وفي بداية هذا الحفل، قدم وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، أمام قائدي البلدين الخطوط العريضة لهذا البرنامج الذي تمت بلورته تنفيذا للتعليمات الملكية السامية والذي تستفيد بموجبه دولة رواندا من التجربة التي اكتسبها المغرب في مجال تطوير الفلاحة الصغرى، خاصة التجربة المتراكمة في إطار مخطط المغرب الأخضر.
وأبرز أخنوش أن مخطط المغرب الأخضر الطموح، الذي تم إطلاقه في أبريل 2008، يهدف إلى جعل القطاع الفلاحي رافعة أساسية للتنمية السوسيو اقتصادية بالمغرب، مسجلا أن هذه الاستراتيجية ساهمت في الرفع من عائدات آلاف الفلاحين الصغار وكذا تحسين ظروف عملهم وعيشهم.
وأضاف أن برنامج الشراكة الفلاحية بين المملكة المغربية وجمهورية رواندا يقوم على أساس التوافق بين التجربة المغربية والمؤهلات الرواندية، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يطمح للنهوض بالتعاون التقني في مجالات البنيات التحتية المائية للري والصحة الحيوانية.
كما يروم البرنامج، حسب أخنوش، تمكين الفلاحين الروانديين من الاستفادة من الخبرة التي راكمتها مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، والتعاضدية الفلاحية (مامدا) ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط على التوالي في مجالي إدماج الفلاحين الصغار في أنظمة التمويل والتأمين متعدد المخاطر، وإرساء قاعدة معطيات بشأن خصوبة الأراضي.
ولم يفت الوزير التذكير، بالمناسبة، بأن المغرب، الذي سيحتضن في نونبر المقبل بمراكش الدورة ال 22 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22)، يقترح مبادرة طموحة تروم ملاءمة الفلاحة الإفريقية وتعزيز مناعتها في مواجهة التغيرات المناخية.
إثر ذلك، ترأس الملك ورئيس جمهورية رواندا حفل التوقيع على أربع اتفاقيات تتعلق بتفعيل برنامج الشراكة الفلاحية المغربية الرواندية.
ويتعلق الأمر بمذكرة تفاهم في المجال الفلاحي وقعها عن الجانب المغربي عزيز أخنوش ورئيس المجلس الإداري لـ(مامدا) هشام بلمراح والرئيس المدير العام للقرض الفلاحي للمغرب طارق السجلماسي، وعن الجانب الرواندي وزير الفلاحة والموارد الحيوانية جيرالدين موكيشيمانا.
أما الاتفاقية الثانية فتتعلق بمذكرة تفاهم لإحداث تأمين على المحاصيل، تم توقيعها من طرف كل من ين عزيز أخنوش وهشام بلمراح و جيرالدين موكيشيمانا.
وتم التوقيع ايضا على مذكرة تفاهم في مجال الأسمدة، بين وزارة الفلاحة والموارد الحيوانية الرواندية ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط.
وتروم هذه المذكرة التي وقعها الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط مصطفى التراب، و جيرالدين موكيشيمانا، الاستثمار الصناعي في وحدات لإنتاج أسمدة تتلاءم مع التربة والزراعات الرواندية.
أما الاتفاقية الرابعة، فتتعلق بمذكرة تفاهم بين مجموعة القرض الفلاحي للمغرب وبنك تنمية رواندا، وقعها طارق السجلماسي والمدير العام للبنك الرواندي أليكس كانيانكول.
حضر هذا الحفل أعضاء الوفد الرسمي المرافق لجلالة الملك، وعدد من أعضاء الحكومة الرواندية والعديد من الشخصيات السامية، المدنية والعسكرية.
وفي وقت سابق من اليوم، قام الملك محمد السادس والأمير مولاي اسماعيل بزيارة النصب التذكاري الذي شيد بجيسوزي (ضاحية كيغالي) تكريما لضحايا الابادة الجماعية برواندا، والتي راح ضحيتها عام 1994 نحو مليون شخص.
© Copyright : MAP
ووضع الملك إكليلا من الزهور على إحدى المقابر الجماعية حيث دفنت رفات الآلاف من ضحايا الابادة الجماعية قبل أن يقف جلالته دقيقة صمت ترحما على أرواح الضحايا.
ويضم مركز النصب التذكاري لجيسوزي، الذي دشن في أبريل 2004 بمناسبة الذكرى العاشرة للإبادة الجماعية الرواندية، ثلاثة معارض دائمة تقدم شروحات عن ظروف وقوع هذه المأساة، وأسباب تأجيج التوتر بين الجماعات الإثنية بهذا البلد الواقع في شرق إفريقيا، والتي أدت إلى اندلاع الإبادة الجماعية ووقائع هذه المأساة.
وتعتمد مختلف المعارض على صور وأشرطة فيديو وشهادات موثقة ومقالات مختلفة، وكذا على عدد من الملصقات.
وشيد هذا النصب التذكاري تكريما لمجموع ضحايا الإبادة الجماعية، وهو يشكل آلية قوية للتحسيس موجهة للأجيال القادمة.
وفي ختام هذه الزيارة، قدم مدير مركز النصب التذكاري السيد هونوري غاتيرا مطوية حول المعرض ومؤلف يحمل عنوان "28 شهادة للناجين". إثر ذلك وقع الملك في الدفتر الذهبي للنصب التذكاري.