تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج تضاعفت خلال عقد من الزمن: إليكم أسباب هذا النمو المدهش

عملات أجنبية

في 12/12/2024 على الساعة 10:15

تواصل تحويلات الأموال التي يجريها المغاربة المقيمون بالخارج تسجيل نمو مطرد سنة بعد أخرى، بغض النظر عن الظروف الاقتصادية. فقد تضاعفت هذه التحويلات لأكثر من الضعف خلال عقد من الزمن، إذ انتقلت من 57.4 مليار درهم سنة 2014 إلى 115.26 مليار درهم خلال عام 2023. إليكم التفسير.


على الرغم من التحديات الاقتصادية، تواصل تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج ارتفاعها، حيث ارتفعت من 57.4 مليار درهم في عام 2014 إلى 115.26 مليار درهم في عام 2023، وفقا لبيانات مكتب الصرف المغربي.

وتبقى غالبية تحويلات الأموال من المغاربة المقيمين بالخارج قادمة من أوروبا، حيث تحتل فرنسا الصدارة. ومع ذلك، خلال الفترة المذكورة، تراجعت حصة التحويلات القادمة من فرنسا من 36.42% إلى 30.8%.

وفي المقابل، تقدمت إسبانيا، التي ارتفعت مساهمتها من 8.85% إلى 12.6%، لتحل في المركز الثاني بدلا من إيطاليا، التي تراجعت إلى المرتبة الرابعة بحصة بلغت 9.2%.

أما المملكة العربية السعودية، فقد ارتفعت من المركز الخامس إلى الثالث، بحصة وصلت إلى 10.7%. ويكتمل تصنيف الدول الخمس الأولى بالولايات المتحدة الأمريكية بحصة 6.36%.

مبالغ تحويلات مغاربة الخارج حسب الدولة المضيفة

البلدان المضيفةحجم التحويلات سنة 2014
(مليون درهم)
حجم التحويلات سنة 2023
(مليون درهم)
فرنسا20.909,635.500
إسبانيا5.085,814.513
إيطاليا5.632,910.567
العربية السعودية3.342,512.357
الولايات المتحدة3.379,77.341
ألمانيا2.146,84.142
بلجيكا3.207,34.683
الإمارات العربية المتحدة2.947,85.012
هولندا1.790,92.395
المملكة المتحدة1.485,92.557
كندا808,43.008
قطر840,62.151
سويسرا1.0221.477
الكويت731,21.822
دول أخرى4.078,37.735
المجموع57.409,7115.260

المصدر: مكتب الصرف

أسباب هذا النمو اللافت

يرى محمد جدري، وهو خبير اقتصادي، أن هذا الارتفاع الكبير في التحويلات يعود إلى حد كبير إلى قيم التضامن العائلي المتجذرة بين أفراد الجالية المغربية في الخارج. إذ تشكل التحويلات التي تتم في هذا الإطار الجزء الأكبر من إجمالي التحويلات، وقد تصل نسبتها إلى 70%، على حد قوله.

سبب آخر يُطرح في هذا السياق، وهو موجة التضخم التي شهدها المغرب في السنوات الأخيرة، حيث دفعت المغاربة المقيمين بالخارج إلى زيادة تحويلاتهم بهدف مساعدة أسرهم ماليا.

وبحسب جدري، فإن تحسن مداخيل المغاربة بالخارج نتيجة الزيادات في الأجور والدعم الحكومي الذي حصلوا عليه، خاصة في فرنسا وبلجيكا، ساهم أيضا في ارتفاع حجم هذه التحويلات.

عوامل تحدد تكرار وقيمة التحويلات

نشرت المندوبية السامية للتخطيط دراسة في دجنبر من عام 2022، قدمت فيها عوامل أخرى تفسر هذا النمو. وتشمل هذه العوامل زيادة عدد المغاربة المقيمين بالخارج، الذين يقدر عددهم حاليا بأكثر من 6.5 ملايين شخص، إلى جانب إعادة توجيههم نحو مناطق ذات دخل مرتفع، مثل أمريكا الشمالية ودول الخليج، مع ارتفاع مستوى التعليم والمؤهلات المهنية للجالية المغربية بالخارج.

كما أبرزت الدراسة عوامل حاسمة في تحديد تكرار التحويلات وقيمتها، مثل العمر، الجنس، المستوى التعليمي، وبلد الاستقبال.

وأشارت إلى أن المغاربة الشباب بالخارج يميلون إلى إرسال أموال أكثر وبشكل متكرر، كما أن النساء يرسلن مبالغ أكبر من الرجال. علاوة على ذلك، تزداد قيمة التحويلات مع ارتفاع مستوى التعليم.

بلدان الاستقبال وتأثيرها على التحويلات

فيما يخص البلدان المضيفة، تُظهر الدراسة أن المغاربة المقيمين في الدول العربية هم الأكثر تكرارا في إرسال التحويلات، يليهم المقيمون في الدول الأوروبية، ثم المغاربة في أمريكا الشمالية.

لكن من حيث قيمة التحويلات، يتصدر المغاربة المقيمون في أمريكا الشمالية القائمة، حيث يرسلون في المتوسط مبالغ أكبر، يليهم المغاربة المقيمون في الدول الأوروبية التقليدية للهجرة، ثم في الدول العربية، وأخيرا في الدول الأوروبية الجديدة للهجرة.

تحرير من طرف لحسن أودود
في 12/12/2024 على الساعة 10:15