بات الجفاف يهدد عددا من السدود الكبرى والمتوسطة في المغرب، في ظل تواتر سنوات الجفاف والإجهاد المائي الذي يعاني منه المغرب، إذ لا يتجاوز الحجم الإجمالي لحقينات السدود 4167.36؛ حيث أن هذه الأرقام مرشحة للتراجع بشكل كبير تزامنا مع فصل الصيف وارتفاع معدلات تبخر المياه واستهلاكها.
نسبة ملء الأحواض المائية
بلغة الأرقام، وبتاريخ الأحد 28 يوليوز 2024، بلغ حجم ملء حوض اللوكوس 53.61 في المائة، وحوض سبو بنسبة ملء 44.48 في المائة، ثم حوض تانسيفت 43 في المائة، حوض أبي رقراق بنسبة 24 في المائة، فحوض ملوية بنسبة ملء تصل لـ 22 في المائة.
أما حوض زيز كير غريس فتبلغ نسبة الملء به 24 بالمائة، في حين وصلت نسبة ملء حوض درعة واد نون إلى 12.14 في المائة، ثم نسبة 11 في المائة بحوض سوس ماسة، في حين تم تسجيل أقل نسبة في حوض أم الربيع بـ 4.32 في المائة.
والملاحظ، أن حوض أم الربيع يعيش عجزا في الواردات المائية للسنة الخامسة على التوالي، حيث تسجل حقينة السدود المتواجدة على طوله نسب ملء ضعيفة لا تتجاوز في أغلب الأحيان خمسة في المائة.
للإشارة، فإن ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة تضاعف من مشكلة أزمة المياه في المغرب، إذ تعيش بلادنا الفترة الأكثر حرارة على الإطلاق منذ بداية الرصد الجوي في المملكة المغربية قبل 40 عاما، ما أدى إلى ارتفاع معدلات التبخر؛ وبالتالي ضياع كميات كبيرة من المياه المخزنة في المنشآت المائية. إذ أدى ارتفعاع درجات الحرارة إلى زيادة معدلات التبخر في المغرب إلى مليون و500 ألف متر مكعب في اليوم الواحد.
سدود كبرى جَفّت
وفي ظل هذا الوضع المائي الصعب، تراجعت حقينات سدود كبرى إلى مستويات جد متدنية؛ إذ لا تتجاوز حقينة سد المسيرة (ثاني أكبر سدود المغرب) نسبة 1.2 بالمائة بعدما نضبت مياهه بشكل تام، فيما تراجعت نسبة ملء سد محمد الخامس إلى 9.8 بالمائة.
ونفس الوضع ينطبق على سد بين الويدان الذي بلغت حقينته 4.9 بالمائة، وسد الحنصالي كذلك أمسى شبه جاف بعدما تراجعت نسبة الملء به إلى 2.4 بالمائة.
أغلب هذه السدود الكبرى تتواجد بالحوض المائي لأم الربيع. على غرار سدي المسيرة وبين الويدان اللذان كانا يزودان عددا من الحواضر بالماء لتزويد السكان بالماء الشروب وسقي الأراضي الفلاحية، إذ سجلت الواردات المائية عجزا يقدر بـ69 في المائة بهذا الحوض المائي.