وكان لهذه التساقطات المطرية والزخات الرعدية، التي تعد بالغة الأهمية نظرا لتوقيتها، والتي زارت عدة مناطق على مستوى الجهة، بعد توالي أشهر شديدة الحرارة، وقع إيجابي في نفوس الفلاحين ومربي الماشية بتراب الإقليم، الذين عبروا عن ارتياحهم للتأثير الإيجابي للأمطار على الزراعات الربيعية (القطاني والشمندر والخضروات والأشجار المثمرة)، وعلى الزراعات التي تساهم في الحد من ارتفاع أسعار الأعلاف.
وبإقليم مولاي يعقوب، انتعشت آمال الفلاحين بعد الأمطار الأخيرة في تحقيق إنتاج هام يساهم في تحسين المراعي وتعزيز نمو الزراعات الربيعية، وتخفيف الأعباء لتحريك عجلة الدورة الفلاحية، وبالتالي الإسهام في النهوض بالمنتجات الفلاحية الموجهة إلى الأسواق المتواجدة بالمدن القريبة كفاس.
أمطار فبراير تنعش آمال الفلاحيين بجهة فاس وتعيد الدينامية للموسم الفلاحي. يسرى جوال
وفي هذا السياق، قال عبد الكريم الشريكي، وهو مزارع بنواحي مولاي يعقوب، في تصريح لـLe360، إن أمطار الخير فسحت المجال لإعادة الدينامية والحيوية للدورة الزراعية التي تنعكس بشكل إيجابي على استهلاك المنتجات الفلاحية والرفع من حضورها بالأسواق الوطنية، حيث الوقت ما يزال يسمح بتحقيق إنتاجية هامة من الحبوب خلال الموسم الفلاحي الحالي، بشرط استمرار التساقطات المطرية وكثافتها خلال الأشهر المقبلة، مؤكدا أن نجاعة أمطار شهر فبراير ومارس ستكون متفاوتة بين المناطق، حسب طبيعة المزروعات من الحبوب والقطاني بكل منطقة، على أن تكون إيجابية في حالة استمرارها.
من جانبه، قال أحمد السحيمي، وهو فلاح بجماعة العجاجرة، في تصريح مماثل، إن التساقطات المطرية التي عرفتها المملكة في الآونة الأخيرة ساهمت في انتعاش الزراعات الخريفية، وزيادة الغطاء النباتي الرعوي وتعزيز المياه الجوفية, مسجلا أن بإمكان هذه التساقطات أن تسمح بتدارك ما فات خلال الأشهر الماضية على مستوى المساحات المزروعة والدفع نحو تحسين وتعزيز المردودية في الأشهر المقبلة.
واستبشر محمد الشيخ، مزارع بجهة فاس-مكناس، خيرا بعائدات الزراعات الربيعية، ويتعلق الأمر بالحمص وذرة الحبوب والعدس والفاصوليا وبأنواع من الفواكه الحامضية، إضافة إلى توسيع الغطاء العشبي الخاص بالمراعي بما ينعكس إيجابا على وضعية القطيع الوطني والثروة الحيوانية، وكذا على مربي الماشية والفلاحين الذين عانوا خلال الفترة الماضية من ارتفاع أسعار الأعلاف في ظل قلة التساقطات، وكذا تغذية الفرشة المائية التي استنزفت بشكل كبير خلال الفترة الماضية.
وبالنسبة لحميد الشريكي، فقد عبّر عن ارتياحه بشأن الأجواء التي خلفتها هذه التساقطات على أرض الواقع، موضحا أن الأمر يعتمد على استمرارها وانتظامها لأيام متواصلة، بما يغذي المزروعات وينعش موجودات المياه في الآبار، قائلا: «نرجو من العلي القدير أن يرحمنا بمزيد من الأمطار، لأن الفلاحين ومربي الماشية قد عانوا في السابق من موجة الجفاف التي أثرت على أنشطتهم. فهناك من اضطر إلى بيع ماشيته والهجرة».
ومنذ انطلاق الموسم الفلاحي 2024/2025، اتخذت الوزارة الوصية في إطار الجهود المبذولة لتنزيل استراتيجية الجيل الأخضر 2030-2020، سلسلة من التدابير لضمان نجاح الموسم الفلاحي، تهم على الخصوص، توفير عوامل الإنتاج (البذور والأسمدة)، وتنمية سلاسل الإنتاج، وإدارة مياه الري، والتأمين الفلاحي، والتمويل، ومواكبة الفلاحين.
من جهة أخرى، قررت وزارة الفلاحة مواصلة برنامج التخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية للحفاظ على الماشية، من خلال توزيع 2,5 مليون قنطار من الشعير المدعم، و2 مليون قنطار من الأعلاف المركبة، وتوريد الماشية من خلال تهيئة وتجهيز نقط مائية، واقتناء الصهاريج والشاحنات الصهريجية مع تحمل تكاليف تشغيلها وصيانتها.
وبالموازاة مع ذلك، تعمل المصالح الإقليمية لوزارة الفلاحة بفاس (المديرية الإقليمية للفلاحة والغرفة الفلاحية بجهة فاس مكناس)، على تأطير ومواكبة الفلاحين عن طريق مصاحبة المهنيين في مختلف السلاسل الفلاحية، ونهج سياسة القرب للاستفادة من التشجيعات والإعانات المالية ونشر الأبحاث التطبيقية وتتبع المشاريع الفلاحية.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا