وقفت السلطات المحلية في مختلف مدن سوس، ومعها المؤسسة التشريعية باليرلمان، عن إيجاد إطار قانوني يحمي المستهلك من "الوسطاء" ومن تاثيراتهم السلبية على أسعار الخضر والفواكه.
"الوسطاء" وتاثيراتهم على السوق
كانت البداية في جولتنا إلى أهم أسواق الجملة بالمغرب، وهو سوق انزكان، فضاء تجاري مهم يعتبر نقطة تجميع وتوزيع للخضر بمختلف جهات المغرب وكذلك بعض الدول الإفريقية.
التقينا بـ"بوشعيب ج"، وهو من أكبر التجار في سوق الجملة بانزكان، وعند سؤاله عن كيفية تأثير "الوسطاء" على أسعار الخضر، كشف أن الأوضاع قد تغيرت في العشر سنوات الأخيرة، بعدما كان الفلاح والتاجر لوحدهما المحددين للأسعار، لكن اليوم، يضيف بوشعيب، تغير الوضع بشكل كبير، بعد دخول "وسطاء" كانوا إلى عهد قريب من المستخدمين بالسوق، ومن التجار أنفسهم، بعد ان ربطوا علاقات مصلحية مع الفلاحين، في البداية وبدأوا يشترون السلع خارج السوق، قبل ان يحتج التجار على الوضع، ويراسلوا السلطات والمجلس المنتخب، لكون الوضع يهدد الجميع.
بعد ذلك، يقول بوشعيب، انتقل "الوسطاء" إلى شراء السلع بداخل الضيعات، وهي الخطة التي نجح فيها هؤلاء بعد أن أصبحوا يمتلكون وسائل النقل والأموال، ليصبح الوضع أكثر تأثيرا على مداخيل التجار ويبدأ هؤلاء في تحديد الاثمنة على تجار الجملة أنفسهم.
مصدر آخر مطلع، كشف للموقع ان هؤلاء "الوسطاء" باتوا يمتلكون مستودعات بمدينة إنزكان أيت ملول، خارج السوق، في التفاف على القانون، مما انعكس سلبا على مداخيل السوق التي بدأت في التراجع كل سنة.
وأشار في نفس السياق، ان بعض "الوسطاء" قد تحولوا في وقت وجيز إلى أثرياء، بفضل معاملاتهم، وباتوا يتحكمون في اسعار الخضر والفواكه وكذلك كل أسواق الجملة بالمملكة.
الجولة قادتنا إلى سوق "الخميس" بأولاد تايمة، اقليم تارودانت، وهو من أهم الفضاءات التجارية بسوس، ازيد من 460 مستودعا تستقبل العشرات من شاحنات التموين والتوزيع من عدد من أصناف الخضر، تجد طريقها بشكل يومي إلى أسواق مغربية.
كان هذا الفضاء التجاري ذو أهمية من حيت مداخيل بلدية اولاد التايمة، ازيد من مليار و200 مليون سنتيم، صفقة كراء السوق بشكل سنوي، لكن الأوضاع قد تغيرت يقول "محمد ل"، وهو تاجر بالجملة متخصص في الفواكه، مضيفا ان عدد من التجار مند 13 سنة، شرعوا بدورهم في اللجوء للضيعات الفلاحية لشراء المنتوجات، في مزاحمة للوسطاء، والتمكن من الأرباح التي كانت تجد طريقها لـ"الوسطاء" دون أي جهد أو اختصاص، وهو الوضع الذي كانت له تأثيرات على صفقة كراء السوق وكذلك المستهلك والتاجر على الخصوص.
المستهلك والفلاح أكبر الخاسرين
بدأت تتضح بشكل جلي وملموس، التأثيرات السلبية لتدخلات "الوسطاء" في العملية التجارية للخضر والفوكه بسوس، أكبر المزودين الرئيسيين للاسواق المغربية بالخضر، بعد موجة الارتفاعات التي انهكت جيوب المستهلكين، بعدما وصلت اسعار بعض الأنواع من الخضر الأساسية إلى أرقام قياسية من طماطم وبصل وبطاطس، في حين ان كل تصريحات المسؤولين عن القطاع لا تلامس هذا الجانب المؤثر.
فراغ تشريعي وتهاون
وجد "الوسطاء" فراغا قانونيا، من قبل المؤسسة التشريعية، من قبل سن قوانين تحارب هذا النوع "الاسود" من المعاملات التجارية، مما زاد من حدته، وينجلي هذا "الصمت" من خلال تصريحات المسؤولين حول كل زيادة في اسعار الخضر، حيت عادة ما يتجنب هؤلاء الحديث عن تدخلات "الوسطاء" ويكتفون بإرجاع الوضع إلى عوامل مناخية أو تجارية كارتفاع الطلب على العرض في الأسواق.
مجالس منتخبة بدورها حيث يوجد أسواق للخضر بالجملة " انزكان و اولاد التايمة" عادة ما تراسل السلطات المحلية من اجل التدخل لمنع سيطرة "الوسطاء" على البيع والشراء بالشوارع دون اللجوء إلى الأسواق، وهو ما يهدد ميزانية البلديتين من عائدات الرسوم المفروضة على ولوج السلع إلى السوق، وكذلك على تهديد صفقات الكراء السنوية التي باتت تتراجع سنة بعد أخرى، نتيجة عدم رغبة المكترين المشاركة في الأثمان المعروضة أثناء كل عملية كراء سوق.