، حيث ارتفعت من 57.4 مليار درهم في عام 2014 إلى 115.26 مليار درهم في عام 2023، وفقا لبيانات مكتب الصرف المغربي.
وتبقى غالبية تحويلات الأموال من المغاربة المقيمين بالخارج قادمة من أوروبا، حيث تحتل فرنسا الصدارة. ومع ذلك، خلال الفترة المذكورة، تراجعت حصة التحويلات القادمة من فرنسا من 36.42% إلى 30.8%.
وفي المقابل، تقدمت إسبانيا، التي ارتفعت مساهمتها من 8.85% إلى 12.6%، لتحل في المركز الثاني بدلا من إيطاليا، التي تراجعت إلى المرتبة الرابعة بحصة بلغت 9.2%.
أما المملكة العربية السعودية، فقد ارتفعت من المركز الخامس إلى الثالث، بحصة وصلت إلى 10.7%. ويكتمل تصنيف الدول الخمس الأولى بالولايات المتحدة الأمريكية بحصة 6.36%.
مبالغ تحويلات مغاربة الخارج حسب الدولة المضيفة
البلدان المضيفة | حجم التحويلات سنة 2014 (مليون درهم) | حجم التحويلات سنة 2023 (مليون درهم) |
---|---|---|
فرنسا | 20.909,6 | 35.500 |
إسبانيا | 5.085,8 | 14.513 |
إيطاليا | 5.632,9 | 10.567 |
العربية السعودية | 3.342,5 | 12.357 |
الولايات المتحدة | 3.379,7 | 7.341 |
ألمانيا | 2.146,8 | 4.142 |
بلجيكا | 3.207,3 | 4.683 |
الإمارات العربية المتحدة | 2.947,8 | 5.012 |
هولندا | 1.790,9 | 2.395 |
المملكة المتحدة | 1.485,9 | 2.557 |
كندا | 808,4 | 3.008 |
قطر | 840,6 | 2.151 |
سويسرا | 1.022 | 1.477 |
الكويت | 731,2 | 1.822 |
دول أخرى | 4.078,3 | 7.735 |
المجموع | 57.409,7 | 115.260 |
المصدر: مكتب الصرف
أسباب هذا النمو اللافت
يرى محمد جدري، وهو خبير اقتصادي، أن هذا الارتفاع الكبير في التحويلات يعود إلى حد كبير إلى قيم التضامن العائلي المتجذرة بين أفراد الجالية المغربية في الخارج. إذ تشكل التحويلات التي تتم في هذا الإطار الجزء الأكبر من إجمالي التحويلات، وقد تصل نسبتها إلى 70%، على حد قوله.
سبب آخر يُطرح في هذا السياق، وهو موجة التضخم التي شهدها المغرب في السنوات الأخيرة، حيث دفعت المغاربة المقيمين بالخارج إلى زيادة تحويلاتهم بهدف مساعدة أسرهم ماليا.
وبحسب جدري، فإن تحسن مداخيل المغاربة بالخارج نتيجة الزيادات في الأجور والدعم الحكومي الذي حصلوا عليه، خاصة في فرنسا وبلجيكا، ساهم أيضا في ارتفاع حجم هذه التحويلات.
عوامل تحدد تكرار وقيمة التحويلات
نشرت المندوبية السامية للتخطيط دراسة في دجنبر من عام 2022، قدمت فيها عوامل أخرى تفسر هذا النمو. وتشمل هذه العوامل زيادة عدد المغاربة المقيمين بالخارج، الذين يقدر عددهم حاليا بأكثر من 6.5 ملايين شخص، إلى جانب إعادة توجيههم نحو مناطق ذات دخل مرتفع، مثل أمريكا الشمالية ودول الخليج، مع ارتفاع مستوى التعليم والمؤهلات المهنية للجالية المغربية بالخارج.
كما أبرزت الدراسة عوامل حاسمة في تحديد تكرار التحويلات وقيمتها، مثل العمر، الجنس، المستوى التعليمي، وبلد الاستقبال.
وأشارت إلى أن المغاربة الشباب بالخارج يميلون إلى إرسال أموال أكثر وبشكل متكرر، كما أن النساء يرسلن مبالغ أكبر من الرجال. علاوة على ذلك، تزداد قيمة التحويلات مع ارتفاع مستوى التعليم.
بلدان الاستقبال وتأثيرها على التحويلات
فيما يخص البلدان المضيفة، تُظهر الدراسة أن المغاربة المقيمين في الدول العربية هم الأكثر تكرارا في إرسال التحويلات، يليهم المقيمون في الدول الأوروبية، ثم المغاربة في أمريكا الشمالية.
لكن من حيث قيمة التحويلات، يتصدر المغاربة المقيمون في أمريكا الشمالية القائمة، حيث يرسلون في المتوسط مبالغ أكبر، يليهم المغاربة المقيمون في الدول الأوروبية التقليدية للهجرة، ثم في الدول العربية، وأخيرا في الدول الأوروبية الجديدة للهجرة.